+A
A-

حمد الجامعي” لـ“البلاد”: انطلاق “الوطني لعلاج الأورام” ديسمبر المقبل

تشغيل المركز بفريق يضم 750 طبيبا وممرضا

مرضى السرطان يكلّفون 5 ملايين دينار سنويا

10 غـرف لزراعـة النخـاع لعلاج مرضى السكلر

وصول الفريق الطبي العامل بالمركز من تركيا

 

كشف قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة النقاب عن أن ديسمبر المقبل هو الموعد المحدد  لانطلاق العمل في مركز الأورام التابع  للمستشفى، ووفقًا للاتفاقية المبرمة مع مستشفى “أرجيس” الجامعي في قيصرية - تركيا.

وأشار إلى أن التكلفة السنوية التشغيلية للمركز هي مليون و200 ألف دينار سنويًّا، مضيفًا أنها ستستمر لمدة 5 سنوات قابلة للتمديد لسنتين إضافيتين باتفاق الطرفين.

وأوضح أن المستشفى المذكور معتمد أصلاً من قبل المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة في البحرين كأحد المراكز التي تستقبل المرضى البحرينيين المحولين للعلاج في الخارج، خصوصًا حالات أمراض الدم والأورام وزرع النخاع “النقي” العظمي.

ولفت اللواء طبيب الشيخ سلمان، أن مستشفى “أرجيس” الجامعي يُعدّ من أفضل الجامعات في تركيا وهي معروفة بأنها تملك أحد أفضل مراكز علاج الأورام وأمراض الدم وزرع نقي العظم، بالإضافة إلى مركز متطور لأبحاث الخلايا الجذعية يديره 300 باحث متخصص.

 

وأشار الشيخ سلمان إلى أن المركز التركي فاز بالعقد بعد أن تم الإعلان عالميًّا عن استدراج عروض ومراسلة أكثر من 30 مركزًا في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية مصنّفين أوائل عالميًّا بالإضافة إلى مراكز مرموقة من الهند، سنغافورة وتركيا ولكننا وبعد دراستنا كل الردود، وجدنا أن العرض التركي هو الأفضل والأكثر ملاءمة.

ووقّع الاتفاقية رئيس المجلس الأعلى للصحة الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، وحصل العقد على مباركة من الرئيس التركي لدى زيارته للبحرين ولقائه بجلالة الملك المفدّى.

وقال الشيخ سلمان، إن مستشفى الملك حمد الجامعي، وعملاً بالاتفاقية المعقودة مع مستشفى “أرجيس” الجامعي ابتعث 10 أطباء و20 ممرضًا و ممرضة إلى المستشفى المذكور حيث أمضوا فترة 9 أشهر من التدريب المكثّف عادوا بعدها ليشكلوا نواة الفريق البحريني الذي يُعدّ ويُؤهّل من أجل أن يكون قادرًا على تشغيل المركز بعد 5 سنوات.

وذكر قائد مستشفى الملك حمد الجامعي إلى أنه مع انتظام العمل في المركز سيكون هناك طاقم كامل يضم 750 كادرًا من الأطباء والممرضين يغطّون كافة التخصصات والأقسام، مبينًا أنه في المرحلة الأولى وبعد افتتاح المركز ستحوّل الحالات المعقدة إذا ما دعت الحاجة إلى مستشفى “أرجيس” الجامعي على أن تجري المتابعة في البحرين من قبل نفس الفريق الذي سيكون موجودًا دوريًّا في تركيا والبحرين.

وشدّد على أنه وضمن الاتفاقية سيحصل المركز على تكلفة علاجية مخفضة لمرضاه، مبينًا إلى العمل على توفير الربط الإلكتروني بين مركز الأورام في البحرين ومستشفى “أرجيس” الجامعي في تركيا مما سيسمح بالتبادل الفعّال واللحظي للمعلومات ويسرّع في تبادل الخطط العلاجية المشتركة وتنفيذها في أفضل الظروف.

