+A
A-

فعاليات وطنية لـ “البلاد”: مساعي تدويل الأراضي المقدسة “زوبعات” فارغة

عبدالله بن حويل: شعوب العالمين العربي والإسلامي تعي جيدا نوايا طهران

خليفة الغانم: تدويل المقدسات الإسلامية مشروع فارغ الهدف والمضمون والنتيجة

عبدالرحمن الباكر: المحاولات المثارة تصيّد بالماء العكر

فريد غازي: القانون الدولي المستقر لا يمكن له أن يتدخل بهذه المسألة المسيسة

 

قالت فعاليات وطنية إن شعوب العالمين العربي والإسلامي يعون جيدا نوايا ايران وما يفعله الساسة الإيرانيون، موضحين بأن المقدسات الإسلامية خط أحمر، لن تسمح أمة المليار ونيف بمساس شبر منها، وبأن على إيران، والقاره الصغيرة أن يعيا خطورة ما يفعلان.

وأوضحت الفعاليات خلال حديثها لـ “البلاد” أن “تدويل المقدسات الإسلامية مشروع فارغ الهدف والمضمون والنتيجة، والهدف الرئيس – مما يجري- هو تسليط الأضواء على المملكة العربية السعودية، ومحاولة ابتزازها، والمزايدة على مواقفها، وثرواتها، وكذلك مواقفها العروبية الثابتة والراسخة في المطالبة بحقوق الشعوب وصون كرامتها”.

نوايا معروفة

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب عبدالله بن حويل بأن الأطماع الإيرانية التاريخية بتصدر الهرم الإسلامي العالمي، كبديل عن المملكة العربية السعودية، ومن خلال السيطرة ووضع اليد على المقدسات الإسلامية، مجرد وهم، وضياع وقت، موضحاً بأن “المقدسات الإسلامية خط أحمر، لن تسمح أمة المليار ونيف بمساس شبر منها”. وأوضح بن حويل بتصريحه لـ “البلاد” بأن “شعوب العالمين العربي والإسلامي يعون جيداً نوايا ايران وما يفعله الساسة الإيرانيون، ولقد تكشف ما تكشف بما سمي بـ “ربيع العرب” من الأجندات المارقة التي يقودها النظام الإيراني بالمنطقة العربية، والمفاهيم الحقيقية لتصدير الثورة الخمينية، والتي ترتكز على سحق الشعوب، واقصائها، ونهب ثرواتها، وبناء الدويلات الهشة على أطلالها”.

وأردف “لن تنجح أي دولة في المنطقة، بأن تكون حارسا وهراوة ينفذ من خلالها أجندات إيران، أو بقية الدول الاستعمارية الأخرى، ونحن نصطف جميعاً خلف قادتنا، وحكوماتنا، في كل القرارات التي تسير من خلالها، والرامية لحفظ الأمن والسلم الوطني والإقليمي والعربي، وعلى الدول التي تفتعل الأزمات مع جيرانها أن تعيد حساباتها جيداً، وأن تقرأ الواقع بشكل عميق”.

شواهد تاريخية

إلى ذلك، أكد عضو مجلس النواب خليفة الغانم بأن “سياسة الشفافية والمكاشفة التي تتبعها المملكة العربية السعودية، منذ وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز لسدة الحكم، ووضوحها بالتعامل مع الأزمات، والتحرك الفوري لحلحلتها، والنظر الجاد في وضع الاقتصاد السعودي، وتطويره، والنهضة بالقوات المسلحة وعلى كافة المستويات، والانفتاح على العالم، وضع الدول الاستعمارية، وإيران، والجارة الصغيرة بوضع لا يحسدون عليه”. وأردف الغانم “تدويل المقدسات الإسلامية مشروع فارغ الهدف والمضمون والنتيجة، والهدف الرئيس – مما يجري- هو تسليط الأضواء على المملكة العربية السعودية، ومحاولة ابتزازها، والمزايدة على مواقفها، وثرواتها، وكذلك مواقفها العروبية الثابتة والراسخة في المطالبة بحقوق الشعوب وصون كرامتها، والكل يعلم بأن النجاح باستهداف المملكة، سيصيب العالمين العربي والإسلامي بمقتل، وهو ما لن نسمح به أبداً”.

وأضاف” مناوشات الجارة الصغيرة، ومحاولتها لمناطحة السعودية، سيفقدها ما تبقى لها من احترام لدول العالمين العربي والإسلامي، وعلى الساسة هنالك بأن يتوقفوا عن زج بلادهم وشعبهم في هاوية الضياع والأكاذيب، وبيع الوهم، وكل المشاهدات التاريخية تؤكد بأن استعداء المملكة العربية السعودية لن يولد للدول المعادية لها، الا الخسران”.

زوبعات فارغة

من جهته، قال المحلل السياسي عبدالرحمن الباكر إن “إيران ومنذ بداية الثورة الخمينية العام 1979 وبعد أن بدأت العمل على مشروع تصدير الثورة لخارج السواحل والحدود، كان في صلب أهدافها السيطرة على الأماكن المقدسة بالسعودية، وتزايد الأمر بشكل مطرد عبر تجييشها وتجنيدها الحجاج الإيرانيين؛ لافتعال المظاهرات والمسيرات، وإحداث أعمال الشغب، ورفع الشعارات الثورية، والتي كان منها (البراءة من أمريكا)، في حين أنهم أكبر حلفاء لها”.

وتابع “الحكومة السعودية كانت حكيمة دائماً في التعامل مع المشاغبات الإيرانية المثارة أيام الحج، وكان الغرض الرئيس من هذه السلوكيات الممنهجة، هو إثارة الأمر بالمحافل الخارجية، وإقناع المجتمع الدولي بأن السعودية غير قادرة على إدارة وتسيير ملف الحج، وبقية المناسبات الدينية، وهي محاولات باءت بالفشل لأسباب عدة، بمقدمتها نجاح السعودية الباهر في إدارة المقدسات، وتسخير كل الموارد اللازمة لذلك”.

وزاد الباكر “المحاولات المثارة حالياً، لا تتخطى بكونها تصيداً بالماء العكر، ولا أعتقد بأن هنالك دولة عاقلة ستصطف لجانب إيران ضد السعودية، وهي الحاضنة لمؤتمر العالم الإسلامي، والمساندة الأولى لدول العالمين العربي والإسلامي بأزماتها، وعليه، فالأمر لا يتعدى كونه “زوبعات” غير ذات تأثير، سيخلفها احباط إيراني جديد”.

القانون مستقر

بالسياق، أوضح المحامي والمشرع فريد غازي أنه “منذ بدء الخليقة والدولة السعودية ترعى الأماكن المقدسة، وتقدم الخدمات للحجيج والمعتمرين بأعلى جودتها العالمية”. وعلى مستوى القانون الدولي، قال “لا يوجد به ما يلزم بتدويل الأماكن المقدسة في العالم، والمناطق المقدسة لا تخضع للتدويل، وإنما لاهتمام ورعاية الدولة التي تقع فيها هذه المقدسات، أما إذا تحدثنا عن مكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية المقدسات، فهذه مسألة إسلامية بحته، ليس لها علاقة بالقانون الدولة، أو بالعالم الغربي غير الإسلامي، وإنما هو أمر تحكمه الشريعة الإسلامي، والاجماع الإسلامي، ممثلاً أولاُ بهيئة العلماء الأجلاء بالمملكة العربية السعودية، وفي المؤتمر الإسلامي، وفي الدول الإسلامية قاطبة”. وأردف غازي” الدعوة مسيسة، ولأغراض سياسية دنيئة لا تتفق والأخلاق والمبادئ الإسلامية، وبالتالي هذه الأغراض الآنية، هي لتحقيق مآرب في السياسة للأضرار بالمملكة العربية السعودية، وهو كيد سيعود عليهم، وبمأرب لن يتحقق، بفضل من الله عز وجل، ومن ثم تماسك العالم الإسلامي، والذي يرفض مثل هذه الممارسات جملة وتفصيلاً، والقانون الدولي المستقر لا يمكن له أن يتدخل بهذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد”.