+A
A-

الإثارة تصل الذروة

تشهد مباريات ملحق تصفيات كأس العالم لكرة القدم، رحلات مرهقة بين القارات، واستقبال عدائي من جماهير وصراعات بين ثقافات كروية على طرفي نقيض.

ولا يوجد في كرة القدم ما يشبه مباريات الملحق التي تشهد مواجهات بين منتخبات من قارات مختلفة، وتشهد تلك المباريات مواجهات بين فرق من كل حدب وصوب من خلال لقائي ذهاب وإياب على أمل الوصول للنهائيات.

فقد سبق وأن التقت المجر مع بوليفيا، ولعبت ترينيداد وتوباجو، ضد البحرين.

وخلال اليومين المقبلين، ستحل أستراليا ضيفة على هندوراس أولاً، كما ستسافر بيرو، الغائبة عن النهائيات منذ 36 عامًا، إلى نيوزيلندا.

وتملك أستراليا باعًا طويلاً في مباريات الملحق، بعدما شاركت به 5 مرات من قبل، وهو رقم قياسي.

لكنها تفوقت مرة واحدة في الملحق أمام أوروجواي في 2005؛ لتثأر من خسارة مؤلمة أمام نفس المنافس قبلها بـ4 سنوات بعد مزاعم حول معاناة فريقها من التخويف في مونتيفيديو.

وقالت أستراليا إن لاعبيها تعرضوا لاحتكاكات وإهانات من قبل جماهير أوروجواي في الطريق لحافلة الفريق بعد تفتيش جمركي غير تقليدي في المطار.

وتم تصعيد الأمر للمستوى الحكومي، وقال جون هاوارد رئيس وزراء أستراليا آنذاك إن هذا “سلوك مزر ولا يغتفر” ما استدعى اعتذار سفير أوروجواي.

وقبل ذلك بـ4 سنوات خسرت أستراليا مواجهة أخرى غير تقليدية ضد إيران.

وانزعجت جماهير إيران من تقارير حول استقدام فريق أستراليا لأطعمة معه لطهران؛ لذا ألقى مشجعون بمخبوزات نحو الملعب في مباراة الذهاب في إيران وسط حضور نحو 120 ألف مشجع.

ورغم ذلك تعادلت أستراليا (1-1) في إيران، ثم تقدمت (2-0) إيابا على أرضها، وبدا أنها ستشق طريقها نحو كأس العالم 1998، لكن حدث تحول درامي آخر.

فقد نزل أحد مشجعي أستراليا، وألحق ضررًا بشباك مرمى إيران، وتوقف اللعب لعدة دقائق حتى إصلاح الأمر ما أخمد حماس أستراليا لتستغل إيران الفرصة، وتتعادل (2-2) منتزعة بطاقة التأهل.

وأقيم أول ملحق بين منتخبات من قارات مختلفة عام 1958؛ حيث بدا أن الكيان الصهيوني ستتأهل للنهائيات دون مواجهة أي منافس بعد انسحاب تركيا، وأندونيسيا، والسودان من اللعب ضدها.

لكن الفيفا قرر أن يخوض الكيان الصهيوني، مباراة على الأقل وتحددت ضد فريق أوروبي، وهو ويلز الذي تفوق (4-0) في مجموع المباراتين ليبلغ النهائيات.

ويركز الفيفا حاليًا على تلك النوعية من المباريات المثيرة والحساسة لتجنب أي ممارسات مقلقة مثل عزف الموسيقى الصاخبة أمام مقر إقامة الفريق الزائر لإيقاظ اللاعبين طوال الليل قبل المباراة.

ورغم تسليط وسائل إعلام أسترالية الضوء على انتشار العصابات الإجرامية في سان بيدرو سولا، وارتفاع معدلات القتل، قال لاعبو أستراليا إنهم وجدوا استقبالا جيدًا في هندوراس.

لكن الأمور ستكون أقل احتفالية في الملعب.

وقال أنطوني لوزانو قائد هندوراس: “يجب أن تخرج كل ما في جعبتك في تلك المباريات، بل ويجب أن تجهز على المنافس إن استطعت”.