+A
A-

خبراء: الجذب السياحي بالبحرين لا يقتصر على صالة سينما.. والتطوير مطلوب

علق خبراء في المجال السياحي والفندقي، على المخاوف بشأن الانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية والمتمثل في الترخيص لبعض المشاريع الترفيهية بالقول إن عوامل الجذب السياحي في البحرين ليست مقتصرة على شاشة سينما أو غرفة فندقية فقط، بل تمثل المملكة بيئة متكاملة تشمل الوضع السياحي والشعب المضياف. ورغم أن الخبراء اتفقوا أن دور السينما بالبحرين قد تتأثر من قرار السماح بافتتاح صالات سينما في السعودية، وهو ما يفرض تحديات على شركات السينما في تطوير عملها وتوفير خيارات أكثر، إلا أن هذا التأثير قد يتضاءل مع مرور الزمن. وأشاروا إلى أن الانفتاح السعودي في مجال السينما والترفيه هو رسالة إلى البحرين لتسريع الجهود نحو تطوير السياحة في البلاد، بحيث تكون السياحة تكاملية بين المملكتين.

وأبلغ العضو المنتدب لشركة “أتا” للاستشارات السياحية محمد بوزيزي “البلاد” بشأن وجهة نظره بشأن المخاوف من تأثر عدد السياح السعوديين القادمين للبحرين نتيجة الانفتاح السعودي وآخره تلك المتعلقة بافتتاح صالات السينما هناك، “أنه لا يمكن تبسيط عوامل الجذب السياحي في البحرين في غرف فندقية أو صالات سينما فقط”. وأشاد بوزيزي بالخطوات التي تقودها الشقيقة السعودية التي تهدف إلى التنمية الاقتصادية، مؤكداً أن أي تقدم للسعودية هو تقدم للبحرين.

وقال بوزيري، وهو خبير سياحي وفندقي مخضرم في سوق البحرين منذ عقود، إن عوامل الجذب السياحي هي عوامل متكاملة، تشمل الفنادق والمطاعم والمرافق والخدمات، لكن الأهم من ذلك هو العامل البشري، وهو ما يعتبر من أهم المقومات السياحية التي تتمتع بها البحرين. وأوضح العضو المنتدب لشركة “أتا” للاستشارات السياحية “مع وجود شعب على مستوى عال من التعليم ويتمتع بحس الضيافة، فإن ذلك يمنح أجواء مختلفة للبحرين، فشعب البحرين معروف على مستوى المنطقة بضيافته للزوار وترحابه الشديد وتقديم المساعدة لهم”.

كما أشار بوزيري إلى أن البحرين لا زالت تشكل نقطة جذب مهمة في استقطاب المعارض والمؤتمرات الدولية، وهو ما جعلها محطة مفضلة للكثير من الشركات النفطية والمصارف والبنوك لعقد مؤتمراتها في البحرين والتي تجذب آلاف السياح ورجال الأعمال سنوياً.

لكن بوزيزي لم يقلل تماماً من التأثيرات التي قد تعتري السياحة البحرينية جراء الانفتاح في الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية “نعم قد نجد هناك تأثيرا لكن لا أعتقد أنه كبير، ربما يأتي المواطن السعودي لمشاهدة السينما 4 مرات في الشهر وقد تتقلص مرة واحدة”.

 

أفكار وأبواب جديدة لتعويض أي خسارة

أما الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة فنادق الخليج، والخبير السياحي عقيل رئيس، فأشار إلى أنه لا يمكن التقليل من أهمية خطوات الانفتاح التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأنه لا ينبغي على المعنيين في القطاع السياحي أن يكتفوا بالقول إن “أمورنا بخير” والجلوس دون تطوير. وقال “يجب تطوير جوانب أخري لتعويض أي خسارة ممكن أن تحدث، مسؤوليتنا هي خلق فرص جديدة (...) يجب منح الحوافز للتطوير، لا يمكن الجلوس وقول ليس بالإمكان خير مما كان (..) لكي نكون منافسين وجاذبين للمواطن السعودي يجب خلق أبواب وأفكار جديدة”.

وأكد رئيس أن المملكة العربية السعودية تعد ثقلا سياحيا واقتصاديا ورافدا مهما للبحرين، مضيفا أن دور السينما ليست عامل الجذب السياحي الوحيد الذي يستقطب الزوار والعائلات من المملكة العربية السعودية، لكنها أحد العوامل التي لا يفترض التهاون بها. ودعا رئيس إلى تطوير منتجات ومشروعات سياحية جديدة باستمرار للبقاء في وضع تنافسي، مستشهدا بتجربة دبي التي تتحرك بقوة على صعيد الترويج السياحي.

 

تطوير دور السينما

ويتفق الرئيس التنفيذي لشركة مونديال للاستشارات الفندقية والسياحية عبدالنبي الديلمي، مع ما ذهب اليه بوزيري، مستدركا أن التأثير سيتركز بصورة رئيسة على قطاع دور السينما.

وقال الديلمي: “لا يمكن القول إنه لن يكون هناك تأثير إطلاقا خصوصا على دور السينما، بالطبع ذلك سيترك تأثيرا، فالكثير من السعوديين سيفضل زيارة دور السينما القريبة منه في بلده، وهذا ما يحتم على دور السينما والترفيه لدينا تطوير وتحديث أدائها لتبقى في وضع تنافسي أفضل”.

وأشار إلى أنه بإمكان دور السينما في البحرين أن توفر خيارات أفضل بالنسبة لكثرة أوقات العرض وتقديم خدمات أفضل.

وتوقع الديملي أن يتضاءل تأثير خطوة الانفتاح السعودي نحو فتح صالات سينما شيئا فشيئاً.

 

السعوديون لا يأتون للسينما فقط

ولا يتفق الديلمي مع الرأي أن السائح أو الزائر السعودي يأتي الى البحرين لارتياد صالات السينما في المملكة وهي كثيرة، مؤكدا أن السعوديين يقومون بالتسوق والاستمتاع بالمطاعم والمقاهي كما يقيمون بالفنادق في ظل أجواء تتسم بالانفتاح والاستجمام والراحة.

وأوضح أن البحرين يمكن أن تعزز وتطور المقاصد التي يرغب فيها السائح السعودي والخليجي عموماً، ومع وجود خيارات واسعة من مجمعات للتسوق والجهود المبذولة حالياً في هذا المنحى، فإن البحرين ستظل وجهة مفضلة بالمنطقة.

 

على الطريق الصحيح

واعتبر الديلمي أن البحرين بفضل التوجهات الجديدة التي يقودها وزير التجارة والصناعة والسياحة زايد الزياني، ورئيس هيئة البحرين للسياحة خالد بن حمود آل خليفة قد وضعت نفسها على “الطريق الصحيح”.

ويرى الخبير السياحي، أن هناك الكثير من العمل الملموس نحو تطوير القطاع السياحي في البلاد، وأن تأثير ذلك بدأ يتضح للعاملين في القطاع السياحي، مبينا أن المسؤولين عن القطاع السياحي والفندقي في البحرين، بدأوا يجلسون مع العاملين في القطاع ويستمعون إلى مختلف الآراء التي من شأنها تطوير القطاع في البلاد.

يذكر أن السعودية أنشأت لأول مرة الهيئة العامة للترفيه في 2016، وتُعنى هذه الهيئة بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، وكان قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه إحدى القرارات الملكية التي تأتي تماشيًا مع إعلان الرياض لرؤيتها المستقبلية 2030.