+A
A-

بتول دادباي: العمل الجماعي يصقل الموهبة ويمنح الجرأة

سيدة أعمال احترفت تصميم الأزياء، تمتلك صفات متعددة، أبرزها الجرأة والموهبة، سارت بخطىً متأنية وثابتة نحو تحقيق أهدافها، وبدأت حياتها العملية باحثة عن حلمها الذي لم تبارحه لحظة واحدة، حيث استطاعت بفضل دهائها وحنكتها أن تمسك بزمام الأمور، وأن تحقق هذا الحلم على الرغم من الصعوبات وإيقاع الحياة المتسارع. تعتبر والدها صاحب الفضل في تحقيق هذا النجاح, تقول عن حلمها إنه موسوعة من الخبرة والمعرفة في عالم الأعمال، وتصرح دائما أن ما حققته من إنجازات تجاوز ما حلمت به.

«البلاد» التقت السيدة بتول محمد دادباي في معرضها بمجمع «جاليريا» بالزنج، وأجرت معها الحوار التالي:

ماذا كانت دراستك، وهل لها علاقة بالتصميم؟

درست في البداية بمدرسة الرجاء، ثم انتقلت في المرحلة الثانوية إلى مدرسة خولة، والتحقت بعد ذلك بجامعة البحرين، واخترت تخصص إدارة الأعمال ولم أدرس التصميم، ولكنه هواية داخلي منذ نعومة أظافري.

كيف بدأت حياتك العملية وفي أي مجال؟

بعد تخرجي من الجامعة مباشرة بدأت العمل في سفريات دادباي، وكانت فترة قصيرة لم تستغرق أكثر من ستة أشهر، انتقلت بعدها إلى شركة الإعلانات «نيون»، حيث أمضيت فيها تقريباً عشر سنوات، تخللها زواجي وأنا في الـ 21 عاماً، ورزقت بولدين، ومكثت في المنزل ثلاث سنوات لرعاية أطفالي، ومنذ اليوم الأول لذهابهم للروضة عدت إلى عملي في شركة الإعلانات، وكنت برفقة زوجي نعمل وسط الموظفين في بادئ الأمر؛ لنكتسب الخبرة والحنكة في التعامل مع الزبائن، وكنت استمع جيداً إلى توجيهات الموظفين، وأترك لهم حرية إرشادي وتعليمي. ثم تدرجنا أنا وزوجي لنصبح مديرين بالشركة، وامتلكنا الخبرة، كل هذه الفترة والتصميم بدواخلي أمارسه كموهبة، وأشارك في معارض داخل البحرين وخارجها، ولكن لم أمتلك الجرأة للتفرغ له.

 

كيف بدأتِ أول خطواتك في الأعمال والتجارة؟

بدأت حياة الأعمال بالتحاقي كعضوة في جمعية سيدات الأعمال، وكان هذا منذ ما يقارب 7 سنوات، وكانت هذه المحطة هي الفارقة والمنعطف في حياتي العملية، والتي ساعدتني في الانتقال من موظفة أو بالأحرى مديرة إلى سيدة أعمال، وظللت عضوة عاملة وفاعلة لأربع سنوات، ثم قررت بعد التشجيع من زميلاتي أن أرشح نفسي إلى مجلس إدارة الجمعية، وكان هدفي الأساس تقديم الفائدة  للجمعية بقدر استفادتي منها، فأنا بالفعل استفدت كثيراً من كوني عضوة وسط مجموعة من سيدات الأعمال الخبيرات في مجالات مختلفة ومتنوعة، وخضت تجربة الانتخابات، وكنت سعيدة الحظ بما وجدته من تشجيع كبير من زميلاتي، حيث فزت في أن أكون ضمن مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال، وأصبحت رئيسة لجنة رائدات الأعمال، ووجدت نفسي مسؤولة عن تنظيم فعاليات والمشاركة في ندوات ومؤتمرات داخل البحرين وخارجها، واستفدت من هذه المرحلة استفادة قصوى، حيث إن العمل الجماعي يصقل الموهبة، ويمنح الجرأة وروح المبادرة، ويزيد من العلم والمعرفة بأشياء كثيرة.

