+A
A-

ملحمة الأولمبيكو

لم يكن أشد المتفائلين، يتوقع إقصاء برشلونة الإسباني، من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما فاز على روما، في مباراة الذهاب بنتيجة 4-1.

وأثبت الفريق الإيطالي، أن العزيمة تصنع المعجزات، بعدما تغلب الثلاثاء، على برشلونة، بثلاثية نظيفة، على ملعب الأولمبيكو، في إياب ربع نهائي دوري الأبطال.

وسحب فريق العاصمة الإيطالية، البساط من تحت قدم الجميع، وقدم أمام العملاق الإسباني، برشلونة، واحدة من أجمل مبارياته في هذا الموسم.

وأظهر نجوم روما، ندية كبيرة في مقارعة برشلونة، إذ استبسل لاعبو فريق العاصمة الإيطالية، ولم يفسحوا المجال لفريق برشلونة الإسباني، الذي ظل غير مستوعب لما يحدث، فيما واصل نجوم روما، صناعة ملحمة كروية، تفاعل معها جمهور ملعب الأولمبيكو.

وبعدما نال فريق برشلونة، السنة الماضية، الكثير من الثناء، عقب عودته التاريخية أمام فريق باريس سان جيرمان، أتى الدور على الفريق الكتالوني، ليتجرع المرارة من نفس الكأس.

وقدم العملاق الإسباني، أداء مُحيرا طرح أكثر من علامة استفهام، خاصة وأن الفريق متخم بالكثير من النجوم وعلى رأسهم أحسن لاعب في العالم، 5 مرات، ليونيل ميسي، الذي فشل في اختراق دفاع الفريق الإيطالي وهز الشباك.

ويبدو أن لاعبي الفريق الكتالوني قد وقعوا في مصيدة نتيجة الذهاب (4-1)، إذ غابت عنهم الروح القتالية العالية، ودخلوا المباراة وكأنهم حجزوا مسبقا تأشيرة المرور إلى دور نصف النهائي من مسابقة الكأس ذات الأذنين.

ولعب مدرب الفريق الكتالوني، إرنستو فالفيردي، بتحفظه المعهود هذا الموسم، إذ أفسح لاعبو برشلونة المجال للاعبي فريق العاصمة الإيطالية، من أجل التقدم في النصف الثاني من ملعب برشلونة، الذي ظل يُدافع في فترات طويلة من المباراة.

كما كشفت هزيمة برشلونة، أن الفريق يُعاني من مشاكل في خطي الدفاع والوسط، خاصة مع تقدم البعض في السن، مثل إنييستا، وتذبذب أداء البعض الآخر، مثل بيكيه وسيميدو وأندريه جوميز.

فيما يطرح تحفظ فالفيردي، في اللقاءات الكبيرة، أكثر من علامة استفهام، إذ أن الفريق الكتالوني مُتعود على السيطرة على المباراة واحتكار الكرة لأطول فترة ممكنة، بيد أنه أصبح مع المدرب الإسباني فالفيردي، يُقدم كرة قدم تتسم بالواقعية وتحقيق نتيجة الفوز، على حساب الأداء والمتعة، التي عود فريق برشلونة عشاقه عليها.

وقدم مدرب روما، إيزيبيو دي فرانشيسكو، اعتماده كواحد من أفضل المدربين في القارة الأوروبية، فقد اعتمد المدرب، على خطة تكتيكية مختلفة تماما عن لقاء الذهاب (4-5-1)، واستعان برسم تكتيكي جديد (3-5-2)، مستفيدا من الكرات العالية خلف خط دفاع برشلونة، والضغط العالي على حامل الكرة.

وإلى جانب خطة المدرب المُحكمة، ظهر جليا أن دي فرانشيسكو أعد لاعبيه جيدا على المستوى النفسي، الذي ساهم بالتأكيد في صناعة ملحمة روما الكروية، فيما ودع برشلونة البطولة من الباب الضيق.