+A
A-

الضبابية تطغى على موقفي ترامب وماكرون حيال ضرب سوريا

اتخذ الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون أمس الخميس مواقف ضبابية بشان تحديد موعد لشن ضربات على سوريا ردا على الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتوجه إلى سوريا فريق من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية. ويتوقع أن يقوم الخبراء بالتحقيق بشأن احتمال استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية في مدينة دوما.

وغداة تحذيره روسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الاسد بأن “الصواريخ قادمة”، كتب ترامب في سلسلة من التغريدات الصباحية “لم اقل متى سيتم الهجوم على سوريا. يمكن أن يكون ذلك قريبا أو ليس في القريب العاجل مطلقا”.

ويتصاعد التوتر بين القوى العالمية بسبب الهجوم الكيميائي المفترض.

بدوره، قال الرئيس الفرنسي ان لدى بلاده “الدليل بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد هو الذي استخدمها”. لكنه اكد ان الرد سيتم في “الوقت الذي نختاره”.

وأكد الرئيس الفرنسي أنه لا يرغب في “التصعيد” وأن اي رد يجب ان يتركز على قدرات سوريا الكيميائية وليس على حلفاء النظام.

من جهته، توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المسؤولين دفع “ثمن باهظ” بعد ان قالت وزارة الخارجية ان هناك “اشتباه قوي” بأن نظام الاسد هو المسؤول.

واعرب اردوغان عن قلقه ازاء “المنازلة” الجارية في سوريا بين القوى الكبرى.

ومن المقرر ان تعقد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماع طارئ لحكومتها وسط توقعات بأنها ستدعم اي تحرك اميركي.

أما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فقالت أنه “من الواضح” أن دمشق لم تتخلص من جميع اسلحتها الكيميائية كما زعمت.

وفي هذه الاثناء دعا المعارضون لقيام الولايات المتحدة بعمل عسكري أحادي الى عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الامن الدولي الخميس.

وذكر البيت الابيض ان ترامب يحمل النظام السوري وداعميه، ايران وروسيا، مسؤولية الهجوم الذي قال عمال اغاثة انه ادى الى مقتل اكثر من 40 شخصا.

ورفض مسؤولون اميركيون استبعاد تدخل عسكري مباشر مع روسيا، حيث قال البيت الابيض ان “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.

وصرح وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ان البنتاغون مستعد لطرح خيارات للضربة السورية، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها لا زالوا “يقيمون المعلومات الاستخباراتية” حول الهجوم المزعوم.

وقالت موسكو أمس الخميس ان قناة الاتصال بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن عمليات الجيشين في سوريا والهادفة الى تفادي الحوادث الجوية ما تزال “مفتوحة” في الوقت الحالي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف ان هذه القناة التي تعتمد على خط هاتفي خاص “مفتوحة والخط يستخدمها الجانبان”.

وأكد بسكوف “نرى أن تجنب اي عمل من شأنه مفاقمة التوتر في سوريا يشكل ضرورة مطلقة. سيكون لمثل هذا الأمر تاثير مدمر للغاية على كل عملية التسوية في سوريا”.

بدوره، حذر الرئيس السوري أمس الخميس من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي الى “مزيد من زعزعة الاستقرار” في المنطقة،

وحذرت موسكو واشنطن من مغبة شن “تدخل عسكري بناء على ذريعة “مفبركة” واتهمت منظمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني في مناطق المعارضة، بفبركة الهجوم الكيميائي في دوما.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية رفع العلم السوري في مدينة دوما ما اعتبرته مؤشرا على أن القوات الحكومية سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل.

وقد سلم جيش الاسلام جميع اسلحته الثقيلة وغادر قادة الصف الأول الغوطة الشرقية بموجب اتفاق دوما، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر جيش الاسلام انه وافق على الخروج اثر “الهجوم الكيميائي” متهما قوات النظام بتنفيذه.