وأشار الشيخ سلمان بن عطية الله إلى أنه بالإضافة إلى أقسام التشخيص والعناية الطبية العالية التخصص سيحتوي المركز على قسم متطور لزرع  “نخاع” العظم من المخطط أن يكون له دور استثنائي في علاج المرضى المصابين بحالات متقدمة من فقر الدم المنجلي، وسيعتمد القسم على مركز متطور لأبحاث السرطان والخلايا الجذعية يمتد على مساحة 2400 متر مربع قادر على استيعاب 80 باحثًا.

وأوضح قائد مستشفى الملك حمد الجامعي أن الاتفاقية تنص أيضًا على توفير المركز التركي للأدوية اللازمة في العلاجات.

وعن التوقعات للقيمة الإجمالية لحجم الإنفاق الذي ستقوم به الحكومة على المركز والكادر والأدوية، أوضح الشيخ سلمان عطية الله أن التكلفة لكل سنة هي مليون و200 ألف دينار، أي أن التكلفة الإجمالية للعقد هي 6 ملايين دينار بحريني لمدة 5 سنوات.

وأعرب عطية الله عن أمله في أن يصل المركز إلى تقديم خدمة عالمية يتم من خلالها استقطاب المرضى في البحرين والخليج والعرب للعلاج بالبحرين، وهو جزء من تحقيق الرؤية الاقتصادية للحكومة الرشيدة 2030.

وصول طلائع الفريق التركي

وأوضح قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، أنه وبناءً على الاتفاقية المبرمة بين المستشفى ومركز جامعة “أرجيس” فقد وصلت إلى البحرين طلائع الفريق التركي المتخصص من الكوادر الطبية والتمريضية، وبدأ الخبراء المساعدة بترتيبات افتتاح المركز قبل نهاية العام الحالي، وتحديدًا في شهر ديسمبر المقبل.

وأوضح أن التأخير في موعد الافتتاح يرجع إلى “تلكؤ” المقاول وعدم التزامه بجدول التسليم وهو الأمر الذي دفع قيادة قوة دفاع البحرين إلى استلام المشروع من المقاول لإكماله بأفضل وأسرع وقت.

وذكر أن المركز كان من المفروض أن يفتح أبوابه في فبراير من السنة الماضية ولكنه تأخر ليفتتح فبل نهاية العام الجاري.

 

تكلفة باهظة

وأشار عطية الله إلى أن مرضى السرطان يكلّفون الخزينة البحرينية 5 ملايين دينار سنويًّا، مبينًا أن هذه التكلفة العالية ترجع في جزءٍ منها إلى تغطية مصاريف سفر المريض ومرافقه وإقامتهم في الخارج لفترة طويلة قد تمتد شهورًا.

ولفت إلى الحاجة للعمل على تقليل هذه التكلفة مع التشديد على تقديم خدمة علاجية متميزة لمرضى السرطان بالبحرين، تضاهي الخدمة المقدمة في المراكز العالمية، مستشهدًا بالتجربة الرائدة لمركز “خليفة للقلب” في المستشفى العسكري التي كانت حصيلة 25 سنة من الجهد والعمل الدؤوب تكللت بالارتقاء بهذا المركز إلى مستوى من العناية مشهود له على صعيد المنطقة.

وأكد “نريد أن نصل للمرحلة التي يختار فيها المريض البحريني ويفضل العلاج في البحرين بدلاً من الخارج، ونحن قادرون على تحقيق هذا التحدي، من خلال حرص ودعم القيادة والحكومة”.

وعن علاج المواطنين، بعد صدور قانون الضمان الصحي، قال الشيخ سلمان إن القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة تعمل جاهدة لتوفير كافة الخدمات للمواطنين ومنها الخدمات العلاجية والطبية التي ستكون مجانية لمرضى السرطان البحرينيين الذين يتحولون إلى المركز.

