+A
A-

عملية إنشاء القوة... مسيرة شاملة من التطوير

تفسر الأسس التي تمت مراعاتها في عملية بناء قوة الدفاع، إلى حد كبير حقيقة ومدى إنجازاتها الواسعة المحققة حتى الآن وبعد مرور 50 عاما على عملية الإنشاء، حيث كانت هذه الأسس التي حددها جلالة العاهل المفدى وفق منهاج سليم نبراساً تهتدي به القوة في تحقيق منجزاتها ومكتسباتها التي ضمنت بها وللبحرين وللقاطنين فوق أرضها الأمن والاستقرار والحماية.

وكان من أبرز أسس هذه المنجزات التي انبنت عليها قوة دفاع البحرين، وقادها صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى: الاستثمار الدائم في العنصر البشري، حيث واصلت القوة تخريج دوراتها العسكرية والأكاديمية، وتخريج العديد من الدورات التعبوية والمتقدمة، وإقامة الندوات المتخصصة والاجتماعات الفنية الرامية إلى تنمية وصقل قدرات منسوبي قوة دفاع البحرين والارتقاء بمستواهم وتطوير قدراتهم في المجال العسكري، كما تم تأسيس العديد من المؤسسات التدريبية والهياكل التنظيمية والكليات والمعاهد العسكرية لرفع الكفاءة التدريبية لأفراد قوة الدفاع، فضلاً بالطبع عن الابتعاث للخارج.

يضاف إلى ذلك أحد أهم أركان منجزات القوة في العصر الحديث، والتي عزم جلالة العاهل المفدى على ترسيخ جذورها، وهو وعي واستيعاب القائمين عليها طبيعة العلم العسكري بكافة معارفه ومهاراته ومعانيه ودلالاته، ونقل كل ذلك لأفراد قوة الدفاع وحتى هذه اللحظة، وكأن جيلاً يسلم لجيل آخر راية العلم والمعرفة والفهم والدراية، هؤلاء الذين تمكنوا من تطبيق مبادئ ما تعلموه وما تدربوا عليه في الكثير من جبهات القتال والميادين، ونقلوه لأجيال لاحقة داخل القوة، بل وخارجها أيضاً، الأمر الذي أتاح للقوة ليس فقط القدرة على تنفيذ أدوارها باحترافية وكفاءة شهد بها القاصي والداني، وإنما استخدام التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة التي سهلت من إجراءات عملها بداخل أروقتها ورفعت من كفاءته.

ولعل من أبرز منجزات القوة أيضاً في عهد صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى، هو: قدرتها على مراعاة وتوفير الظروف المناسبة لكل أفرادها، النفسية منها والروحية، فضلاً عن المعيشية، وذلك بهدف تمكينهم من استخدام وتوظيف ملكاتهم في أقصى حدود ممكنة لها، وبحيث تتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم، وبما يتوافق أيضا مع أهداف القوة في تطوير أجهزتها وقدرات الأفرع المختلفة بها وكفاءة المنتسبين لها.

ووفقاً لهذا الأساس، تمكنت القوة من صياغة العقيدة الحاكمة لتحركاتها ورؤاها ومواقفها الوطنية، ما أهلها لمواكبة كل مستجدات العسكرية الحديثة سواء في التجهيز والتمرين أو التخطيط والتسليح، فضلا بالطبع عن التدريب، وهو ما ساهم في إحداث تطور هائل في كفاءة وجاهزية القوة واستعداداتها القتالية وتطورها على كافة المستويات.

يمكن القول إنه بعد مرور 5 عقود على إنشاء قوة دفاع البحرين، فإنها استطاعت تحقيق العديد من المنجزات سواء على صعيد بنيانها أو على صعيد موردها البشري الأهم أو على صعيد تجهيزاتها ومستوى تسليحها الأكثر تطوراً في المنطقة.

لذلك، أنيط بالقوة العديد من الواجبات، وقامت بما مطلوب منها في الداخل والخارج على السواء، ونجحت في معدلات أدائها بكفاءة واقتدار، بل وتمكنت بفضل حرص القيادة الرشيدة عليها، وتوجيهاتها السديدة لتطويرها وتزويدها بما يلزمها ويلزم أفرادها من احتياجات، من تحقيق العديد من المنجزات.

ومن بين أبرز المنجزات الإضافية: متابعة مسيرة تطويرها الشاملة، وتعزيز قدراتها لمواجهة متطلبات الحروب الحديثة، والمهام العديدة المنوطة بها سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، وضمان تكامل منظومتها التي تقوم على أسس علمية حديثة ووفق بناء وتنظيم بسيط ومرن في الوقت ذاته.

علاوة على استمرار التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بينها وبين غيرها من الأجهزة المعنية سواء في داخل المملكة أو في خارجها، ولا سيما مع الدول الشقيقة والصديقة، الأمر الذي عبر عن مستوى الثقة المتميز بأداء أفرادها ورجالاتها، وقدراتهم واستعداداتهم وجاهزيتهم القتالية.