+A
A-

المغني: استثمر في “الآجار” البحريني وأطمح لافتتاح مصنع

شاب بحريني من مواليد 1980، درس في مدارس المملكة، والتحق بجامعة البحرين في 2001، تخصص إعلام وعلاقات عامة، وهو تخصص لم يكن رغبته الأولى، حكمته في الحياة  “إذا لم يطعك الزمان، تكيف معه”، وشاءت الاقدار أن يعمل بالصحافة وخصوصا بأقسام الاقتصاد، إذ إن غالبية الأخبار تطغى عليها الأرقام، فتعلق بأخبار البورصات؛ لأنها تشبع حاجة عميقة في نفسه لها صلة بفهم حركة الأرقام. ألهمته أنباء البورصات وتداولاتها في أن ينشئ مشروعا خاصا به يستطيع عبره دخول معترك الأسواق المالية. “البلاد” التقت المغني، وأجرت معه الحوار التالي:

 

هل لك أن تحدثنا عن طبيعة عملك، ومتى أطلقته؟

لديَّ مشاريع عدة، وكل مشروع ما هو إلا وسيلة لمشروع آخر أكثر تطوراً حتى أصل لغايتي - المشروع الذي أطمح له وإلى الآن لم أبدأ فيه - هو الاستثمار في البورصات والأسواق المالية، حيث فهمت حركة المضاربين وخططهم في تحريك الأسهم ارتفاعا وهبوطا، ولكي تربح وتتجنب الخسارة في البورصة في ظل وجود هوامير ومحافظ ضخمة تتحكم بحركة السوق، هو أن تتبع إستراتيجية المنشار، فالنجار حين يحرك هذه الآلة، فإنها تأكل في الخشب عندما ترفع، وتأكل أيضا عندما تنزل، ففي كلا الحالتين يأكل المنشار ارتفاعاً ونزولاً، ولكن حتى تتمكن من تطبيق نظرية المنشار في البورصة تحتاج مالا كبيرا، وأنا لا أملكه. ولهذا رسمت خطة، بالشروع بمشاريع صغيرة؛ لكي أتمكن من خلالها توفير المال وجمعه إلى أن يصل للمستوى الذي احتاجه لدخول البورصة.

دخلت في مشروعين صغيرين، الأول مشروع “المغني للمعاني المقدسة”، وهو يقوم على فلسفة “أن الإنسان يبحث عن معنى”، وتحويل كل شيء إلى معنى، وبدأت بتطبيق هذه الفلسفة على زراعة الورود،لكن هذا المشروع لم يدم طويلا، وتوقفت عنه، ربما أعود له مستقبلا كهواية.

ثم جئت بفكرة أخرى تحتاج مبلغا قليلا وتعود بعوائد مستمرة، فاستثمرت بمبلغ 40 دينارا في صناعة الآجار، وذلك بإعادة إحياء مشروع لزوجتي في برنامج خطوة التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حيث اشتري الخضار من السوق المركزية في الصباح الباكر الساعة الرابعة أو الخامسة صباحا، ثم أصنع الآجار، وأقوم بتعبئته بالاستفادة من مركز الأسر المنتجة التابع للوزارة.

وصناعة “الآجار” تقوم على فلسفة “متعة الأهل والأصدقاء”، وكذلك “الاستمتاع بالأكل هو شكر للنعمة”، بحيث إن من يأكل مما تصنعه يده، يشعر بالمتعة، فيشكر النعمة.

نعرض منتجاتنا على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام على حساب”aq_spices”.

هل استفدت من تجربة الجيل السابق في إدارة الأعمال، وهل تتلقى النصيحة من الوالد أو من أي أفراد العائلة؟

لم أستفد كثيرا من تجربة الجيل السابق؛ لأن التجارب غير معروضة، ولكن الآن بدأت الصحافة  بعرض التجارب مثل صحيفة “البلاد” عبر عرض تجارب رواد الأعمال، وهي مفيدة رغم هذه التخصص تختلف مع تخصصي، ولكن لو كانت بالتخصص نفسه لكانت الاستفادة أكبر.

أعتمد على آراء الأهل والأصدقاء والزبائن، استمع للجميع، وكل ما أجده ينفعني أقوم بتطبيقه.

كيف تدير عملك الخاص، هل تتواجد باستمرار أم تضع الخطط والبرنامج للعاملين لديك، ما أسلوبك في الإدارة، وكيف تطوره تماشيا مع المتغيرات؟

أنا مبتدئ، ولهذا أدير المشروع بنفسي، أقوم بكل شيء؛ لأن المبلغ المستثمر 40 دينارا، هذا المبلغ لا يمكنني من توظيف مدير مالي أو موظف أو طباخ.

فالخطوة الأولى هي أن أقوم  بكل شيء. أما الخطوة الثانية، فستأتي لاحقا حين تكون الطلبات أكبر من طاقتي، وذلك بتوظيف عامل لتغطية الطلب، وهكذا.

هل تفكر بتطوير وتوسيع أعمالك؟

أنا أفكر بتطوير المشروع ليصبح مصنعا يوفر فرص عمل للباحثين عن عمل، وقد وضعت خططا تسويقية، وسأعمل على تطبيقها خلال الأيام المقبلة، فإذا نجحت، فإن المشروع سيخطو خطوة إلى الأمام، عندها سأتمكن من فتح سجل صناعي وتوظيف عمال. فلسفتي في التوظيف، أن يكون للعامل نسبة من الأرباح في نهاية السنة، يجب أن يشعر أن جهده الذي يبذله سيعود عليه بالخير، يجب أن يشعر أن نجاحنا هو نجاح له، ونجاحه هو نجاح لنا. في المستقبل عندما يقوم المشروع على قدميه، ويتحول إلى مصنع ويصدر المنتجات إلى أسواق الكويت والسعودية والإمارات، سأترك إدارته إلى مختصين، وسأذهب إلى مشروع آخر؛ حتى أجمع المال الذي يؤهلني لتطبيق نظرية المنشار في البورصة، وعندها سيكون عملي ساعتين في اليوم، وهو الجلوس على شاشة الكمبيوتر لتداول الأسهم، قد يقال لنا هذا حلم، فنقول لهم هذه رؤية، والرؤية تتحقق.