+A
A-

المشعل: القروض الشخصية تحتاج وعيًا

شرح المحلل في الشؤون الاقتصادية يوسف المشعل، أسباب اللجوء إلى الاقتراض قائلاً “إن معظم القروض الشخصية تتم بهدف استهلاكي بالدرجة الأولى ونسبة قليلة منها هي التي توجه إلى الاستثمار وهذه مشكلة تحتاج إلى وعي وإدراك من الشخص الذي يلجأ إلى الاقتراض ليعرف كيف يستفيد من القروض ويسخرها لخدمته في المستقبل حتى تعم عليه الفائدة، مؤكدًا أن التوفير بين فئة الشباب يكاد يكون معدومًا خاصة ذوي الأعمار من 25 إلى 35 سنة. وأوضح المشعل أن القروض الشخصية ظاهرة تعجز الحلول الفردية عن مواجهتها في ظل الأعباء المعيشية ومتطلبات الحياة العصرية الأمر الذي كبل الكثير من الأسر بسلسلة تمويل  سهل المنال عصي السداد فالهدف من القروض الشخصية هو تلبية الاحتياجات الضرورية فقط لكن واقع الحال في البحرين يقول إن كبار السن هم الذين بإمكانهم التوفير ‏وأن الشخص الواحد من أصحاب الدخل المتوسط يحصل على قروض متنوعة من عدة جهات في نفس الوقت وأن 90 % منها موجة للأغراض الاستهلاكية كشراء سيارات، سفر وسياحة، تأثيث في وقت تؤكد فيه المصادر المصرفية زيادة القروض الشخصية خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف المشعل “يتضح من خلال الإحصائيات والبيانات المتوفرة أن أصحاب الأعمار الكبيرة هم الذين يوفرون أما الشباب فمبدأ التوفير غير موجود لديهم حتى لو ارتفعت رواتبهم لأن السلوك لديهم استهلاكي بالدرجة الأولى ومستوى الدخل الآن متفاوت بين الناس، أما مستوى المعيشة فهو غير متفاوت، ولهذا فأصحاب الدخول القليلة يلجأون إلى تقليص الفارق من خلال القروض حيث نجد في كل بيت أكثر من سيارة، تلفزيون، وكماليات كثيرة وحتى الهاتف النقال المنتشر بين الشبان كما أن هناك مجموعات كبيرة من المواطنين تقضي إجازتها بالخارج من خلال اعتمادها على القروض في ظل غياب المسئولية الشخصية.

وبين المشعل أن الحس الاستثمار يكاد يكون معدومًا لدى الشباب وكل تفكيرهم منصب على الاستهلاك، داعيًا لزيادة الوعي لدى الشخص المقترض بأهمية القرض الذي يأخذه لكي يستفيد منه ولابد أن تكون للأسرة والإعلام دور في التوعية وكذلك الجهات الأخرى المعنية بالأمر، وطرح أهمية القروض وكيفية الاستفادة منها بالشكل الأمثل مع المختصين لحث الناس على الاستفادة منها. وشدّد أن الهدف من القروض هو قضاء حاجة مهمة تتطلبها مصلحة الإنسان. كما أن الشخص الذي يتقدم بطلب للحصول على قرض يحصل عليه بيسر لان البنك يثق في المعلومات التي يقدمها إليه الزبون ولا يمكن أن يقوم بدور رقابي، خاصة في ظل المنافسة بين البنوك، لذلك يجب على المقترض أن يدرس حياته جيدًا ومدى استعداده للوفاء بالتزامات القرض وكيف يستفيد منها وهي مسئوليته أولاً وأخيرًا.