+A
A-

“محمية الرفاع الطبيعية”... حلم طال انتظاره

بمشهد يجمع ما بين جمال الطبيعة الصحراوية، وتغول وحش الصناعة، تبدو محمية الرفاع الطبيعية مهملة، متروكة على حالها، يخترق سفحها قضبان قديمة وصدئة للغاز وللزيت وبشكل تقليدي وقديم وعشوائي، في حين تتناثر بجوانب عديدة منها كميات من القاذروات والمخلفات والأوساخ وبشكل صادم، يدعو للتعجب والاستغراب، من عقليات ترفض أن تتغير.

وتشغل هذه المحمية الجميلة مساحة واسعة من الأرض البرية البكر، وبمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات مربعة، يبدأ امتدادها من منطقة “سويفره”، وصولاً لجرف الرفاع الشرقي، وحتى الشارع العام المقابل للرفاع الفيوز.

وتحتضن محمية الرفاع الطبيعية، كما يطلق عليها النائب خليفة الغانم، أعدادا وافرة من الأشجار الخضراء، والنباتات البرية المتنوعة، والشجيرات، كما أن بها مساحات مفتوحة تتظلل تحت أشجارها الكبيرة جموع غفيرة من المواطنين بمواسم الربيع والخريف وأجزاء من الصيف، لكن ما ينقصها هو التأهيل، والإعداد المناسب، لكي يحافظ عليها، بعيداً عن ملوثات الصناعة، وزحف الإسمنت، والحديد، والإسفلت.

ويقول النائب الغانم على هامش زيارة ميدانية أجرتها “البلاد” بمعيته مؤخراً لموقع المحمية، إن المنطقة تنطبق عليها صفات المحمية الطبيعية تماماً، ولا ينقصها سوى التأهيل المناسب والنموذجي وأن يطلق مشروع وطني للحفاظ عليها؛ لتكون متنفساً للرفاعيين، ولأهل البحرين ككل.

ويضيف “الرفاعين اليوم باتت متكدسة بالعمارات والشقق السكنية بشكل غير مسبوق، ولم يعد هنالك أي متنفس للأهالي ولأطفالهم غير الحدائق الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، والتي لا تلبي الطلب أو الغاية، وعليه فإن هذه المحمية البرية يجب ألا تترك على حالها، بل العكس، أن تهيّأ، وتنظم، وتزود بالخدمات المناسبة للزوار، من مواقف على أطرافها، ومساحات خضراء، بل وتشجيرها بمساحات إضافية”.

ويردف “ستكون محمية الرفاع الطبيعية معلماً عائلياً وسياحياً مميزاً للبحرين ولشعب البحرين، والسواعد الوطنية قادرة على تحقيق التميز والإنجاز والتفوق، إذا ما تم توفير التسهيلات اللازمة لتحقيق ذلك، وهو أمر سينعكس إيجاباً على المصلحة الوطنية العامة، على المستويين القريب والبعيد معاً، ونحن في المجلس التشريعي سنقدم كل المساعي الممكنة لتحقيق هذه الحلم”.