+A
A-

سرحان لـ “البلاد”: “الإبر الجافة” أحدث تقنية لعلاج التهاب مفصل الركبة

ذكر اختصاصي العلاج الطبيعي عضو هيئة التدريس في معهد سايمون للإبر الجافة (سويسرا) غازي سرحان أن 80 % من البحرينيين يعانون من خشونة الركبة بعد سن الـ 50، وأن أكثر من 85 % يعانون من ألم المفاصل المرتبط أحيانا بالتهاب بعد سن الـ 60.

وأوضح أن نسبة إصابة النساء بهذا العرض الصحي أكبر من الرجال، مشيرا إلى أن رطوبة الجو، واستخدام المكيفات في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي لها تأثير مباشر في حدوث ذلك.

‏وأوضح سرحان في تصريحات لـ “البلاد” أن ألم المفاصل يعتبر من المشاكل المنتشرة كثيرا في البحرين خصوصا ألم مفصل الركب، مردفا أن الدراسات والإحصاءات الأخيرة التي أجرتها ‏وزارة الصحة بينت أن ‏أكثر المرضى المترددين على العيادات الخارجية، هم مرضى عيادات العظام والعلاج الطبيعي، وأن 80 % منهم يعانون من ألم مفصل الركبة.

‏وقال اختصاصي العلاج الطبيعي إن ألم مفصل الركبة ينتج من أسباب عدة أهمها احتكاك الركبة وضعف العضلات والإصابات المباشرة، والتهاب المفصل الروماتيزمي، مؤكدا أن السبب الأول هو احتكاك الركبة وضعف العضلات في الفخذ المصاحب مما يسبب التهاب المفاصل أو احتكاك الركبة، ويسمى بعض الأحيان بـ “خشونة الغضاريف”، والذي يحدث نتيجة ‏زيادة الضغط على المفصل عن طريق الجلوس على الأرض لفترة طويلة، وكبر السن.

ولوحظ انتشار هذا المرض في الفئة العمرية بعد 45 سنة، مردفا أن هذه المشكلة ‏موجودة أيضا في اللاعبين السابقين، إذ عادة ما يتعرض اللاعب لإصابات عدة أثناء ممارسة رياضة كرة القدم والسلة والتنس وغيرها من رياضات تعتمد على الركب.

وعن أعراض التهاب مفصل الركبة، قال سرحان: هي آلام في المفصل خصوصا الجانب الداخلي للركبة وانتفاخ وتجمع السوائل حول الركبة، وقصور في حركة المفصل إذ لا يستطيع المريض ثني الركبة بشكل كامل، وقد يؤدي إلى صعوبة المشي والـ “عرجة”.

وأضاف “طور الباحثون علاجات كثيرة لعلاج ألم مفصل الركبة أهمها العلاجات الجراحية مثل عملية تغيير مفصل واستخدام مفصل صناعي، واستخدام المنظار الجراحي لتنظيف المفصل، إضافة إلى العلاجات غير الجراحية التي تتمثل في العلاج الطبيعي والأدوية المضادة للالتهاب والثلج والراحة والإبر الصينية وغيرها.

‏وكشف سرحان عن التقنية الجديدة التي طورها مجموعة من الاختصاصيين الأميركيين واستمرت 15 سنة، مشيرا إلى أنها تشكل ثورة علمية في طريقة علاج ألم مفصل الركبة، وهي استخدام “الحقن الجافة”؛ لأن هذه الطريقة تتميز بسرعة العلاج وقلة الأضرار الجانبية التي لا تذكر أو لا توجد في أكثر الأحيان.

وعن العلاج بالإبر الجافة، أوضح استشاري العلاج الطبيعي أنها أحدث الطرق التي تستخدم في مراكز العلاج الطبيعي، وأنهت معاناة الكثير من المرضى، موضحا أنه يتم استخدام إبر دقيقة الحجم لا تتجاوز 0.3 ملليمتر ويتم غرسها في العضلات، مشيرا إلى أن التقنية تستغرق من 5 إلى 10 دقائق فقط، ولكن قد تحتاج من 4 إلى 5 جلسات لعلاج كل المفاصل، وأن تكلفتها تبدو متواضعة أمام العمليات الجراحية أو تبديل المفصل.

وقال سرحان إن باحثين أميركيين قاموا بتصوير عملية الوخز باستخدام الموجات الصوتية وتحليل المواد الكيميائية حول العضلة بواسطة أنبوب دقيق موصل للعضلة، وكانت النتائج غير متوقعة للفريق الطبي، حيث وجدت كمية من الاندورفن، وهو مرخ للعضلات، تم إفرازه من الجسم، كما اختفت المواد المسببة للألم مثل الهستامين وغيرها من المركبات الكيميائية المهيجة.

وعن كيفية استخدام هذه الإبر في مفصل الركبة، قال سرحان “‏تستخدم الإبر الدقيقة جدا في تحفيز العضلات ‏المتأثرة خصوصا عضلات الفخذ الأمامية والخلفية لمشاكل الركب، ‏حيث تتكون بعض العقد العضلية وهي عبارة عن تكتلات منتشرة في العضلات المصابة، ‏ويعتقد كثير من الباحثين أنها السبب الرئيس لآلام مفصل الركب، مشيرا إلى أن الدراسات السريرية المرافقة لاستخدام الإبر بينت أن إرخاء العقد العضلية يؤدي فورا إلى تخفيف الألم وزيادة نشاط العضلة وزيادة مدى الحركة في المفصل أي علاج تيبس الركبة.

وأوضح أن هذه الطريقة فعالة في علاج أحد أكثر المشاكل انتشارا في البحرين، وتم استخدامها على كثير من المرضى الذين يعانون من ألم الركب وكانت النتائج إيجابية وسريعة، موضحا أن استخدام الإبر الجافة يجب أن يكون من خلال مختص وصاحب شهادة ممارسة، مؤكدا أن هذه التقنية قد تغني بعض المرضى عن إجراء العمليات الجراحية.