+A
A-

الشارع العربي يتساءل: هل سنرى رأفت هجان جديدًا؟

تداولت المواقع الإخبارية مؤخرًا، خبر اغتيال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أحمد مولى أمام منزله بمنفاه بالعاصمة الهولندية، وفي سابقة هي الأولى من نوعها لاغتيال قيادي أحوازي بأوربا.

ولإيران تاريخ طويل من الاغتيالات خارج الحدود، أشهرها اغتيال (شابور بختيار) رئيس الوزراء بعهد الشاه في منزله برفقة سكرتيره الخاص بأحد ضواحي باريس العام 1991 من قبل ثلاثة أشخاص، كما قتل أحد جيرانه، ورجل شرطة ذبحًا بسكين لإخفاء الخبر، ولم تكتشف الغاز وفاته إلا بعد مرور يوم ونصف على مقتله.

كما اغتالت عناصر الاستخبارات الإيرانية زعيم جيش النصر البلوشي عبدالرؤوف ريغي وابن شقيقه وأشخاصًا آخرين في باكستان، وباعتراف أقرّ به وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، وبتصريح نشرته وكالة أنباء السلطة القضائية الإيرانية قبل عدة أعوام.

ومن الاغتيالات الإيرانية الشهيرة بحق المعارضين أيضًا، اغتيال الزعيمين الكرديين الإيرانيين عبدالرحمن قاسملو (زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني) في النمسا العام 1989، ومساعده عبدالله آذر في العاصمة النمساوية فيينا، وهو على طاولة التفاوض مع وفد جاء من إيران.

وفي برلين العام 1992 اغتالت الاستخبارات الإيرانية، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وثلاثة من رفاقه، هم فتاح عبدولي، همايون اردلان، نوري دهكري. وفي الثالث من مايو لعام 1991 اغتيل الأمين العام للجبهة العربية الأحوازية حسين ماضي، في بغداد، حيث كان مقر الجبهة آنذاك.

وفي 24 أبريل العام 1990 اغتيل كاظم رجوي، شقيق مسعود رجوي، زعيم منظمة مجاهدي خلق المعارضة، وكان ناشطًا بارزًا بمجال حقوق الإنسان، حيث اغتيل بالقرب من منزله في كوبيه بجنيف.

وأعلن القاضي السويسري شاتلان في 22 يونيو 1990 في بيان صحفي، أن 14 مسؤولاً رسميًّا للنظام الحاكم في إيران جاؤوا من طهران إلى جنيف بجوازات سفر دبلوماسية لتنفيذ هذا الاغتيال، وعاد بعضهم مباشرة بعد الاغتيال إلى طهران، برحلة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية.

وفي يناير 2013، كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حصول واشنطن على معلومات جديدة، تؤكد أن أجهزة المخابرات الإيرانية لديها شبكة مكونة من عشرات الآلاف من عناصر مخابراتية، للتخطيط لعمليات الاغتيالات حول العالم، وقمع المعارضين داخل البلاد.

وكان الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، قد حذّر منتصف العام 2013 من عودة الاغتيالات في إيران، على خلفية التصعيد الذي يصدر من المتشددين بسبب الموقف الإيراني الرسمي الجديد من الولايات المتحدة الأميركية.

وقال خاتمي خلال استقباله عددًا من المسؤولين العسكريين بفترة الحرب مع العراق “نتوقع عودة الاغتيالات، إذا لم نواجه التيارات المتطرفة”.

وفي سبتمبر 2016 كشف معارضون إيرانيون أن الاستخبارات الإيرانية وبالتزامن مع موجة الاعتقالات ضد الصحفيين والنشاطين في الداخل، بدأت حملة تهديد وترويع ضد المعارضين للنظام في الخارج، وإرسال رسائل تحذرهم من الاغتيال أو الخطف. ونشر موقع (سحام نيوز) المقرب من مهدي كروبي؛ أحد زعماء الحركة الخضراء والموضوع تحت الإقامة الجبرية منذ سنوات طويلة، صورًا ورسائل للناشط الإصلاحي روح الله زم، المقيم بفرنسا، تتضمن تهديدات، وتحذيرات بتصفية من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية في حال استمراره بفضح ملفات الفساد، وحملات القمع والملاحقة ضد الناشطين والصحفيين والمنتقدين.

وكتب زم بأن أحد أصدقائه قتل في عملية غير احترافية في وسط العاصمة طهران، على يد عناصر إحدى الأجهزة الأمنية، دون أن يذكر اسمه، لكنه قال إنه قتل في عملية مشتركة قام بها جهاز تابع للشؤون الداخلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية.

وأضاف “لقد بدأت أجهزة الاستخبارات بحملة الرعب والتهديد باغتيال الشخصيات في الداخل والخارج، لينالوا من المعارضين، إما بالاختطاف، وإما بالقتل”. وفي ديسمبر 2016 طالبت منظمة مراسلون بلا حدود بمحاكمة ثلاثة مسؤولين بالنظام الإيراني، ببيان أصدرته بمناسبة الذكرى الـ18 لما عرفت في إيران، بالاغتيالات المسلسلة، في التسعينات، والتي طالت العشرات من المثقفين، والكتاب، والسياسيين المعارضين في الداخل، الذي تمت تصفيتهم بفتوى مراجع، ومسؤولين كبار في النظام الإيراني. وبحسب البيان فإن “ثلاثة من المسؤولين الرئيسيين عن تلك الاغتيالات، وهم مصطفى بورمحمدي والذي شغل منصب وزير العدل، وغلام حسين محسني ايجي المتحدث باسم السلطة القضائية، وقربان علي دري نجف آبادي، المدعي العام الإيراني، غير قلقين من أي ملاحقة قضائية”. ويتساءل الكثير من الناشطين العرب عن الدور الذي تضطلع به أجهزة الاستخبارات العربية قبالة تمدد عملاء إيران في المنطقة والعالم، وتصفيتها للمعارضين، خصوصًا الأحواز، والذين يحاولون إحياء قضية بلادهم المغصوبة من النظام الفارسي، ومنحها الاستقلال المستحق.

وفي سياق موجة التساؤل العربية العارمة، تساءل مغردون “هل سنرى رأفت هجان جديدًا قادرًا على اختراق العمق الإيراني، ليعمل على إسقاط دولة العمائم المجرمة؟”.