+A
A-

مقتل صالح قد يغير مجرى الصراع اليمني بالكامل

قالت مصادر يمنية إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح اغتالته ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، امس الإثنين، بـ”دم بارد” بعدما اشتبكت مع موكب صالح وأنزلته من سيارته وقتلته مع عدد من مرافقيه. ومع مقتل صالح تفتح صفحة جديدة من شلالات الدم في اليمن. وقال قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق القتيل، إن الحوثيين أعدموا علي عبد الله صالح، رميًا بالرصاص، إثر توقيف موكبه قرب صنعاء، حيث تمت مطاردته من قبل 20 سيارة مسلحة تابعة للحوثيين، وطالب أنصاره بمقاومة ميليشيات الحوثي.

وأضاف المصدر، أن “صالح، يدعو أبناء اليمن، إلى عدم تصديق أكاذيب الكهنة”، في إشارة للحوثيين. وقال السياسي اليمني علي البخيتي إن الرئيس اليمني السابق قد قتل قنصا برصاص في الرأس.

وسقط الرئيس السابق لليمن الذي دأب على القول  “إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين”، فجعل من نفسه “ساحرًا” لتحقيق ذلك، فأحكم قبضته على اليمن حتى بعد خلعه من الحكم بعد اندلاع الثورة اليمنية، حيث لا يزال لاعبًا رئيسًا في أحداث اليمن. فالرجل الذي شهدت مسيرته السياسية تقلبات كبيرة وتحالفات مع أطراف متصارعة، قتل أمس على يد من كانوا حلفاء له في الأمس القريب.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أمس الاثنين، مقتل الرئيس اليمني السابق، وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ، بنسختها الخاضعة للحوثي.

وقالت الوزارة في بيانها “تعلن وزارة الداخلية انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة بإحكام السيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره، وذلك بعد قيامهم بقتل المواطنين وقطع الطرقات وإثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة والتواطؤ المباشر والعلني مع دول العدوان، ومحاولة قطع مداخل المدن بالتزامن مع قصف مكثف لطيران العدوان الذي كثف من غاراته لتمرير مخطط الفتنة والاقتتال الداخلي، وهو ما أوجب على وزارة الداخلية سرعة التحرك وحسم الموقف”.

وفي رواية ثانية، نقل مراسل “سكاي نيوز عربية” عن مصادر في صنعاء قولها إن الرئيس اليمني السابق كان برفقة الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر عارف الزوكا والقيادي ياسر العواضي واللواء عبدالله محمد القوسي ونجل صالح العقيد خالد علي عبدالله.

وأضافت المصادر أنه “فور اتجاه موكب من الستين اتجاه سنحان تمت ملاحقته من قبل أطقم حوثية تقدر بـ20 مركبة عسكرية وعند وصوله قرب قرية الجحشي تم إطلاق النيران نحو السيارات التي كان يستقلها صالح وقيادات حزبه، مما أدى إلى مقتل صالح وإصابة نجله”.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن عارف الزوكا قتل هو الآخر في الحادث.

وأكدت المصادر أن نجل صالح، وهو العقيد خالد علي صالح، تم أسره، فيما مازال الغموض يلف حول مصير العميد طارق علي عبدالله صالح.

بمقتل الرئيس اليمني السابق، من المرجح أن يمر الصراع اليمني المحتدم منذ انقلاب ميليشيات الحوثيين على الشرعية في سبتمبر 2014، بنقطة محورية قد تغير مجراه بالكامل.

وعايش صالح أحداث اليمن الساخنة في السبعينات، حيث شهد الحرب بين الملكيين والجمهوريين عام 1970، وبعدها بخمس سنوات أصبح قائدا عسكريا على خلفية انقلاب عام 1974. وفي عام 1978 أصبح رئيسا لليمن الشمالي، بعد سلسلة اغتيالات طالت مسؤولين كبارا في السلطة، وظل في منصبه حتى عام 1990 عندما قامت الوحدة بين شطري البلاد، فأصبح رئيسا لليمن الموحد.

وتمكن الرئيس الراحل من إخماد محاولة لانفصال الجنوب عام 1994، وانتصرت قواته على أنصار نائبه علي سالم البيض.

وحكم صالح اليمن لمدة 34 عاما، انتهت بإجباره على ترك السلطة عام 2012 على خلفية احتجاجات شهدها اليمن في خضم موجة ما عرف باسم “الربيع العربي”، وبموجب مبادرة خليجية نقلت السلطة إلى خلفه عبد ربه منصور هادي، الذي ترك البلاد لاحقا مع انقلاب ميليشيات الحوثي ضده في 2014.