+A
A-

العاهل مستقبلاً كوادر “الأشغال”: استمروا بالخدمات المقدمة للمواطنين وأنظمة البنى التحتية

استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في قصر الصخير أمس وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف وعدداً من العاملين في الوزارة.

وبعد تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، تفضل صاحب الجلالة العاهل بإلقاء كلمة سامية قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب السمو،،

الحضور الكريم،،

يسعدنا أن نلتقي بكم وأن نرحب بالجميع أجمل ترحيب. ولعلها مناسبة طيبة، في ضوء الانجازات النوعية والمتسارعة التي تشهدها مملكة البحرين على صعيد التنمية الاقتصادية والعمرانية، أن نوجه الشكر لكوادر العمل بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، يتقدمهم سعادة الوزير المهندس عصام خلف، على ما يبذلونه من جهود حثيثة نجد ملامحها بارزة في العديد من المشاريع والبرامج التي تراعي في كافة جوانبها الارتقاء بمجال التخطيط العمراني المستدام وتهيئة البنى التحتية وفق أرفع المعايير الدولية. وهذا في الواقع يأتي كامتداد طبيعي للنشأة المبكرة للعمل البلدي في مملكة البحرين والمرتبطة بتأسيس بلدية المنامة قبل ما يقارب المئة عام، وتفعيل أول نظام قانوني للبلديات على مستوى المنطقة العربية.

 

ونود هنا، ولضمان الحفاظ على المستوى المتقدم لنهضتنا التنموية الوطنية الشاملة، أن تستمر وزارتكم وفي حدود مسؤوليتها الهامة كوزارة خدمية، أن تضع في أولويات عملها الارتقاء المستمر بالخدمات المقدمة للمواطنين وأنظمة وشبكات البنى التحتية، في ظل ما تشهده البحرين من نمو عمراني واستثماري وصناعي وبما يراعي احتياجات كافة مناطق البحرين على حد سواء، دون إغفال لجوانب التنمية الزراعية والمحافظة على الثروات الطبيعية والحماية البيئية.

مشيدين بهذا الخصوص بالحلول المتجددة التي تقدمها الوزارة في كافة مجالات عملها لخدمة المواطنين الكرام. وكلمة شكر لرؤساء وأعضاء المجالس البلدية على جهودهم وتعاونهم المشترك مع الوزارة في مجالات تطوير العمل وتلبية احتياجات المواطنين. متطلعين معكم اليوم، وبإذنه تعالى، لإقامة مناسبة خاصة للاحتفاء بالذكرى المئوية لبدء العمل البلدي في مملكة البحرين بعد عامين إن شاء الله.

وفي الختام، نكرر شكرنا وتقديرنا لجهودكم جميعاً التي نتابعها عن قرب، ونجد فيها إخلاص أهل البحرين تجاه أرضهم الطيبة، وإخلاصهم في خدمة الوطن الغالي والحفاظ على إرثه وثرائه الحضاري بين الأمم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم ألقى وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني كلمة قال فيها:

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، حفظكم الله ورعاكم،

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

الإخوة والأخوات الأعزاء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن كافة منتسبي وزارة الأشغال وشؤون البلديات التخطيط العمراني، أرفع إلى جلالتكم أسمى آيات الشكر والعرفان، لما تولونه جلالتكم من رعاية ودعم لهذه الوزارة، شاكرين ومقدرين لجلالتكم استقبالنا اليوم في قصركم الميمون.

صاحب الجلالة ملكنا المفدى...

عام بعد آخر، تتواصل عجلة البناء في مملكة البحرين عبر كثير من المشاريع التنموية التي تسهم في النهوض بالبنية التحتية، وتعزيز مقومات المدنية والعمران، وبفضل من الله، وبدعم من القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة، فقد شهدت المملكة تقدماً ملحوظاً في مشاريع البنى التحتية، وقطعت الوزارة أشواطاً من الانجاز في مجالات إنشاء الطرق وشبكات الصرف الصحي ومشاريع البناء الاستراتيجية، حيث قامت الوزارة بتطوير شبكة الطرق الاستراتيجية، وإنشاء عدد من الجسور والأنفاق منها على سبيل المثال لا الحصر أنفاق مدينة حمد وميناء سلمان وتقاطع أم الحصم، وجسور مدينة عيسى والزلاق وسترة، وجسر المنامة الشمالي.

كما تم تطوير شارع الشيخ عيسى بن سلمان، وتحرير الحركة المرورية على كافة التقاطعات دون توقف ليصبح شـرياناً حيوياً للحركة المرورية وحركة نقل البضائع، وساهم إيجاباً في تطوير النقل التجاري والخدمي والسياحي بين البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة.

مشاريع نموذجية

وفي مجال مشاريع البناء والمشاريع الاستراتيجية، فإن الوزارة تفخر بتنفيذ عدد من المباني الحكومية، إذ نفذت في الفترة السابقة عدداً من تلك المشاريع، من ضمنها إنشاء مسرح البحرين الوطني، الذي تفضلتم جلالتكم بافتتاحه في 12 نوفمبر 2012، ومشروع الإضاءة الليلية لحلبة البحرين الدولية، بجانب مشاريع إنشاء عدد من المدارس النموذجية والمراكز الصحية والاجتماعية، ومشروع مبنى محاكم الأسرة مؤخراً، وغيرها.

صاحب الجلالة..

