+A
A-

“أم العريف”

المشكلة:

أختي تكبرني بضع سنين، ولكن ما يؤلمني صغر عقلها وقلة تفكيرها، فهي مسيطرة إلى درجة فضيعة، ومصابة بجنون العظمة، سيطرتها جعلت جميع أخواتي يبتعدن عن بعضهم البعض، حتى والدتي لا تستطيع الرد على ما تفعل.

عندما تزوجت قلت إنها ستتغير، لكن زواجها جعلها أكثر سيطرة، وحتى عندما أنجبت فإن ذلك لم يزدها إلا حب الافتعال وخلق الكثير من المشاكل، وعندما تحدث لها مشكلة مع زوجها فلابد للجميع أن يعرف ذلك، فهي التي يجب ألا يقال لها كلمة “لا”.

هي دائما أم العريف وكل دراسات العالم قد درستها ودائما تتوهم المرض، وكل من يقول إنه مريض بشيء فهي أيضا يصيبها المرض نفسه، وهي دكتورة وطباخة ولديها خبرة في الإسعافات... إلخ. كما أنها تجعل من يتحدث معها يشك في صحة معلوماته حتى وإن كان واثقا منها، وحتى عندما نجتمع كلنا ونمرح معا وتكون جلستنا أنسا وضحا فلابد أن تقلبها نكدا ومشاكل. أرجو ألا تقول لي كلمي زوجها، فهي تغار عليه حتى من ظله، ولكن عندما يعاتبها في شيء يكون مجرما في حقها وتترك البيت، وعندها تحاول والدتي المسكينة إرضاءها وعمل المستحيل من أجلها، مع ذلك هي لا تعرف قدرا حتى لوالدتي وتتكلم عنها من ورائها، وبعد فترة نفاجأ بأننا الذين أخطأنا في حق الوالدة.

بالله عليك يا دكتور، أريد حلا لهذه الأخت المسيطرة والحاقدة والناقمة حتى على نعمة ربها.


الحل:

الأخت (ز.ز)، لقد بدأت بسيل من العتاب على أختك الكبرى، ولا أعلم إن كانت تستحق كل ذلك أم أنك بالغت بعض الشيء بتوجيه اتهامات عديدة تكونت حسب المواقف التي صادفتك معها، وكأنك تسردين الوجه السلبي فقط من قصة حياتها، فماذا عن الجانب الإيجابي؟ ألا يوجد لديها شيء من الإيجابية في حياتها؟! يبدو أنك كتبت هذه الرسالة في لحظة غضب وانفعال شديدين وقد تكون نتيجة تراكمات ازدادت ثم تفاقمت في شكل تذمر وشكوى ولم تتحملي حتى فاض صبرك!

أختي العزيزة، لقد اتبعت الخطوة الأولى التي كان ينبغي أن تقومي بها، ألا وهي الكتابة المعبرة عن تلك المشاعر. أما فيما يتعلق بمشكلة أختك، فإن كانت تعاني من كل تلك السلبيات بصورة واضحة، فأعتقد أنها بحاجة إلى مساعدة إرشادية، وحبذا لو طلبت تلك المساعدة بإرادتها الشخصية دون تدخل أو فرض من أحد، فإن أمكنك إقناعها بذلك لكان الأمر في غاية السهولة، ولكن يبدو أن الأمر صعب وخاصة أنك طرف في الموضوع وقد تتحسس من ذلك كثيرا وتصبح أكثر صرامة في سلوكياتها.

هناك بعض الأساليب التي يمكن اتباعها في مثل هذه الحالات، من بينها أسلوب التفاعل والتعاون معها بطريق الأخذ والعطاء بعيدا عن التجريح، وهذا الأسلوب متبع في بعض الحالات المغلوب على أمرها والتي تحتاج إلى الترضية والمجاملة المحنكة لكي تتنازل عن بعض السلوكيات غير المرغوب فيها.

أما إذا تمادت في سلوكها غير المقبول بعد اتباع هذا الأسلوب فعليكم أن تتجاهلوا تصرفاتها، وتجنبوها قدر الإمكان لكي تتلمس أخطاءها بنفسها وتشعر بنبذ الآخرين لها ولو لفترة زمنية معينة.

أختى العزيزة.. قد يكون أحد هذين الأسلوبين مفيدا مع أختك مع أنني أميل إلى الأسلوب الأول، وآمل أن تتبعي الأسلوب الأمثل معها بشرط أن يخلو من أي صفة عدائية أو نزعة عكسية قد تقودك إلى الهدم بدلا من البناء، مع تمنياتي لك بالتوفيق.