+A
A-

العمري لـ “البلاد: 331 مركزًا لتدريس القرآن وعلومه بمختلف المدن والقرى

استثمار التقنيات الحديثة يساعد المراكز على تأدية رسالتها

فرع القارئ الصغير إضافة نوعية للمسابقات القرآنية

عدد الإناث بمراكز القرآن الكريم يفوق الذكور

 

قال مدير إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ عبدالله العمري إن عدد مراكز تعليم القرآن الكريم تجاوز 331 مركزًا، بسائر مدن وقرى المملكة، مبينًا بأن “إنشاء مراكز جديدة يرتبط بالكثافة السكانية، وإنشاء مدن جديدة”. وأوضح العمري بحوار أجرته معه “البلاد” أنه سيتم تطبيق برنامج (آيات) بجميع مراكز تعليم القرآن الكريم مع نهاية العام الحالي، والذي سيضمن ربطها بنظام إلكتروني واحد، يُدار من قبل الوزارة.  وفيما يتعلق بتصدر الشباب البحريني للمسابقات القرآنية الدولية، قال العمري “يعكس هذا النجاح جودة مخرجات مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم في البحرين، وبحيادية لجان التحكيم المشاركة في المسابقات”.  وفيما يلي نص اللقاء:

 

هل أنتم على رضا بمخرجات المراكز والحلقات القرآنية؟

- العمل في خدمة القرآن الكريم بالبحرين يمتد لأكثر من 4 عقود على المستوى الرسمي، ناهيك عن المستوى الأهلي والذي يمتد من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا.

وإذ ما قورن العمل بقبل 10 أعوام، أو حين كان في بدايته، سنجد أن هنالك طفرة نوعية وعلى كل المستويات، سواء بالجانب التنظيمي والإداري، أو على المستويين التعليمي والفني، المرتبطين بأداء المعلمين، والجهاز التعليمي نفسه، أو على مستوى مشاركة مملكة البحرين بمسابقات القرآن الكريم الدولية، والتي تعكس بطبيعتها مستوى جودة التعليم القرآني لدينا، وبتطور نوعي لمخرجات التعليم بمراكز التحفيظ، وعليه فنحن مستمرون بعملية التطوير والتحسين، كما أننا بصدد تدشين برامج نوعية ومبادرات جديدة.

ماذا ينقصكم؟

- المزيد من التطوير في الجوانب التنظيمية، كإدخال الجانب التقني في الإدارة والتعليم، والحاجة لضخ المزيد من التأهيل للمعلمين، لتطوير أدائهم في المستويات التربوية، وكيفية التعامل مع الأطفال، وعليه تم إنشاء معهد القراءات لمثل هذا الغرض، وما زال أمامنا المجال لطرح برامج نوعية تتعلق بتعليم القرآن الكريم، والوصول بها لجميع فئات المجتمع.

كم عدد مراكز التحفيظ بالمملكة؟ وهل هنالك خطة لمراكز جديدة؟

- 331 مركزاً لتعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، منتشرة بمختلف المدن والقرى، موجهة للذكور والإناث، وبنسبة متقاربة فيما بينهم، سواء من حيث أعداد المراكز أو الطلاب، وتقدم المراكز خدماتها لفئات المجتمع كافة.

وفيما يخص إنشاء مراكز جديدة، فالأمر مرتبط بالتوسع السكاني، كثافةً وامتداد، فكلما أُنشئت منطقة سكنية جديدة، يتم إنشاء مساجد ومراكز تحفيظ تباعًا لذلك، واكتظاظ بعض المناطق بالسكان بشكل أكبر من ذي قبل، يدفعنا لفتح المزيد من المراكز بها، لمواجهة هذه الزيادة السكانية.

ما الجديد بمسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت “القارئ العالمي”؟

- تم إضافة المزيد من التحسينات للمسابقة هذا العام، منها إضافة فرع جديد هو القارئ الصغير، والذي يضاف للفرعين السابقين، القارئ المجود، والقارئ المرتل، كما تم رفع قيمة الجوائز للفائزين بلقب “القارئ العالمي” لهذه الدورة، وتم إدخال العديد من النواحي التقنية الجديدة، والمتعلقة بالموقع الإلكتروني للمسابقة، ورفع التلاوات.

