+A
A-

غضب فلسطيني... واجتماع عربي وآخر إسلامي لتنسيق الرد

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء التحضيرات لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، في تحد للدول العربية والغربية التي كانت قد حذرت من خطورة هذه الخطوة. وفي كلمة ألقاها في البيت الأبيض، قال ترامب “آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل”، مضيفا “نحن اليوم نعترف بالواقع، بأن القدس هي عاصمة إسرائيل”، معتبرا أن هذا القرار “تأخر كثيرا”. وأشار إلى أن “العديد من الرؤساء قالوا إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا”، مضيفا أنه “لا يمكن حل مشاكلنا بإتباع نفس الأخطاء في الاستراتيجيات السابقة”.

وشدد ترامب على أن بلاده “ملتزمة بالتوسط لتحقيق اتفاق سلام يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين”، وأن هذا القرار لا يمس بالوضع النهائي للتسوية بين الطرفين، لافتا إلى أنه يدعم حل الدولتين في حال اتفق الطرفان.

وشدد الرئيس الأميركي على أنه يجب أن يحظى أتباع الديانات الثلاث بحرية العبادة في القدس. ودعا جميع الأطراف إلى “الحفاظ على الوضع الحالي في مدينة القدس، خاصة فيما يتعلق بالحرم الشريف”.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن عباس حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وفق ما ذكرت “وفا”. وحذرت دول عربية وغربية من تداعيات خطيرة لهذا القرار، لاسيما أن القدس لطالما كانت حجر عثرة أمام مساعي إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المستمرة منذ عقود. ومنذ الإعلان الثلاثاء عن نية ترامب اتخاذ قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس، خرج العديد من المتظاهرين في مناطق فلسطينية عدة إلى الشارع للتظاهر احتجاجا، وأحرقوا صورا لترامب.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية “أيام غضب شعبي” للتظاهر والاعتصام في مراكز المدن وأمام مقار القنصليات والسفارات، احتجاجاً على هذا القرار الذي يقوض عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تستعد جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، لعقد اجتماعات طارئة لبحث التحركات ردا على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. ويعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، اجتماعا غير اعتيادي، السبت المقبل، بناء على طلب من فلسطين والأردن. وذكرت مذكرة لمندوبية دولة فلسطين، أن الاجتماع سيناقش “بحث التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير المحتمل في الموقف الأميركي الذي يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي”. واعتبرت المذكرة أن هذا الإعلان المرتقب يعتبر “خرقا سافرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة”. ويأتي هذا الطلب بعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، استنادا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزاري في دوراته المتعاقبة.

من جانبها، ستعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا في إسطنبول الأربعاء المقبل، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الهدف من الاجتماع هو “تنسيق الرد” على قرار الولايات المتحدة بشأن القدس.