+A
A-

حسن محمد لـ”البلاد”: الفنان البحريني مثل الماسة التي لا بريق لها ولا لمعة

له ايقاع خاص في التمثيل، وهندسة حركية أمام الكاميرا وعلى المسرح وهذا ما يجعل من المشاهد ان يرتفع بحساسيته الى مستوى حماسته. فنان يقدم خدمة كبيرة للنص بأدائه ومساحة تأثيره ونمط تفكيره الفريد.

حسن محمد.. يقدم خطوات افضل واروع في كل عمل يشارك فيه، وبالرغم من ذلك فهو ينتمي الى جيل من الفنانين الشباب الذين يعيشون وسط معركة من المعاناة في ظل قلة الاعمال وعطش الساحة الفنية، فالدراما كما يصفها حسن ميتة سريريا والفنان البحريني اصبح مثل الماسة التي لا بريق لها.

“البلاد” انطلقت بلغة اكتشاف اغوار الفنانين وسجلت هذا اللقاء مع حسن محمد:

ما جديدك؟

جديدي هو مسلسل “الخطايا العشر” من تأليف حسين المهدي واخراج علي العلي وانتاج قحطان القحطاني وهذي اول تجربة أخوضها مع الثنائي علي العلي وحسين المهدي وسأقدم في المسلسل دورا مختلفا كليا عن كل ادواري السابقة. كما سأشارك مسرح البيادر في مسرحية مينودراما بعنوان “سأبحر” للمخرج جمال الصقر.

لماذا برأيك بيئتنا لا تصنع النجوم؟

بكل اختصار وبساطة لعدم وجود خطة لصناعة النجم، وكذلك افتقادنا للاستمرارية وهذا عامل مهم لاي فنان، وان اردنا التحدث بصراحة.. المحرك الاساسي والرئيس هو التلفزيون الذي عودنا في السابق على الانتاج، ولكن مع الاسف التلفزيون توقف عن انتاج الاعمال الدرامية وبالتالي توقف الفنان البحريني وهذا له تأثير واضح على الاستمرارية وعلى تهيئة البيئة المناسبة لصناعة النجم. وهذه الاشكالية جعلت الفنان البحريني حبيس بيئته فقط واعني المحلية.

إذا لم تكن هناك استمرارية في الاعمال من الطبيعي ان ينسى الفنان، وانا دائما اشبه الفنان البحريني بالماسة ولكن دون لمعة او بريق. ووصلنا الى درجة ان الناقد الفني لا يستطيع تقييم الفنان البحريني والسبب ظهوره المتقطع وعدم استمراريته في الاعمال.

ما أبرز الأعمال التي تعتز بها؟

مسلسل “الكلمة الطيبة” مع المخرج جمال الشوملي وكان هذا العمل من اجرأ الاعمال في الطرح على مستوى الخليج وبشهادة الجميع، وكذلك مسلسل “متلف الروح” مع المخرج احمد يعقوب المقلة، وسأضيف اليوم دوري في مسلسل “الخطايا العشر” كما اعتز ايضا بدوري في المسلسل العماني “بقايا زمن” ولكن تبقى المشكلة في الاعمال العمانية انها لا تسوق بالشكل المطلوب وتظل في بيئتها فقط.

اما في المسرح فيمكنني القول دوري في مسرحية “ في بيتنا حريجة “ ودوري في مسرحية “ يا اني يا بطة “ علما بأني حصلت على جائزة عن دوري في المسرحية الاولى وهي شخصية الرجل العجوز.

الدراما التلفزيونية سحبت البساط من تحت المسرح بل وطغت عليه، وبالرغم من ذلك نراك متمسكا بالمسرح. .تعقيبك؟

لو كانت هناك اعمالا تلفزيونية فمن الطبيعي ان يتجه اليها الفنان ولاعتبارات كثيرة يعرفها الجميع، ولكن وعلى الجانب الاخر يبقى للمسرح متعته وعالمه الجميل الرائع. فأنا وكلما اقول سأبتعد عن المسرح الجاد، اتراجع عن قراري واعود اليه بشغف.

ما معوقات العمل الفني في البحرين؟

ربما عراقيل مادية او في البيئة الملائمة للتصوير وكذلك اتباعنا الطريقة القديمة وهي التصوير قبل ايام قليلة من شهر رمضان وهو الموسم المزدحم بالاعمال، وهذا قد يؤدي الى الظهور بمستوى غير لائق بسبب السرعة.

من الممثل الذي كنت تتمنى ان تعمل معه ولكن الفرصة لم تسنح بعد؟

الفنانة القديرة سعاد عبدالله.. فمنذ صغري وانا احلم بالوقوف امام هذه القامة الفنية، وكاد الحلم ان يتحقق في مسلسل “كان يا ماكان” الذي تم تصوير حلقات منه في البحرين مع المخرج محمد القفاص ولكن كان الدور يتطلب شخصا صاحب بشرة سمراء حقيقية وليس بالاصباغ والمكياج. واتمنى ان يجمعني مع سعاد عمل في المستقبل.

هل تعتبر نفسك كوميديان؟

لو سألت الجمهور البحريني الذي يحضر المسرحيات التي قدمتها في الفترة الاخيرة سيكون الجواب عنده، لله الحمد استطعت ان اقدم شيئا راقيا الى الجمهور وكوميديا خفيفة دخلت قلوبهم والدليل اني تلقيت لغاية الآن 3 عروض من 3 منتجين للمشاركة في مسرحيات كوميدية اجتماعية خلال الفترة المقبلة. ولو كان حسن محمد ضعيفا في الكوميديا لما تلقى 3 عروض مرة واحدة وكل هذا من فضل ربي وثقة الجمهور بي.

هل تتفق معي اننا نعاني من ازمة استمرار الاجيال الفنية، بمعنى من سيكون بعد جيلكم من الفنانين طالما الوضع يسير على هذا النحو، إذ كثير من المواهب الفنية اختفت وابتعدت بحكم الوضع وقلة الأعمال؟

قد اكون الاكثر حظا من ابناء جيلي في الاستمرارية لغاية الان، فالكثير منهم اختفى وبعضهم ظل في حدود المسرح فقط. ما اريد توضيحه ايضا وهذه نقطة يجب ان نقف عندها كثيرا وتتعلق ببعض الفنانين الاشقاء.. خذ مثلا الفنان القدير جاسم النبهان وكيف استطاع الصمود وبكل قوته ومستواه امام اجيال متعاقبة كثيرة من الفنانين الكويتيين، بينما لو بحثت عن الفنانيين البحرينيين الكبار فسنجد انهم اصبحوا خارج اللعبة ولم يعد لهم وجود في الاعمال اليوم، وهذا ما يحزنني بالفعل، فأنا اتحسر على هذا الجيل العظيم وكيف وصل به الحال، فما بالنا بالجيل الجديد الذي قد يسجل نهايته قريبا ولن يكون هناك بديل. وسوف نبقى هكذا لغاية ان تكون عندنا صحوة.. صحوة لإنعاش الدراما الميتة سريريا.

ما أمنيتك؟

عودة الروح والهيبة للدراما البحرينية.