وماذا عن الفئات العمرية لفروع المسابقة؟

- بالنسبة للقارئ الصغير تكون المشاركة حتى 17 سنة، أما القارئ المجود والمرتل فحتى 40 سنة.

 

كيف تقرأ تصدر الشباب البحريني للمسابقات القرآنية على مستوى الإقليم والعالم؟

- هذا إن دل على شي فإنما يدل على الارتقاء والتميز في تعليم القرآن الكريم ومسابقاته على مستوى العالم، فلم تعد مسابقات القرآن الكريم مقتصرة على الدول العربية والإسلامية فقط، بل امتدت إلى الدول التي يشكل بها المسلمون أقليات، وعليه فهنالك مسابقات تُقام الآن في الدول الأوروبية، وآسيا، والأميركتين، كلها مخصصة وموجهة للقرآن الكريم، وبعملية ازدهار واضحة عالميًا.  أضف إلى ذلك أن هذا التصدر يعكس جودة مخرجات مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم في البحرين، فضلًا عن حيادية لجان التحكيم المشاركة في المسابقات.

وبتوفيق من الله عز وجل فإن متسابقي مملكة البحرين يتصدرون الكثير من هذه المسابقات، وبالرغم من صغر مساحة البحرين، وعدد سكانها، لكن النتائج تؤكد أن هنالك مخرجا جيدا، وبأن لدينا كفاءات قادرة على المشاركة في المسابقات الدولية، والتفوق بها، وتأتي هذه الإنجازات تجسيدًا للاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة بكتاب الله تعالى وعلى رأسها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيده الله، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وكذلك التوجيهات السديدة من قِبل رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والمتابعة الحثيثة من وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة لخدمة القرآن الكريم وتطوير مخرجات مراكز وحلقات القرآن الكريم بالمملكة ونشر الثقافة القرآنية لدى مختلف شرائح المجتمع، كل ذلك أسهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى لتحقيق العديد من الإنجازات على مستوى القرآن الكريم.

 

هل نجحت الوزارة في الاستثمار بالبحوث والدراسات الميدانية والتقنية المتخصصة بمجالات القرآن الكريم؟

- الاستفادة من التقنيات الحديثة كان هاجسًا لنا منذ سنوات عدة، وكنا نسعى لتوظيف التقنية الحديثة بمراكز القرآن الكريم؛ لأننا نرى أن توظيفها أمر واعد في إنجاح المراكز لتأدية رسالتها، وانتشارها، سواء في مجال إدارة المراكز المنتشرة بسائر أرجاء المملكة والذي يمثل إدارتها جميعًا، أمرًا صعبًا للغاية، ويكمن ذلك من حيث استقبال المعلومات منهم والعكس، وتحديث قاعدة بيانات الطلاب، والتحصيل الدراسي لهم، والذي تمثل بواقعها أمرًا مرهقًا للغاية، ولذلك فإن ربطهم بشبكة واحدة من خلال نظام إلكتروني هو أمر بالغ الأهمية.

ولقد دشنا لهذا الغرض برنامج “آيات” وعملنا عليه لفترة طويلة، وهو الآن بالمرحلة التجريبية، وستكون جميع مراكز تعليم القرآن الكريم وبحول الله على نهاية العام الجاري، مرتبطة بنظام إلكتروني واحد، يُدار من قبل الوزارة.  الأمر الآخر، ويتعلق بالجانب التعليمي، والذي لم يغفل بتوظيف هذه التقنية لتطويره ورفد المزيد من التحسينات لمخرجاته، وعليه أسسنا مركز الإقراء الإلكتروني الفريد من نوعه خليجيًا، ويهتم بتسجيل الدارسين إلكترونيًا، وإعطائهم دروسًا بتلاوة القرآن الكريم عن بعد.

ويأتي ذلك، بخطوة بسيطة تكمن بإجراء اتصال هاتفي عن طريق نظام “الآي كلاود”، حيث يتمكن الدارس من أخذ حصته وبفترة زمنية تتفاوت ما بين 15 و20 دقيقة، وبشكل يحاكي النظام التقليدي، فهو يأخذ نفس الشهادة، والمؤهل، وبالإمكان أن ينتقل بين النظام التقليدي والإلكتروني بلا أي مشاكل تذكر. ونظرًا لنجاح هذا البرنامج، فقد تم تخصيصه لمعلمي وزارة التربية والتعليم، لتعليمهم مهارة تلاوة القرآن الكريم.