وأوضح قائد مستشفى الملك حمد الجامعي، أن الحالات الجديدة تصل إلى نحو 450 حالة سنويًّا من البحرينيين والأجانب حسب الإحصائيات الأخيرة المنشورة والمعتمدة من الجهات المختصة.

وبيّن أن نحو 50 % من الحالات السرطانية يتم تشخيصها في مستشفى الملك حمد، مشيرًا إلى أن أكثرية المرضى يفضلون، حاليًّا، العلاج بالخارج.

 

فريق العمل

وذكّر الشيخ سلمان بن عطية الله أنه ومع انتظام العمل في المركز سيكون هناك طاقم وفريق كامل يضم 750 كادرًا من الأطباء والممرضين الذين سيغطون جميع التخصصات والأقسام.

وأوضح أن فريق الأطباء التركي سيقوم بتدريب الكوادر البحرينية، حيث سيقوم كل دكتور بتدريب نظيره البحريني طوال فترة الاتفاقية التي تستمر من 5 - 7 سنوات.

وأشار إلى أن الاتفاقية تنص على أن يعمل الكادر التركي على الوصول بمركز الأورام البحريني إلى أن يكون مصنفًا عالميًّا بعد أن يحصل على شهادات الجودة المطلوبة وذلك قبل انتهاء فترة التعاقد.

وعملاً باتفاقيات التعاون والتدريب الموقعة مع مستشفيات جامعية إقليمية وعالمية، لدينا حاليًّا بالإضافة للأطباء الذين تدربوا وسيتدربون في تركيا، وأطباء يتدربون في الأردن وفي النمسا، وآخرون يسعون إلى تحصيل البورد السعودي في مستشفيات المملكة الشقيقة.

 

مركز وطني

أشار الشيخ سلمان عطية الله إلى أن المركز سيستقبل في بداية عمله المرضى البالغين حصرًا، ولكنه وبعد 6 شهور أو سنة، سيكون مستعدًّا لاستقبال “الأطفال” تنفيذًا للتوجيهات بجعله المركز الوطني لعلاج الأورام بالبحرين.

وأوضح أن المركز بعد اكتمال الكوادر الطبية والتمريضية والتجهيزات، سيكون مستعدًّا لاستقبال حالات السرطان في البحرين والخليج.

وأشار إلى أن افتتاح الأقسام العلاجية سيكون متدرّجًا بالاستناد إلى خطة متكاملة تؤدي إلى توفر العناية بمختلف تقنياتها وأنواعها ومن ضمنها العلاج بالخلايا الجذعية للمرضى البالغين والأطفال مع نهاية العام 2019.

وأضاف الشيخ سلمان بن عطية ألله: أما ما يخص خدمات الدعم العامة فسيقوم مستشفى الملك حمد بتوسيع نطاق عملياته الحالية لتشمل المركز بحسب آلية تكاملية في العمل بين المستشفى والمركز وذلك بهدف الاستغلال الأمثل للموارد.

وفي هذا الصدد، كشف الشيخ سلمان عن السعي الجاري للحصول على أحدث جهاز “PET/CT Scan” من أجل استبدال الجهاز الحالي مما سيسمح برصد الأورام الفائقة الصغر من حجم 2 ملم وما فوق.

وشدّد على أن توجيهات جلالة الملك واضحة لشراء أفضل الأجهزة في علاج السرطان وتشخيصه.

وعن المادة الإشعاعية المطلوبة لتشغيل الجهاز، قال الشيخ سلمان إن المستشفى سيقوم بتوفيرها عبر معمل النظائر المشعة الموجود بالمستشفى والذي يوفر هذه المادة منذ 3 سنوات.

 

مرضى السكلر

وقال إن المركز سيحتوي على قسم لزرع النخاع العظمي من عشر غرف كاملة التجهيز، علمًا بأن هذه التقنية العلاجية هي الوحيدة حاليًّا التي يمكن أن تؤدي، إذا ما وجد المريض مؤهلاً للخضوع لها، إلى شفائه من “أنيميا الدم المنجلية”.

