+A
A-

مجموعة فنانين يعيدون إحياء بيوت المحرق القديمة

يفتتح معرض نتاج ورشة عمل المشروع الفني “البيت 2018”، في 22 من مارس، في ما يعد مشروعا فنيا ثالثا من سلسلة المشاريع الفنية لمجموعة من الفنانين البحرينيين والمقيمين بعد “مشروع نزل 88” في أبريل 2013 و”مشروع العمارة 1644” في ديسمبر 2014 بتنظيم وإدارة الفنانة البحرينية لبنى الأمين.

وتسلط هذه المجموعة من المشاريع الفنية الضوء على الأماكن القديمة والتاريخية في البحرين، وخاصة مدينة المحرق عبر نافذة الفنون البصرية المعاصرة. كما ويشارك في النسخة الثالثة من مشروع “البيت 2018” أكثر من عشرين فنانا وفنانة من مختلف المدارس الفنية في محاولة للتفاعل مع بقايا المكان بصور وأفكار مختلفة للتعبير عن فكرة مفهوم البيت عموما.

وتقام ورشة ومعرض “البيت 2018” في بيت يوسف بن عبدالرحمن فخرو، الذي يقع على طريق اللؤلؤ في المحرق، وهو أحد أهم التجار المشهورين في البحرين والخليج العربي. وكان يوسف فخرو مالكاً لأسطول يضم حوالي 50 سفينة، فقد كان للبيت مرسى خاصاً مجاوراً لبيته الواسع لمراقبة إبحار وعودة أسطوله عبر نافذة حجرته الخاصة أو مجلسه الواقع بجوار الشاطئ.

وتدور فكرة المشروع حول مفهوم البيت من الناحية الاجتماعية والشخصية بشكل عام، وإحياء ما تبقى من بقايا المبني الرئيسي للبيت وأيضاً من خلال الفناءين الكبيرين، حيث كان أحدها مخصص للاستخدام العائلي والآخر مفتوح لجميع الأنشطة الاجتماعية الأخرى.

ويشارك في مشروع “البيت 2018” مجموعة من الفنانين وهم لبني الأمين، مريم فخرو، وبثينة فخرو، علي حسين، جعفر العريبي، ونادر العباسي، نبيله الخير، فائقة الحسن، زهير السعيد، جيهان صالح، عبدالوهاب تقي، أحمد إمام، وفاء الغتم، محسن مبارك، مصطفى النشيط، أحمد طالب، سلمان نجم، جياد جواد، علي فلامرزي، حسن العوضي، إيمان الشماع، والفنان علي مبارك.

وأكدت صاحبة فكرة المشروع الفنانة البحرينية لبني أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع فنية بدأت في أبريل 2013 “بمشروع نزل 88”، تلاها “مشروع العمارة 1644” في ديسمبر 2014.

وأوضحت الأمين التي تشارك في هذا المشروع بعملها الفني “المدبسة” الذي يعد أحد غرف البيت باستخدام قلال التمر والتي كانت تستخدم في تخزين التمر حيث يجمع بين الماضي والحاضر. أن الفكرة من هذه المشاريع لإعادة إحياء البيوت القديمة لدى الجمهور، وإبراز فن العمارة من خلال ذلك.

كما أشارت الفنانة بثينة فخرو لـ “بنا” أنها تشارك في هذا المشروع الفني بعمل فني يحكي ذكرياتها القديمة في هذا البيت الذي يعتبر من أقدم بيوت المحرق، بلوحة فنية كبيرة تتكون من قطع من السيراميك التي تشكل جزءاً من هذا البيت.

وأضافت فخرو قائلة: “إن هذا البيت يقع على طريق اللؤلؤ في المحرق وهو طريق يمتد حوالي 3.5 كيلومتر تم استخدامه من غواصي اللؤلؤ خلال معظم تاريخ البحرين حتى أوائل ثلاثينات القرن العشرين”.

وأضاف الفنان البحريني نادر العباسي أنه يشارك في هذا المشروع الفني بعمل فني تركيبي لإعادة الجزء الرئيس من هذا البيت والذي كان مقر المكتب التجاري لصاحب البيت، ومن خلاله كان يتابع أعماله التجارية والحركة اليومية للسفن.

وأوضح العباسي أن عملة الفني يتكون من دعامات معدنية عمودية موازية للحائط الرئيسي للمكتب حين ذاك، ويتكون من أنواع مختلفة للأقمشة، وتعطي هذه المجموعة الفنية فضاء للفنانين للتجربة والابتعاد عن المواد التقليدية الفنية والابتعاد عن الطابع التجاري في هذه الأعمال الفنية.

وهذه الجماليات والتركيبة الفنية أضافت حكاية أخرى لمشروع طريق اللؤلؤ، ليس لقيمة المكان المعمارية بل كونه نموذجاً ناجحاً وشاهداً استثنائياً لحكاية تاجر السفن والخشب وهو بيت يجسد مثالاً فريداً من نوعه ودليلاً حياً على مدى أهمية وجود منفذ إلى البحر بالنسبة لتجار السفن قديماً.