 

هل لديكم شح بالكوادر الفنية والإدارية؟

- لدينا شح ليس بالعدد، وإنما بالنوعية، والسبب بنه ليس لدينا جهات تتولى تدريب وتأهيل العاملين في مراكز تعليم القرآن الكريم، وهو أمر يأخذ أبعادا عدة، منها البعد الإداري بالنسبة للعاملين بهذا القطاع، ومنها البعد الفني بالنسبة للجوانب التعليمية، إضافة للبعد التربوي، وهذه الجوانب الثلاثة يفترض أن يكون هنالك جهة متفرغة لها.

ولي أن أشير إلى أن لدينا الآن معهد “القراءات” الذي أُسس بمرسوم ملكي في العام 2015، وسيباشر عمله خلال فترة قريبة، وهو موجه لتغطية هذا الجانب من النقص.

wكيف ترى إنجاز المرأة البحرينية بمجال تعليم القرآن الكريم، وتدريس علومه؟

- المرأة البحرينية دخلت مجال تعليم القرآن الكريم متأخرة عن الرجل، فأول دفعة نسائية تخرجت كانت بالعام 1990، أي بعد 5 سنوات من أول دفعة رجالية تم تخريجها، ومنذ ذلك الحين، وعدد مراكز تعليم القرآن الكريم النسائية، كنسبة زيادة وليس كعدد إجمالي، تفوق الرجال.

ويتجاوز عدد الطالبات بمراكز القرآن الكريم حاليًا عدد الرجال، كما تتفوق النساء على الرجال بالجانب الانضباطي.

 

أكدت مرارًا أن الطريقة التكنولوجية الحديثة بالتعلم عن بعد، الوسيلة المثلى، وأن الأسلوب الفردي يستهلك جهدًا ووقتًا لكلا الطرفين، المعلم والمتعلم، هل نجحت البحرين بخوض هذه التجربة؟

- إلى حد ما نعم، وبالرغم من حداثة التجربة، إذ لا يتجاوز عمر مركز الإقراء الإلكتروني 3 سنوات، لكن لدينا اتصالات سنوية تقدر بالآلاف، وأعداد المشتركين في تزايد مستمر، وتركيزنا الراهن هو على معلمي وزارة التربية والتعليم، ووفقًا لبرنامج التعاون المشترك ما بين وزارة العدل ووزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لتأهيل معلمي ومعلمات التربية الإسلامية لتدريس مادة تلاوة القرآن الكريم ورفع كفاءتهم، فإن مركز الإقراء الإلكتروني يمثل نقلة نوعية في عملية تحفيظ وترتيل القرآن الكريم، وأتصور أنه سيزدهر قريبًا بشكل كبير، وعبر مركز واحد يتم زيادة طاقة الكوادر والعمل فيه، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على المجتمع ككل.

ما الفئة العمرية التي تنصح بها الأسرة البحرينية لإدخال أبنائها الصغار لمراكز التحفيظ؟

- الفئة العمرية التي تسبق فترة دخول المدرسة، ولأنها مرحلة ستكون قليلة الضغوطات على الطالب، خصوصًا المدرسية، فحين يتقدم به العمر، تقل إمكاناته تدريجيًا، وانشغالاته تتضاعف.

هل أنت راضٍ عن الدور الذي يقوم به القطاع الخاص برعاية الفعاليات القرآنية المتنوعة؟ ما الذي تدعو إليه؟

- نتطلع لدعم أكبر من القطاع الخاص، وبحقيقة الأمر فأن الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها إدارة شؤون القرآن الكريم، مدعومة من القطاع الخاص، مثل مسابقة القارئ العالمي، والتي حققت لها النجاح منذ الدورة الأولى.

وهناك بنوك تقدم المكافآت لحفظة القرآن الكريم، وأنا أشيد بهذا الدور وبدعمهم السخي خصوصا لبنوك إثمار، بيت التمويل الكويتي، السلام، البحرين الإسلامي.

 

افتتاح 12 مركزاً قرآنياً في العام 2017، ما دلالاته؟

- يدل على الإقبال المتزايد على مراكز التحفيظ، وبأن هنالك توسعا سكانيا كبيرا في البحرين، الأمر الذي يتطلب منا افتتاح المزيد من المراكز والحلقات القرآنية.