وهل تفضلين العمل العائلي أكثر منه بشكل منفرد؟

أعتبر أن الاثنين على مستوى واحد من حيث اكتساب الخبرة والمعرفة، ولكنني أرى مع ذلك أن الولاء لابد أن يكون هو الدافع الأساس للعمل ضمن أعمال العائلة؛ ليتحقق مبدأ «أفيد وأستفيد»، وقد استفدت كثيراً من عملي في أنشطة الوالد؛ لأنها مختلفة ومتنوعة.

أخبرينا عن بدايتك في عالم التصميم؟

كما ذكرت سابقاً موهبة التصميم كانت بدواخلي ومازالت، إذ لم يفارقني حلم أن أكون مصممة أزياء يوماً واحداً، ولكن كانت تنقصني الجرأة، وجاء هنا دور أبي الذي شجعني بقوة على أن يكون لي عملي المنفصل، والذي أحقق فيه هذه الموهبة، وسخَّر لي كل الإمكانات حتى أبدأ مشواري في التصميم وحتى الآن لا يبخل علي بأي شيء سواء نصيحة أو مساعدة من شركته، وأنا أشعر أن كل دقيقة أقضيها مع الوالد اكتسب فيها شيئا جديدا؛ لذا اعتبره موسوعة حقيقية في  العلم والمهارة.

 

هل توفقين بين حياتك المهنية والعائلية كزوجة وأم لولدين؟

يأتي هنا دور الزوج والأبناء، وإني رزقت بعائلة متعاونة، فزوجي وأولادي لهم دور كبير فيما وصلت إليه من نجاح وإيماني الدائم بأن العمل الذي تقدمه المرأة لا يفرق كثيرا عما يقدمه الرجل، فلا يوجد عمل يقتصر على جنس بذاته، والمرأة إذا وجدت البيئة العائلية المتعاونة معها ستحقق نجاحا كبيرا.

ماذا تخاطبين في أزيائك؟

أبحث دائماً عن المختلف والمتميز، حيث إن المنافسة كبيرة في سوق الأزياء بالبحرين، ولكني اخترت ما تحتاجه المرأة في الأعراس والحفلات الراقية والمناسبات لتكون متميزة عن الآخرين، وبجانب تصميم الأزياء أعرض أيضاً مجموعة إكسسوارات وشيالات وأحذية.

كيف يمكن للمرأة العربية والخليجية بوجه التحديد أن تتواصل معكِ؟ وهل من نيّة للتوسع في العالم العربي؟

أسعى بكل جهدي أن أصل لكل امرأة بالخليج، وهذه هي خطتي في المرحلة المقبلة أن يكون بخارج البحرين قطع من أزياء «أفينتي باي بتول»، وأصل ليس فقط للمرأة العربية فحسب، ولكن أيضاً إلى المرأة الأوروبية.

 

ما طموحاتك المستقبلية؟

أحلم بتحقيق هدفي في تحويل «أفينتي باي بتول» إلى ماركة عالمية. فأنا أستعين بمنتجات من الهند سواء الأقمشة أو في التطريز ذات جودة عالية، وأيضا أستعين ببعض المصممين الهنود في بعض معروضاتي.

 

بم تنصحين رواد الأعمال والشباب؟

في ختام اللقاء معها، تقول بتول دادباي إنها تنصح كل شخص لديه خطة لحياته المستقبلية أن يتحصن دائماً بالتفاؤل، وأن ينظر لحياته بشكل إيجابي، ويبتعد عن أي طاقة سلبية، وإذا وجد صعوبات في تحقيق أهدافه لابد أن يكون لديه اليقين بأن الله سبحانه وتعالى سيوفقه مع الإصرار والعزيمة، وسيبعد عنه الشر، ويمنحه الخير دائماً.