+A
A-

الحلوى البحرينية... “حنونا من حناكم”

- سوق الحلوى بالمنامة أصبحت في أيد آسيوية

الحلوى البحرينية التي يذيع صيتها في ربوع الخليج، ما موقعها الآن من الإعراب على المستوى الأسري والشعبي والوطني؟ والحلوى باعتبارها معلما من المعالم الحضارية والثقافية التي تعرف به البحرين، وشاهدا من الشواهد التاريخية للمملكة التي يرجع تاريخ صناعتها لأكثر من 180 عاما وفقًا لصناعها والموقع المعلوماتي الشهير ويكيبيديا، أين هي الآن وهل هي فعلا معلم من معالم البحرين؟ وهل بإمكاننا أن نعلق الجرس على جيد البحرين ونقول إن الحلوى البحرينية يمكن أن ينطبق عليها ما انطبق على أقرانها من السلع والحرف؟

في مشاهدات ميدانية في أعرق سوق خليجية بالمنامة، رصدت “البلاد” الصور اليومية المتناوبة وطرحت ما يجب أن يطرح عن ماضي ومستقبل سلعة الحلوى في البحرين، واتضح من خلال المشاهدات أن هذا القطاع يعاني الأمرين غياب الأيدي العاملة الماهرة الوطنية التي تصنعها وتسوقها وعدم الإقبال لما كان عليه من قبل المجتمع والإهمال الشعبي والرسمي.

سوق الحلوى بالمنامة كغيرها من الصناعات الحرفية التي أصبحت في أيد آسيوية، هذا ما تؤكده الشواهد الحية التي سجلتها “البلاد” في جولتها بالسوق، وبعد البحث والتحري اتضح أن في السوق دكانا واحدا فقط يديره ويصنع الحلوى فيه بحرينيون وهو “الحلوى الوطنية” الذي يعود تأسيسه إلى المرحوم الحاج عبدالحسين الحلواجي هذا الرجل الذي يعد من أعمدة صناع الحلوى في البحرين بمعية أقرانه حسين شويطر وفؤاد شويطر.

وفي حديث سريع مع مندوب الصحيفة، أكد جابر الحلواجي وهو البائع البحريني الوحيد للحلوى في سوق المنامة أن صناعة الحلوى في البحرين في خطر كون أن هذه السلعة التي ارتبط اسمها مع عراقة البحرين أصبحت في أيد آسيوية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا نشاهده في دول الخليج الشقيقة.

ودق الحلواجي جرس الإنذار حين قال إن هذه الصناعة التي تشتهر فيها البحرين دون غيرها أضحت محاطة بالأخطار؛ كون أن هذه السلعة فقدت الكثير من رصيدها الشعبي وكذلك الرسمي.

وأفاد: “لا يوجد دعم رسمي لهذه الصناعة التي ارتبط اسمها باسم البحرين، ويجب على هيئة الثقافة وكذلك وزارة الصناعة والتجارة والسياحة دعم القائمين على هذه السلعة خصوصا البحرينيين منهم، كون هذه السلعة تمثل جانبا مضيئًا لثقافة البحرين”.

وتابع: “ساهم إهمال سوق المنامة من الجهات الرسمية في انهيار سوق الحلوى، حيث لا توجد في السوق خدمات، ولا مرفقات، ولا مواقف للسيارات، كذلك لا توجد حماية للتجار البحرينيين في السوق خصوصًا من يمثلون الوجاهة والحضارة الثقافية لواجهة البلد كتجار الحلوى البحرينيين و “التتانة” و “العطارين” وبائعي القماش وبعض من تجار الجملة والأغذية في السوق.

وأشار: “نحن نعاني ويطرق باب افكارنا أن نغلق الدكان بسبب الكساد، لكننا نتوقف كون أن هذه السلعة مربوطة بأصول عائلتنا وأنها فخر ارتبط اسمها بالبحرين”، مؤكدًا أنه يجب على الجهات الرسمية أن تتحرك من أجل حفظ هذه السلعة والقائمين عليها، كون أن هذه السلعة انتجها وسوق البحرينيون لها وليس الأجانب، وكيف ترتضي الوزارة أن يرتبط اسم البحرين بسلعة بصفة الإنتاج والتسويق ومن ثم يشاهد السياح أن القائمين على هذه السلعة أجانب؟

وأمل الحلواجي من “تمكين” دعم الحلوى التي ارتبط اسمها باسم الوطن، مطالبًا إياها بإيجاد برامج خاصة بالسلع التي يرتبط اسمها بالبحرين.