لقد سعت الوزارة إلى الارتقاء بالخدمات التي تقدمها من خلال الاهتمام بكافة المدن والقرى، ونفذت - خلال دورة الميزانية الماضية على سبيل المثال - مشاريع لرصف الطرق الترابية، وتعبيد نحو 60 كلم معززةً بشبكات لتصريف مياه الأمطار والإنارة، استفاد منها ما يزيد على 15 ألف عقار في مختلف مناطق المملكة.

وفي سياق متصل، حافظت الوزارة على نسبة 95 % للمستفيدين من خدمات الصرف الصحي من مواطنين ومقيمين برغم تواصل النمو السكاني والعمراني، كما تم افتتاح محطة المحرق للصرف الصحي في يوليو 2014 بالشراكة مع القطاع الخاص، وهي تعد أحد أهم مشاريع البنية التحتية الإستراتيجية بمحافظة المحرق وتترجم التوجه إلى اللامركزية في إنشاء وإدارة محطات معالجة الصرف الصحي بالبلاد، كما تستمر الوزارة بتنفيذ مشاريع تطوير خدمة الصرف الصحي والمحافظة على مستوى الخدمة المتقدم بها.

 

الاهتمام بالمخطط الهيكلي

ولتحقيق مبدأ الاستدامة، وهو أحد ركائز الرؤية الاقتصادية 2030، فإن الوزارة انطلقت في هذا المجال من خلال المخطط الهيكلي لمملكة البحرين، حيث قـمتم جلالتكم بإصدار المرسوم الملكي السامي رقم 36 لسنة 2016 لتحديث هذا المخطط الهادف إلى ضبط عملية تحديد استخدامات الأراضي بما يتماشى مع متطلبات التنمية في المجالات السكنية والصناعية والاستثمارية وغيرها.. ومؤخراً، وفي ضوء المرسوم الملكي السامي بإنشاء اللجنة العليا للتخطيط برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، تم استحداث جهاز تنفيذي جديد متمثل في هيئة التخطيط والتطوير العمراني للنهوض بالعمل التخطيطي بما يواكب احتياجات التنمية.

 

صاحب الجلالة..

على صعيد النمو العمراني، جاء إنشاء المركز البلدي الشامل ليكون نواة للتنمية العمرانية والاقتصادية، حيث أسهم هذا المركز في دعم عجلة التنمية من خلال تسهيل الإجراءات الهادفة لإصدار الرخص المختلفة، كما حقق العام الماضي تطوراً متميزاً بارتفاع عدد تراخيص البناء الصادرة للفترة من يناير إلى سبتمبر 2016 إلى 682 رخصة بناء، مقارنةً بـ 482 رخصة لنفس الفترة من العام 2015، كما زادت مساحة البناء لتلك المشاريع، من مليون وثمانمائة ألف متر مربع 1.810 مليون متر مربع إلى أربعة ملايين وسبعمائة ألف متر مربع 4.709 مليون متر مربع، وزادت كلفة تلك المشاريع من (489 مليون دينار) عام 2015 إلى (مليار و295 مليون دينار) عام 2016، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين وازدهار النهضة العمرانية في البلاد.

200 حديقة ومتنزه

وعلى صعيد الخدمات البلدية، قامت شؤون البلديات بالوزارة بإنشاء ما يزيد عن 200 حديقة ومتـنزّه وساحل وممشى ومضمار في مختلف مناطق المملكة، حيث تعتبر هذه المواقع متنفّساً للمواطنين والمقيمين، وتـسهم في تعزيز التوازن البيئي والبيولوجي، وأسهمت في رفع رصيد المملكة من الرقعة الخضراء.

وفي ما يتعلق بالواجهات البحرية، فإن الوزارة ماضيةً في العمل ضمن توجيهات اللجنة العليا للتخطيط العمراني، في توفير تلك الواجهات والمساحات اللازمة لممارسة الأنشطة الترفيهية المختلفة.

وفي مجال الثروة البحرية، عملت الوزارة على تنمية هذا القطاع من خلال دعم الصيادين وإنشاء وتطوير عدد من مرافئ الصيد البحري، بالإضافة إلى تشجيع البدائل الهادفة إلى تنمية الثروة البحرية، كالأرياف الصناعية والاستزراع السمكي وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص.

ومن جانب آخر، تعتبر الزراعة إحدى ركائز التنمية المستدامة، وعاملاً هاماً في تحقيق الأمن الغذائي النسبي، حيث تعمل الوزارة على حماية موروث البحرين من المحاصيل الزراعية والخضروات، والنخيل عبر إطلاق مبادرات إكثار النخيل، ونقل الفسائل وزراعتها بالأنسجة ومكافحة سوسة النخيل.

إن الحديث ليطول -يا صاحب الجلالة -حين التطرق لمجمل الانجازات التي حققتها الوزارة في ظل عهدكم الزاهر كونها واحدة من الوزارات الخدمية في المملكة، متطلعين إلى أن نظفر دائماً بسخي عطاء ودعم جلالتكم لما فيه خير وتقدم الوطن ورقيه، في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين.

وختاماً.. تقبلوا جلالتكم عظيم الشكر والعرفان، سائلين المولى القدير أن يحفظكم ويحفظ مملكتنا الحبيبة، ويسدد على طريق الخير خطاكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد ذلك تشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك.

هذا وأقام صاحب الجلالة الملك مأدبة غداء تكريماً للعاملين في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني.