+A
A-

فؤاد المحميد... رصيد حافل من العطاء والإخلاص

رحل عن عالمنا قبل أيام قليلة، تاركا خلفه رصيدا من العطاء وتاريخا من العمل الوطني الذي يحظى بتقدير من الجميع، طوال حياته لم يبخل بقطرة دم واحدة على وطنه، مملكة البحرين، ولم يتوان عن تقديم كل ما يستطيع خدمة لبني بلده، هكذا كان المغفور له العميد متقاعد فؤاد عيسى المحميد، الذي بدأ حياته العملية في إدارة الموانئ موظفا، حتى صار ضابطا بالعام 1970 والتحق لاحقا بإدارة المرور والترخيص ومن ثم قوة الأمن الخاصة، وفي كل موقع عمل به، أثبت العميد متقاعد فؤاد المحميد جدارته وكفاءته إلى أن أحيل للتقاعد العام 2005.

أوسمة وشهادات وذكريات

بعد التخرج، التحق بإدارة المرور والترخيص، وأوكلت له مهمة مرافقة كبار الضيوف أثناء زيارتهم للبلاد، إذ كان قائدًا لمواكب الدراجات النارية في بداية السبعينات، ونال العديد من الأوسمة، ومنها وسام الملك عبدالعزيز أثناء الزيارة التاريخية للملك خالد بن عبدالعزيز إلى البحرين بعد توليه الحكم في المملكة العربية السعودية، كما حصل على شهادات عديدة من رؤساء وملوك الدول، مثلت له مصدر فخر واعتزاز.

ونال المرحوم شرف مرافقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، إذ كان مسؤولًا عن الحراسات الأميرية في ذلك الوقت، وقال في حديث سابق لمجلة “الأمن” الصادرة عن الإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية، الجانب الأكثر وضوحا في حياة الأمير الراحل أنه، كان أبًا عظيمًا ومتواضعًا وكريمًا وكان لسموه (رحمه الله) مواقف عديدة مشرفة لا تعد ولا تحصى، وأذكر منها أنه كان هناك شرطي يعاني من أمراض عدة، فأمر الأمير الراحل بتوفير الخدمات الطبية وعلاجه في مستشفيات البحرين، إلا أن الشرطي لم يستفد الاستفادة المرجوة من العلاج، لذلك أمر بإرساله إلى المملكة المتحدة للعلاج على نفقته الخاصة، ولكن شاءت الأقدار أن يتوفى الشرطي جراء استفحال المرض، وحين علم الأمير بوفاته، أمر بتوفير كل العون والمساعدة لذويه”.

محطات في حياة الفقيد

- من مواليد مدينة المحرق

- درس بالمدرسة الشرقية والهداية الخليفية والتي حصل منها على الشهادة الابتدائية، ونال الشهادة الثانوية (علمي) من مدرسة المنامة الثانوية.

- التحق بالعمل بوزارة الداخلية بتاريخ سبتمبر 1970 بمؤهل الثانوية العامة.

- في 15 يونيو 1972 تخرج برتبة وكيل ملازم ثان.

- حاصل على دبلوم العلوم الشرطية من كلية الكويت، أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية حاليًا.

- من العام 1972 إلى العام 1979 عمل بالإدارة العامة للمرور والترخيص.

- في العام 1979 انتقل إلى قوة الأمن الخاصة.

- انتقل للعمل كمدير لإدارة الأمن الصناعي العام 2004 وأنيط به بالإضافة إلى عمله مسؤولية إدارة المؤسسات العقابية.

- بعد خدمة طويلة وثرية تقارب 35 عامًا أحيل إلى التقاعد بتاريخ 1 سبتمبر 2005.

- متزوج ولديه ولد وبنت: نواف (ماجستير في القانون ويعمل بالموارد البشرية بوزارة الداخلية)، وابنته فتعمل موظفة بهيئة الكهرباء والماء.

ماذا قال عنه رفقاؤه؟

- العقيد متقاعد إبراهيم الكويتي: كنت في دفعة واحدة مع المرحوم فؤاد عيسى المحميد في دولة الكويت، وكان الراحل مثالا للضابط المحترم والمحبوب بين الجميع، ذكيا ومنضبطا ومتفانيا في أداء عمله، مما أهله لتبوء العديد من المناصب في وزارة الداخلية، كما كان (رحمه الله) على تواصل دائم معنا، نحن زملاءه في الدفعة رغم ظروف الحياة ومشاغلها، رحم الله فؤاد المحميد وأسكنه فسيح جناته.