وتابع: من هنا توجهنا إلى العمل على استيعاب العدد الأكبر من مرضى “السكلر” إيمانًا منا بالدور الذي يجب أن يقوم به المركز لعلاج هؤلاء المرضى الذين يصل عددهم إلى 5 آلاف مريض حسب الإحصائيات الأخيرة.

وقال: سنعزز التعاون القائم مع مركز الأميرة الجوهرة في هذا الجانب كما سنحافظ على تعاوننا مع مستشفى الملك فيصل في الرياض، ومركز الحسين للسرطان في الأردن.

مركز العلاج بالأشعة

وأعلن الشيخ سلمان إلى أنه مع انطلاق المركز سيُعمد إلى دمج العمل في مركز العلاج الإشعاعي بالسلمانية مع مركز العلاج الإشعاعي في مستشفى الملك حمد، في عملية تكامل بين المركزين تحت إدارة مستشفى حمد، حيث سيوضع في خدمة المريض منظومة علاجية متطورة واحدة “للعلاج الإشعاعي” تشغّل مسرّعين خطيين وقسم للعلاج الإشعاعي الموضعي في كل من مستشفى حمد والسلمانية وتلتزم بالمعايير المعتمدة دوليًّا.

 

أهداف المركز

وذكر مدير مركز الأورام بمستشفى الملك حمد الجامعي، إلياس فاضل، أن الأهداف المرجوة تتمثل في توطين العلاج من خلال رفد مركز الأورام بالكفاءات الطبية عبر انتداب أطباء وكوادر صحية من تركيا في حين يجري العمل على تدريب الكادر البحريني و تأهيله ليكون قادرًا على تشغيل المركز في المستقبل.

وأضاف: بدل أن يسافر المريض بحثًا عن العلاج في الخارج، سيرسل المركز الصحي التركي خبيرة استشارية لتوفير العناية المطلوبة في ربوع الوطن، وفي نفس الوقت لتأسيس بيئة علمية مرموقة يستفيد منها الطبيب البحريني المتدرّب ليعزّز تحصيله العلمي ويكسب الخبرات المتقدمة.

وأردف فاضل أن المركز سيكون له تعاون وثيق مع المؤسسات الصحية البحرينية والسعودية والخليجية عمومًا بالإضافة إلى الجامعة الأيرلندية في البحرين وجامعة الخليج العربي.

بينما أكد أحمد السر منسق المشروع مع جامعة أرجيس وأحد الأطراف الموقعين على العقد أن لديهم تجربة ناجحة من قبل في أذربيجان، و”نحن ندخل بحماس كبير لإرضاء الجانب البحريني، وسيبقى الحكم الأخير للمريض”.

 

طموح القائد

وعن طموح قائد الخدمات الطبية في مستشفى الملك حمد، قال الشيخ سلمان: نطمح إلى توفير مصلحة المريض العليا، التي تأتي من خلال توفير خدمة علاجية متكاملة ورعاية صحية متميزة بحيث تنتفي الحاجة لإرسال مرضانا إلى الخارج ويطمئن المريض البحريني للخدمات الطبية التي ستكون متاحة في البحرين علمًا بأننا لن نألو جهدًا من أجل الوصول سريعًا بهذه الخدمة إلى مستوى العالمية ليشمل استقطاب المرضى، بالإضافة للبحرينيين، المرضى الخليجيين والعرب عمومًا، تماشيًا مع الرؤية الاقتصادية للحكومة الرشيدة 2030 التي خططت لأن تكون البحرين وجهة للسياحة العلاجية.

والتقطت “البلاد” بأخذ الصور التذكارية لطلائع الفريق التركي الذي وصل إلى البحرين ويضم استشاري أورام، استشارية أمراض الدم واستشاري زرع النخاع العظمي بالإضافة لكوادر تمريضية متخصصة.