+A
A-

شويطر: أسواق عاصمة البحرين الأولى مهملة وبلا خدمات

سوق المحرق لا تزال على حالها، تماما كما يعرفها المحرقيون وأهل البلد جيدا، من جمود، وعزلة، وشح بالخدمات، والانفصال عن الواقع جملة وتفصيلا، فالمحال الصغيرة تبدو من الوهلة الأولى متكدسة فوق بعضها البعض بشكل فوضوي، غير منظم، والشوارع الضيقة على حالها، وشح المواقف لا يزال الملف المؤرق للمواطن والزائر معا. وتظل “الورطة” في انعدام دورات المياه المقيد الأول لتحركات الزوار، فكيف لسوق بهذا العراقة أن تظل بهذه الحال وإلى متى؟

مسؤولون “صمخ”

و “البلاد” كعادتها، أجرت جولة ميدانية في منطقة سوق المحرق، ومعها القيصرية؛ للوقوف على حال هاتين السوقين العريقتين، وكذلك الالتقاء بالمواطنين، والانصات لهم، ونقل ما يدور بنفوسهم للمسؤولين وصناع القرار وأصحاب الأمر.

وجاءت هذه الزيارة بدعوة كريمة من رجل الأعمال فؤاد شويطر، الذي لطالما أولى السوق، والمحرق، وأهلها، اهتمامه الأول، ومنذ سنوات طويلة. ويقول شويطر على هامش الجولة التي بدأت بالقرب من حلويات حسين شويطر، إن: المحرق خاوية على عروشها، والمسؤولون بالوزارات الخدمية صاروا “صمخ”، لا ينصتون لمطالب الناس، ولا الزوار، ولا يهتموا للنظر بما يكتب ويثار بالصحافة وبأثير الإذاعة، بالرغم من أحقية هذه المطالب وأهمية تحقيقها على أرض الواقع؛ لأنها ستنعكس إيجابا على المواطن والزائر والتاجر والبلد معا”. ويقول “العناية بالسوق سمعناها من سمو رئيس الوزراء مرات عديدة، لكن المسؤولين لا ينصتون لهذه التوجيهات السامية، ولديهم رفض وتعنت بالعمل، والإنجاز، فما حقيقة الأسباب الكامنة وراء ذلك؟”.

ازدحامات ومخالفات

لحظات، قبل أن يشير شويطر للشارع الرئيس الذي يقود إلى السوق قائلا “هل يرضيك هذا الحال؟ وهذا الضيق؟ وإلى متى؟ فالمنافذ كما ترى محدودة للغاية، والشوارع ضيقة جدا، ولا تسمح بالمجمل إلى بمسار واحد فقط للسيارات، وعلاوة على ذلك، لا يوجد هنالك مواقف كافية، بل هي شحيحة جدا، وفي قبال ذلك رجال المرور غير متعاونين أو متهاونين مع الزوار، والمخالفات ضد هؤلاء لا تتعطل ثانية واحدة، وهو أمر ينفرهم، ويبعدهم، ويثنيهم عن الحضور مرة أخرى”.

ويتابع “معظم الزوار يضطرون لركن سياراتهم فوق الأرصفة، أو بالمواقف البعيدة، ويضطرون للمشي مسافات طويلة، وهو أمر يدفعهم لإعادة النظر بمثل هذه الزيارات؛ نظرا لحرارة الطقس معظم أيام السنة، ناهيك عن أن الازدحام الخانق الذي يمتد لفترات كبيرة بأوقات الذروة، يخلف الإزعاج، والضوضاء، والمزاحمات بين هذا وذاك، وتعطل حركة المرور والسير، فهل يرضى المسؤولون بحال كهذا؟”.

ويقول شويطر: ليست المداخل المخنوقة فقط، بل السوق، والناس أيضا، وعليه فأنا أناشد سمو رئيس الوزراء الاستعجال ببناء البناية المخصصة لمواقف السيارات والدارجة ضمن مشروع “سعادة” بالمرحلة الأولى من المشروع، ومنحها الأولوية؛ لتزايد الأضرار على الناس والتجار.