- العميد متقاعد سامي الراشد: تلقيت خبر وفاة الراحل فؤاد المحميد ببالغ الحزن والأسى.. فراق الصديق وزميل الدراسة والعمل، كنا ضمن دفعة واحدة في كلية الشرطة بدولة الكويت وتخرجنا سويا وخدمنا البحرين بكل إخلاص وتفان، حتى فترة التقاعد. كان المرحوم يتمتع بالوفاء والإخلاص والاجتهاد وحب الوطن وعمله وزملائه، كان مواظبا في عمله مجتهدا وحريصا على النجاح، كان نعم الأخ والصديق وسباقا في طرح المواضيع الأمنية ومعالجتها، إذ أشاد الجميع بكفاءته وأدائه ومساعدته للناس وحرصه على الأمن والأمان في مملكة البحرين، رحمك الله فؤاد المحميد.

- العميد متقاعد ناصر المسلم: عملت مع الراحل فؤاد عيسى المحميد (رحمه الله) في الإدارة العامة للمرور، حيث كان مسؤول الدوريات ويعمل بكل جد ونشاط ويتمتع بأخلاق عالية وعلاقة متميزة كانت تربطه بزملاء العمل ومنتسبي الإدارة، انتقل بعدها للعمل في إدارة الحراسات وبعدها في مواكب رؤساء الدول ومرافقة سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

- العميد إبراهيم الشيب آمر الأكاديمية الملكية للشرطة: الفراق صعب بكل حالاته؛ لأنه يتجسد بفقدان شخص قريب أو عزيز أو صديق، إما بالبعد أو بالوفاة، فكلاهما يعتبر قاسيًا وصعبًا خصوصًا إذا كان الشخص الفقيد، ممن تشاركنا معه حياتنا العملية بأفراحها وأتراحها وحلوها ومرها؛ وكان له فضل في توجيهنا ومساندتنا ودعمنا في بداية حياتنا العملية. ونحن نتحدث بألم وأسى عن سيرة فقيد عزيز علينا؛ لابد أن نتحدث عن مآثره ومحاسنه التي كانت خير معين لنا في حياتنا العملية.

كان الفقيد فؤاد المحميد (رحمة الله عليه) نعم القائد الموجه والصارم في عمله، ولا يمكن أن ننكر دوره وفضله علينا بتوجيهاته السديدة وصرامته في العمل. كان منذ توليه منصب آمر قوة الأمن الخاصة، حريصا على القيام بواجباته بكل صرامة، يحضر إلى العمل قبل الدوام الرسمي ويغادر في الفترة المسائية بعد إنزال العلم؛ إذ كان جل وقته ينصب للعمل حتى في أيام الإجازات الأسبوعية والرسمية.

عملت مع الفقيد (رحمه الله) ما يقارب (17) عاما منذ العام 1986، من بداية التحاقي بقوة الأمن الخاصة، وكانت فترة عملنا تحت قيادته من الأيام الجميلة التي عايشناها بكل أحداثها، إذ عشنا معه عن قرب ووجدنا كيف أن وقت العمل عند الفقيد مقدس لا يمكن المساس به أو تجاوزه أو التهاون فيه.

سنظل ممتنين للفقيد وأوفياء له بعد رحيله، ولا يمكن أن ننسى فضل توجيهاته علينا ومساعدته لنا منذ بداية حياتنا العملية، فلقد كان لتوجيهاته السديدة وتعليماته الصارمة وحنكته وتعامله السلس معنا الفضل في اكتسابنا الكثير من الخبرة والكفاءة والانضباطية في العمل وكان له دور كبير فيما وصلنا إليه اليوم من مكانة. ومن المواقف التي لا زالت خالدة في ذاكرتي؛ أنه لم يكن يغادر مكتبه إطلاقا إلا بعد أن يقوم بإنجاز جميع الأعمال المكتبية. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

- العقيد خليل الشنو: كان الراحل، مثالا يحتذى به، ذا خلق عال ويتمتع بالانضباط والاجتهاد والتفاني في العمل، ومن المواظبين في الحضور المبكر للعمل. تعلمنا منه الإخلاص وتنفيذ المهام الأمنية بكل دقة واهتمام، وكان (رحمة الله عليه) لا يبخل على أحد بالنصيحة والتوجيه لما فيه مصلحته ومصلحة العمل.