+A
A-

فوضى بلد المونديال

بعد أربعة أعوام من العمل في الاستاد، كان متوقعا أن تتحول ليلة افتتاح استاد “لوجنيكي”، بالعاصمة الروسية موسكو، إلى حفل كبير، قبل شهور قليلة على استضافة هذا الاستاد، لأهم مباريات بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.

لكن افتتاح الاستاد تحول إلى فوضى تنظيمية، ألقت بظلالها على عشرات الآلاف من المشجعين، الذين حضروا المباراة، بين المنتخبين الأرجنتيني والروسي، على هذا الاستاد، السبت الماضي.

وانتهت المباراة الودية بين الفريقين، بفوز المنتخب الأرجنتيني، 1/0، في حضور نحو 79 ألف مشجع، احتشدوا في المدرجات.

ولكن المشجعين عانوا الأمرين خلال مغادرتهم الاستاد، حيث قطعت شرطة موسكو العديد من الطرق بالعاصمة، وأغلقت المداخل المهمة إلى محطات مترو الأنفاق.

ولهذا، اضطر آلاف من المشجعين إلى السير لعدة كيلومترات، من أجل الخروج من حيز الاستاد.

وأعرب عدد كبير من المشجعين عن شكواه، بعدما استغرقوا فترات تصل لنحو ساعتين، من أجل الوصول إلى الطريق العام، وسط أجواء باردة وأمطار تتساقط.

وكان هذا الاستاد قد استضاف دورة الألعاب الأولمبية عام 1980، في موسكو، قبل أن يعاد افتتاحه بالمباراة الودية بين الأرجنتين وروسيا، والتي جاءت قبل شهور على بطولة كأس العالم 2018.

وجاءت المشاكل التي عانى منها المشجعون، بعد انتهاء المباراة، لتطغى على أجواء افتتاح الاستاد، بل وطغت على هزيمة المنتخب الروسي، والأداء الباهت في المباراة.

وعلقت الصحافة الروسية، اليوم، على هذه الأمور، بقولها “فشل تام”، من وجهة النظر التنظيمية.

ونظرا للحضور الجماهيري الهائل، وضيق الطريق المؤدية من الاستاد إلى الطريق العام، غادر المشجعون الملعب في صف يسير ببطء، وبإرشادات مئات من رجال الشرطة، على طول الطريق.

وقال ماكسيم تانكوف، البطل الأولمبي في التزلج، في تصريحات لصحيفة “كوميرسانت” الروسية: “حدث ذلك مع سقوط الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة لخمس درجات مئوية، في تشرين ثان/نوفمبر، ووجود أطفال ونساء وكبار السن”.

وبمجرد الوصول لأقرب محطة على الطريق العام، فوجئ المشجعون بعدد قليل للغاية من السيارات والحافلات، ولهذا سار العديد منهم لنحو أربعة كيلومترات، حتى المحطة التالية.

واعترف مجلس مدينة موسكو، بوجود أخطاء تنظيمية، وأكدوا دراستها في الفترة المقبلة.

ومن بين المشاكل التي طفت على السطح في هذه الليلة، أن محطة “سبورتيفنايا” بمترو الأنفاق، والواقعة على بعد خطوات قليلة من الاستاد، لا تزال تحت الإنشاء حسبما أكد مسؤولو المدينة. كما تضاعفت المشكلة في ظل إغلاق المحطة الأخرى “فوروبيوفي جوري”، الواقعة في المنطقة الجنوبية من الاستاد، بسبب بعض العمل فيها.

وقال الصحفي، أندري مالوسولوف: “يجب حل هذه المشاكل قبل كأس العالم”، في إشارة إلى وجود حافلات خاصة، ستكون متواجدة في المستقبل لنقل المشجعين، بين الاستاد والطريق العام.

وأعرب فيتالي موتكو، رئيس الاتحاد الروسي للعبة، والذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء، عن اعتذاره بسبب هذه الأخطاء التنظيمية، وطالب المدينة ووزارة الداخلية واللجنة المنظمة لكأس العالم، بمراجعة كل هذه الأمور، بعد ما حدث في مباراة السبت الماضي.