+A
A-

أميركا تهدد بالتحرك بشأن سوريا إذا تقاعس مجلس الأمن

طالبت الولايات المتحدة، في مسودة قرار جديد مجلس الأمن الدولي بالدعوة لوقف إطلاق النار في دمشق ومنطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة. ووزعت الولايات المتحدة مسودة قرار على أعضاء مجلس الأمن الـ15 تطالب بوقف فوري للقتال لمدة 30 يوماً كما تطلب من الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس “الإسراع بإعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال وأي تحرك للمدنيين”. كما ينص على “الدخول الآمن والمستمر دون عرقلة” لقوافل المساعدات الإنسانية والقيام بـ”عمليات إخلاء طبي آمنة وغير مشروطة في الغوطة الشرقية”. ولم يتضح بعد الموعد الذي ستطرح فيه المسودة للتصويت.

في سياق متصل، طالب غوتيريس أمس الاثنين أمام مجلس الأمن الدولي بالسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية فوراً إلى الغوطة الشرقية في سوريا.

وقال: “من الضروري السماح بإجلاء حالات إنسانية” من هذه المنطقة. ومن دون أن يذكر روسيا، دعا أيضا “كل الدول” إلى العمل من أجل تطبيق وقف إطلاق النار الذي طلبه المجلس قبل 15 يوماً، وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية الدولية إلى المدنيين.

وأوضح غوتيريس أن جيب الغوطة الشرقية “منقسم الآن إلى ثلاثة أجزاء منفصلة”.

وأشار إلى أن الصراع السوري يدخل عامه الثامن الخميس، قائلاً “لم يكن هناك وقف للأعمال العدائية، والوضعان الإنساني والحقوقي يتدهوران يوما بعد يوم”.

وتابع غوتيريس أن قافلة مساعدات واحدة فقط دخلت الغوطة الشرقية “وعلى حد علمنا، لم يتم إجلاء أي شخص مريض في حالة حرجة أو مصاب حتى الآن”.

من جهتها، قالت سفيرة أميركيا بالأمم المتحدة نيكي هيلي أمام مجلس أن وقف إطلاق النار الذي اعتمده المجلس قبل أسبوعين “فشل” مع تصعيد النظام السوري بدعم من روسيا هجومها على الغوطة، مضيفةً: “لقد قمنا بصياغة مشروع قرار جديد لا يسمح بأي التفاف” عليه. وأكدت أنه “آن الأوان للتحرك”.

كما حذّرت هيلي من أنه عندما يتقاعس مجلس الأمن عن التحرك بشأن سوريا “فهناك أوقات تضطر فيها الدول للتحرك بنفسها”، مضيفةً: “الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين ذلك”.

وأكدت أن “وضع المدنيين في الغوطة الشرقية بائس. والولايات المتحدة تتحرك”. واتهمت هيلي روسيا بالتصويت لصالح وقف إطلاق النار لكنها “تجاهلته على الفور”.

وحذرت من أن الولايات المتحدة “مستعدة للتحرك إذا اضطرت” ضد “أي دولة مصممة على فرض إرادتها من خلال الهجمات الكيمياوية والمعاناة غير الإنسانية خصوصا النظام السوري غير الشرعي”.

الى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، إن نحو 511 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

وأضاف المرصد الذي يحصي أعداد القتلى من خلال شبكة مصادر داخل سوريا أن نحو 85 % من الضحايا قتلتهم قوات الحكومة وحلفاؤها.

وفشلت مباحثات دولية عدة في وضع حد للنزاع بالبلاد، وتمكن النظام السوري خلال العامين الأخيرين من استعادة مناطق واسعة من المعارضة.

واضطر الملايين إلى مغادرة البلاد، بحثا عن اللجوء في الخارج، كما نزح آخرون داخل سوريا، فيما يعاني سكان مناطق أخرى حصارا خانقا، وسط وضع إنساني كارثي.