+A
A-

العدواني: أفكار الكتاب تميل إلى تفضيل الإصلاح التدريجي للمجتمع

عقد مركز عيسى الثقافي اللقاء الثامن من منتدى البحرين للكتاب، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة كتاب (الثقافة وإنتاج الديمقراطية) لمؤلفه إبراهيم عبدالله غلوم، وقدمه الناقد السعودي معجب العدواني، وأدار الجلسة فهد حسين، وذلك بحضور مؤلف الكتاب وجمع من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين.

وقال د. العدواني في قراءته لكتاب (الثقافة وإنتاج الديموقراطية) بأن “أفكار الكتاب تميل إلى تفضيل الإصلاح التدريجي للمجتمع، عوضًا عن التغيير الثوري السريع أو الدفاع المتعنت عن الوضع الراهن، منطلقة من بيان واضح يقوم على أن الإصلاح التدريجي له تأثيراته الإيجابية القوية على التغيير نحو الديموقراطية”.

وأشار إلى أن الكتاب يقترح في بعض فصوله “النمو الثقافي” بوصفه سبيلاً أول لإنتاج الديموقراطية، وهي فكرة ترسخ المؤسسات المدنية لكونها من أبرز ملامح تأهيل المجتمعات، منوّهًا إلى أن “هذه الخطوات التدريجية تبدو غير مستقرة في الأنظمة الشمولية، وغير مضمونة النتائج، ولو كان كذلك لأضحت البلاد العربية مثالاً للديموقراطية”.

وبيّن الناقد السعودي بأن فصول الكتاب ركزت على إيجاد العلاقة بين إنتاج الديموقراطية ووجود القيم الأساسية في المجتمع، مضيفًا أن السياسة وحدها لا يمكن أن توفر ما تتطلبه الفعالية الديموقراطية، وكذلك هو الحال للثقافة، ومؤكدًا على أنه ينبغي أولا “استنبات” المبادئ الديموقراطية في المجتمع، والعناية بها وتوفير الحواضن اللازمة لتجديدها، والذي يأتي من خلال التعرف على الديناميكية الأخلاقية والمؤسسية في المجتمع، والقادرة توليد الحياة الديموقراطية والحفاظ عليها.

وذكر أن الكتاب يسعى للإجابة عن مجموعة أسئلة تعالج أطروحة الكتاب المحورية حول “أسباب إقصاء الثقافة”، حيث أوضح أن هذه الإجابات أفضت إلى اعتبار “الثقافة تاريخًا للديموقراطية” في المجتمع، كما توصّل توصيات ذكرها المؤلف في آخر كل فصل، وتدور مجمل هذه الأسئلة حول العلاقات الظاهرة والكامنة بين الثقافة والديموقراطية والعولمة، والثقافة على اعتبارها مفتاح لعالم عربي ديموقراطي مزدهر يحترم الاختلاف الثقافي والديني، العولمة كقوة إرساء الديموقراطية والازدهار المناهضة وفرض الكفاءة السوقية والفردية والتجريبية.

وانتقد د. العدواني عدم إشارة الكتاب لتراث الأمم الأخرى على سبيل المقارنة والتنوع والثراء في الطرح، بالرغم من اتساع مساحات التساؤلات التي يطرحها حول الحداثة والتراث؛ حيث أوضح بأن الثقافة الغربية مليئة بالنماذج المتباينة.

وأضاف أن الكتاب تجاوز النظر في تحليلاته لنماذج الثقافة الفردية التي تنتشر في بين المجتمعات الغربية عمومًا، والثقافة الجماعية التي تنتشر بين المجتمعات الشرقية والآسيوية والأفريقية، موضحًا أن كلا النموذجين يعتبران من أهم النماذج الثقافية ذات التأثير في العالم.

ويتناول الكتاب عرضًا لمفهوم الثقافة من الجانب السياسي، ويسلط الضوء على فاعلية أدوارها ووظائفها في إنتاج وترسيخ أسس الديمقراطية في المجتمع، حيث يبرر مكانتها كوسيلة للوصول إلى تقدم الشعوب والأوطان، كما يستعرض التسلسل التاريخي لمفاهيم الديمقراطية من منبعها في الحقول اليونانية، مروراً بالتغيرات التي طرأت عليها لها في العصور الحديثة.

يذكر أن  منتدى البحرين للكتاب  هو مشروع فكري أطلقه مركز عيسى الثقافي في ابريل العام الماضي 2017، ويتم خلاله تقديم قراءة ناقدة وموضوعية للنتاجات الفكرية العربية والعالمية ذات التأثير، إذ يهدف المركز من خلال هذا المشروع، إلى تحويل فعل القراءة إلى مسألة اشتغال ثقافي، يسهم فيها القراء إلى جانب المؤلف، عبر استضافة كبار النقاد والمفكرين، لتقديم قراءاتهم الفكرية والثقافية للكتب.