+A
A-

حاولت الانتحار مرتين وماتت بالمخدرات

تعرف شاب قبل نحو 6 سنوات على فتاة تصغره بأكثر من 12 عاما، وظلت علاقتهما طيبة حتى انقطعت ذات يوم، ولكنه شاهدها في إحدى المرات قبل مدة بسيطة وتبادلا أرقام هواتفهما مرة أخرى، واتفقا في بداية شهر يونيو الماضي على اللقاء والخروج معا في سيارته، إلا أنه ارتكب حادثا بالقرب من نادي الفروسية، إذ اصطدم بشاحنة.

وتسبب ذلك الحادث في تعرضهما لإصابات متفرقة نقلا على إثرها للمستشفى، فتم “تجبيس” رجله، فيما تعرضت الفتاة إلى كدمات في وجهها.

وبعد خروجهما من المستشفى بأسبوع التقيا مجددا وكان برفقته أيضا أحد أصدقائه، وتوجهوا جميعا إلى شقة بمنطقة الجفير في مساء ذلك اليوم بحوالي الساعة 9، وتناولوا الكثير من المواد المخدرة والمؤثرة عقليا وخلدوا في نوم عميق.

وتفاجأ الشابان عند استيقاظهما نحو الساعة 9:10 صباحا بتاريخ 14 يونيو 2017، بأن الفتاة نائمة على صدر أحدهما ولكنها ترفض الاستيقاظ من النوم كما أنها لا تتحرك بتاتا، فقررا نقلها للمستشفى للاطمئنان عليها.

واستقبلهم في المستشفى الخاص الواقع بمنطقة الجفير مساعد ممرض كان يعمل بالقرب من البوابة الرئيسة ووظيفته استلام المرضى من جانب البوابة، والذي شاهدهما يدفعان كرسيا متحركا تجلس عليه الفتاة، فسألهما عما تعاني من مرض، فقالا له إنهما كانا متوجهين بالقرب من البحر بجوار نادي النجمة الرياضي، لنزع “الجبس” المثبت على رجل أحدهما - المتعرض للحادث مع الفتاة - لكنهما لاحظا وجود فتاة ملقاة على الأرض بالقرب من الشاطئ، مدعين أنهما لا علاقة لهما بها.

فاستلمها مساعد الممرض منهما بشكل عاجل ونقلها لغرفة الطوارئ لمعاينتها، لكنه تبين إليه أن قلبها لا يعمل والنبض متوقف تماما، وأعلن وفاتها وأبلغهما أنها قد فارقت الحياة.

ولأنهما كانا تحت تأثير المواد المخدرة والمؤثرة عقليا فقد قررا الهرب من الموقع وتركا الفتاة بحوزة المستشفى، كون أن حالتهما كانت غير طبيعية وواضحة لمن هم في المستشفى.

فأبلغت إدارة المستشفى الشرطة والتي حضرت للموقع بأنه تم جلب فتاة للمستشفى من قبل شخصين قالا إنهما وجداها خلف المستشفى ملقاة على جانب شاطئ البحر، وعند سؤالهما عن هويتيهما قالا إنهما سيجلبانها من السيارة، إلا أنهما لاذا بالفرار من المكان، وبعد فحص نبض الفتاة تبين أنها فارقت الحياة، كما لوحظ وجود كدمات في وجهها.

وأوضح مساعد الممرض لدى المستشفى خلال التحقيق معه في النيابة العامة أنه تم جلب الفتاة يوم الخميس 14 يونيو 2017 صباحا، من قبل الشخصين المشار إليهما، وأنه سمع من أحدهما أثناء تحدثه في الهاتف أنه يطلب ممن يتحدث معه مساعدتهما لحل المشكلة.

وأفاد الشاهد بأنه في ذلك الحين طلب من حراس أمن المستشفى عدم السماح للشخصين بمغادرة المكان حتى يصل أفراد الشرطة بعد إعلامهم بالواقعة، إلا أنهما تمكنا من مغافلتهم والمغادرة إلى جهة غير معلومة، مبينا أنهم التقطوا رقم لوحة السيارة التي ركبا فيها، وأنه بعرض صورة أحد الشخصين عليه أثناء التحقيق معه تعرف على المشتبه به الأول بنسبة 100 %.