دورات المياه

وأبدى شويطر تذمره من افتقار السوق لدورات المياه، قائلا “سوق المحرق بلا دورات مياه منذ عقود طويلة، ويتورط الكثير من الزوار حين يأتون للسوق، خصوصا مرضى السكري، ومن يحضر مع عائلة كبيرة، من كبار للسن، والأطفال، فلك أن تتخيل الحلول التي يضطرون للجوء إليها، عندما يحتاج طفل صغير للتبول، وعليه فكثيرون منهم يزوروني بمكتبي الكائن بالسوق لاستخدام دورات المياه، وهم محل ترحاب بأي وقت، ولكن هل يمثل ذلك حلا جذريا لهذه الفوضى العارمة؟”.

ويضيف “بادرت منذ فترة طويلة بتقديم عرض لوزارة الأشغال والبلديات ببناء 6 دورات مياه موزعة بين 3 للنساء، و3 للرجال، وذلك على جزء من أرض تابعة للوزارة، ومخصصة كمواقف للسيارات، وأكدت تكفلي بذلك على نفقتي الخاصة وبشكل كامل، وتم مخاطبتهم بشكل رسمي، مع ذكر الأسباب، وبلا أي نتيجة، أو رد، أو اهتمام، علما أن الموضوع غير قابل للتأجيل؛ لضيق الناس”.

مبادرات شويطر

إلى ذلك، أكد شويطر أنه تقدم بعدد من المبادرات الأخرى، لكنه لم يتلق ردا على أي منها، أهمها بوابة المحرق، ونافورة السوق، إذ قال عن الأولى “عرضت بناء بوابة مهيبة لسوق المحرق، بحيث تكون رمزا سياحيا واجتماعيا أيضا لهذا السوق، بل ولهذه المدنية العريقة، لكنه مقترح لم يلق أي اهتمام”. وعن النافورة قال “كما ترى فإن الأرصفة الخاصة بالسوق تستخدم من بعض المحسنين كمأوى لسكب الأطعمة المختلفة، لإطعام الطيور، لكنه أمر يخلف مظهرا غير حضاري، وعليه تقدمت بمقترح لبناء نافورة جميلة، تضفي جمالا للسوق، وتسعف الطيور على الشرب، وعلى أن تخصص أطرافها لتكون مكانا للذرة والرز وبقية الأطعمة الخاصة بها، وهو مقترح لم يلق الرد أو القبول، ولأسباب غير مفهومة”.

ويردف شويطر “السوق تفتقر للخدمات التكميلية رغم الأهمية القصوى للاقتصاد الوطني، واعتبارها مقصدا سياحيا أساسيا، لذا قمنا وبالتنسيق مع لجنة الأسواق بتوفير المقاعد الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن؛ لمساعدتهم على الحركة المثلى بالسوق، كما أن هنالك العديد من المبادرات التي سنقوم بها خلال الفترة المقبلة، وفي قبال ذلك، نأمل أن تمثل سوق المحرق أولوية للدولة”.

صوت المواطن

إلى ذلك، قال إسماعيل الترابي “أضطر بالكثير من الأحيان لاصطحاب السيدات والسواح والأطفال، لمكتب فؤاد شويطر؛ لاستخدام دورات المياه الخاصة به، وبظروف محرجة، ومؤسفة، باعتبار أن غياب دورات المياه بالسوق أمر غير لائق، وغير مناسب، بل وغير متحضر”.

وقال “في سوق مدينة الخبر دورات المياه بكل زاوية، وبسوق المحرق، ينفر غيابها حضور السواح”. بالسياق، قال عبدالجليل العبدالله إن “الحلول المأمولة لسوق المحرق هي التطوير الشامل والكامل، وسد الثغرات الحاصلة، عبر تقديم الحلول الناجحة والصحيحة، والتي من شأنها أن تنعكس إيجابا على المواطن والمقيم والزائر، وعلى الحركة الاقتصادية نفسها”، وأضاف “مللنا الحلول الترقيعية”.