+A
A-

أزمة مواد “دفان” خانقة تشل مشروعات البناء بالبحرين

 ذكر مقاولون أن سوق البناء في البحرين تشهد حاليًا أزمة خانقة تشل جميع مشروعات البناء مع عدم توافر منتجات الحجارة (الدفان) لمشاريع التشييد الخاصة، وذلك إثر منع قرابة 200 مقاول من الوصول إلى مخزوناتهم من الدفان بالقرب من منطقة عسكر. وقال علي محسن من مقاولات الصيوان لـ “البلاد” إنه لا توجد كميات دفان حاليًا في السوق، وإن مشروعات البناء الخاصة التي تتطلب كميات دفان متوقفة تماما. وتقول مصادر إن هذا التحرك ربما قامت به الحكومية لوقف انتشار عمليات غير قانونية لحفر الأراضي والحصول على الصخور، في حين يؤكد مقاولون أن الكميات التي خزنوها تأتي من الأهالي الذين يقومون بحفر أراضيهم الخاصة وليست من أعمال غير قانونية، كسبيل وحيد بعد توقف تزويد المشروعات الخاصة بمنتجات المحجر الحكومي الوحيد في المملكة. وأشار محسن إلى أنه تم منع أكثر من 100 مقاولا من الوصول إلى كميات من الدفان تم جمعها من الأهالي بعد أن منعت وزارة البلديات والأشغال بيع الدفان من المحجر الحكومي على المشروعات الخاصة وأقصرت ذلك على المشروعات الحكومية. وأوضح أنه مُنع عشرات المقاولين من الوصول إلى كميات كبيرة من الحجارة التي تستخدم في الدفان، كان تم تخزينها على مدى السنوات الماضية من خلال الحصول على كميات الدفان الأهلي. وبين محسن أن المقاولين لجأوا بعد منع الحصول على الدفان من المحجر الحكومي الوحيد إلى الكميات التي يوفرها الأهالي عند حفر منازلهم أو من المخلفات، وأنهم قاموا بتخزين هذه الكميات في هذه الأراضي التي خصصت لهم بشكل ضمني من قبل وزارة البلديات حينها، إلا أنهم فوجئوا منذ نحو أسبوع تقريبا بمنع الشاحنات من الوصول إلى هذه الأراضي دون سبب مسوغ. وناشد محسن وعدد آخر من المقاولين، سمو رئيس الوزراء التدخل لحل هذه المشكلة، مؤكدين أنه لا أحد في الحكومة أو في القيادة الرشيدة يمكن أن يقبل بالخسائر التي قد يتكبدها المواطنون جراء توقف هذه المادة الحيوية لمشروعات البناء. من جانبه، حذر جواد سلمان، وهو صاحب شركة مقاولات تعمل في نشاط نقل الدفان منذ سنوات طويلة، من أن الكثير من المواطنين وأصحاب المشروعات الخاصة سيتضررون من عدم تمكين المقاولين من الوصول إلى كميات الرمال التي قاموا بتخزينها، لافتًا إلى خسائر محدقة بمختلف الأطراف في البحرين. وأشار سلمان إلى أن كميات الحجارة التي قام المقاولون بجمعها طوال السنوات الماضية من الأهالي، كانت تزود السوق بالكميات المطلوبة من الدفان، بعد أن تم حصر إنناج المحجر الحكومي على المشروعات الحكومية فقط منذ قرابة 3 سنوات بعد تولي شركة عبدالله أحمد ناس تشغيل المحجر، إذ جاء هذا الحصر بناء على رغبة الحكومة، مما يعني غياب أي خيارات أخرى غير الشراء من الأهالي والتخزين في هذه المنطقة التي كان يعمل فيها المقاولون منذ سنوات عدة. ودعا سلمان إلى تمكين المقاولين من الوصول إلى مخزونهم القديم الذي تم منعهم منه بعد أن توقفت شركة “بارمكو” عن إدارة المحجر منذ قرابة 3 سنوات، إلى جانب المخزون الحالي خارج منطقة المحجر والذي تم شراؤه من الأهالي وتجمعيه على مدى سنوات، مما يعني خسائر لجميع المقاولين. من جهته، قال المقاول عبدالعزيز الشملان إن لديه مشروعات بناء متوقفة جراء عدم توافر مواد الحجارة المستخدمة في الدفان منذ قرابة 10 أيام، لافتا إلى أن لديه مشروع فيلا يقوم ببنائه توقف تماما جراء عدم توافر هذه المواد. وفي معرض تعليقه على الأزمة الحالية، أكد أمين سر جمعية المقاولين البحرينية رياض البيريمي، أن الجمعية ستقوم بالتحرك ورفع شكوى المقاولين إلى غرفة تجارة وصناعة البحرين للتواصل مع وزارة الأشغال والبلديات أو الجهات المعنية بالأمر. وشدد على ضرورة معالجة أزمة الدفان بالسرعة المطلوبة؛ لما لها من تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني ومختلف مشروعات البناء في البحرين، إذ تعد مواد الحجارة أو الدفان ضرورية لشييد الفلل والعمارات والمشروعات والطرق وغيرها، وهي من المواد الحيوية والأساسية في قطاع البناء والتشييد.