فيما أكد حارس أمن يعمل في المستشفى شهادة مساعد الممرض المذكور، وأوضح أن شخصين حضرا إليه وكان برفقتهما فتاة مستلقية على الكرسي الخلفي للسيارة، وطلبا منه إحضار كرسي متحرك لهما، وأنه عندما طلب منهما بطاقة هويتهم أفادا إليه أنهما لا يستطيعان تسليمه إياها. وأشار إلى أنه سألهما عن الفتاة، فقالا له إنهما وجداها ملقاة على الشارع، كما لاحظ أنهما في حالة غير طبيعية، فطلب منهما الانتظار، وحينها اتصل بالشرطة للحضور بأقصى سرعة، لكنهما تمكنا من الفرار برفقة شخص حضر إليهما.

وبعد القبض على المشتبه بهما اعترفا أنهما تعاطيا المواد المخدرة في تلك الليلة، وقال المتهم الأول منهما إنه يتعاطى مادة الهيروين المخدرة ومادة الكيميكال منذ قرابة 12 عاما، وإنه توجه برفقة صديقه المتهم الثاني وبرفقتهما الفتاة المتوفاة إلى إحدى الشقق بمنطقة الجفير وتعاطوا المواد المخدرة والمؤثرة عقليا، إلا أنه عند حلول الصباح تفاجآ بأن الفتاة لا تتحرك ولا تستيقظ من نومها. وثبت بفحص عينة إدرار كل منهما احتواؤها على المادتين المخدرتين (المورفين والحشيش)، والمؤثرين العقليين (الميتامفيتامين والكلونازيبام)، إضافة إلى احتواء عينة الأول منهما على مادة الترامادول المخدرة كذلك.

وثبت بفحص عينة دم الشابة المتوفاة (22 عاما)، أنها تحتوي على مواد المورفين والديازيبام والكلونازيبام المخدرة والمؤثرة عقليا، ولم يثبت أنها متعاطية للمسكرات، وأن وفاتها حصلت بسبب هبوط حاد في دورتها الدموية والتنفسية؛ وذلك نتيجة تناولها المواد المخدرة والمهدئة المذكورة. فأحالت النيابة العامة الشابين، اللذين يبلغان من العمر 31 و35 عاما، للمحاكمة على اعتبار أنهما بتاريخ 14 يونيو 2017، المتهم الأول: حاز وأحرز بقصد التعاطي المواد المخدرة (حشيش ومورفين وترامادول) ومؤثرات عقلية (ميتامفيتامين وكلونازيبام) وفي غير الأحوال المرخص بها قانونا، وللمتهم الثاني: حاز وأحرز بقصد التعاطي المواد المخدرة (حشيش ومورفين) ومؤثرات عقلية (ميتامفيتامين وكلونازيبام) وفي غير الأحوال المرخص بها قانونا.

وقضت محكمة اول درجة بمعاقبة كل منهما بالحبس لمدة 6 أشهر عما أسند إليهما من اتهام، وأمرت بتغريم كل منهما مبلغا وقدره 1000 دينار، وهو ما لم يقبل به المدانان وطعنا عليه بالاستئناف أمام المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة بصفتها الاستئنافية، والتي نظر في استئنافهما، وقررت تأجيل النظر فيه حتى جلسة الرابع من أكتوبر المقبل؛ وذلك لجلب المستأنف الثاني من محبسه.

يذكر أن الشابة المتوفاة تمتلك في كشف الاستعلام الجنائي الخاص بها عدد 14 بلاغا بعض منها كانت هي من تقدمت بها ضد أناس آخرين، وغالبيتها تم حفظها لعدم الأهمية، إلا أن اثنين من تلك البلاغات مسجلة ضدها باعتبار أنها حاولت الانتحار مرتين في وقت سابق.