+A
A-

سونيا جناحي... مسيرة مهنية حافلة بخبرات متنوعة

فرحتي بتقرير “انسايدر ترافل” الأميركي عن “مايا” لا توصف

دخلت انتخابات الغرفة لحماية المؤسسات الصغيرة

والداي سبب نجاحي ووصولي لما أنا فيه الآن

“مايا” فكرة جديدة لدخول الأسواق الخارجية بحق امتياز بحريني

 

ضيفتنا في “لقاء الأحد” هذا الأسبوع من رواد الأعمال البحرينيين المميزين، إذ نجحت بتأسيس أول علامة تجارية بحرينية بحق الامتياز، فهي ذات طموح وأهداف كبيرة لا تقبل ولا تقتنع بأنصاف الحلول، دائمًا تتمنى أن تجعل اسم “البحرين” محلقًا عاليًا بكل فخر في جميع المجالات والمشاريع. إنها سونيا جناحي، مؤسسة شركة “ذا ليفينغ كونسبتس” الاستشارية في قطاع الضيافة والمختصة بالأطعمة والمشروبات، والشركة الأم للعلامة التجارية مايا لا شوكليتيري. حظيت جناحي بمسيرة مهنية مميزة امتدت على مدى أكثر من 20 عامًا في قطاع الاتصالات والبنوك والصرافة، قبل أن تقوم بتتبع شغفها بالشوكولاته وإطلاق مفهوم “مقهى الشوكولاته” الفريد لأول مرة بالمملكة، حيث سخرت جهودها لتنمية علامتها التجارية وفق أشهر المعايير العالمية وتمكنت من تحويلها إلى سلسلة تجارية تمتلك 11 فرعًا في أنحاء دول مجلس التعاون. كما حصدت شهادة صانع شوكولاته محترف من مدرسة “إيكول شوكليت” المعروفة عالميًّا، فإلى نص اللقاء معها:

 

أين عاشت وقضت سونيا جناحي فترة الطفولة؟

- تربيت وترعرعت في القضيبية حتى سن 13 عامًا ثم انتقلنا إلى السقية حتى عمر 29 تقريبًا، وبعدها ذهبنا إلى الرفاع وبقينا فيها حتى يومنا هذا.

 

حدثينا عن الدراسة؟

- لقد درست جميع المراحل في مدرسة القلب المقدس، والمرحلة الجامعية كانت في جامعة البحرين تخصص إدارة أعمال وحصلت على الدبلوم بامتياز ثم تابعت دراسة الماجستير في جامعة هِل بالانتساب.

 

متى التحقت بأول وظيفة؟

- بدأت مشواري العملي في العام 1989، إذ توظفت بداية تخرجي في “بتلكو” قسم ازدهار الأعمال والتسويق لمدة 5 سنوات، وخلال وجودي أسست قسمًا جديدًا للأعمال والعلاقات الدولية، إذ كانت وظيفتي التواصل مع شركات الاتصالات في بقية الدول وحضور اجتماعات الأمم المتحدة المختصة بالاتصالات مع رئيس القسم وكنا مؤسسين وفدًا خليجيًّا بهدف زيارة جميع شركات الاتصالات في دول آسيا للاتفاق معهم على تخفيض النسبة التي يتم أخذها من المبالغ التي نحسبها على المكالمات الخارجية، لنتمكن من خفض قيمة المكالمات لباكستان وبنغلاديش وغيرها من دول حتى تتمكن تلك الجاليات من الاتصال لدقائق أكثر، حيث إنه في تلك الفترة لم يكن هناك انترنت متقدم وتطبيقات واتساب وغيرها وبناء على هذا خفضت “بتلكو” أسعار المكالمات الدولية وبذلك ازداد الاستخدام للضعف.

وفي العام 1994 بدأت مشواري بدراسة الماجستير في استراتيجية التسويق ولاحظت أن خبرتي في مجال الاتصالات فقط، وحصلت على  فرصة للدخول في المجال البنكي حيث بدأت مشواري الثاني مع بنك البحرين والكويت في دائرة التسويق لمدة سنتين، وجذبني حينها العمل في دائرة الاستثمار وعلاقاتهم مع البنوك الأخرى وتأسيسهم لاستثمارات، وكانت لي رغبة للتعلم فذهبت لمدير القسم وأخبرته باهتمامي بالعمل في القسم وكان هناك مجال فبدأت معهم، ثم توليت دائرة تطوير المنتجات وكنت أؤسس المحافظ الاستثمارية مع رئيس القسم، إذ كان لدي سوق الإمارات وقطر وبقيت حتى العام 2002.

 

تدشين المشروع الخاص

- وبعدها أحسست بضرورة تدشين مشروعي الخاص فأخذت مبلغ التأمينات ودخلت في شراكة مع أحد المعارف من ذوي الثقة، فبدأنا بشركة استثمارية في العقارات، ومنها دخلنا شراكة مع الشركة الإماراتية “أرابتك” للمقاولات، ونملك اليوم شركة للإنشاءات في البحرين عن طريق “أرابتك” ومن مشاريعنا بنك البركة واليوم لدينا مساهمة بمطار البحرين الدولي الجديد.

كما أسسنا شركة للهندسة والتصميم الداخلي وحصلت على جوائز كثيرة من ضمنها جائزة التصميم الداخلي لمستشفى الملك حمد كأحسن مشروع في القطاع الحكومي، حيث تم تغيير نظام المستشفى بحيث لا يشعر المريض لحظة دخوله أنه قد دخل المستشفى وبفضل الله نجح الفريق والذي أفتخر بأن جميعهم بحرينيون.

 

موقف مؤثر في حياة سونيا جناحي؟

- طبعًا يوم تخرج ابنتي من المدرسة، لا أنكر كدري في تلك اللحظة، حيث إنني انشغلت في عملي وتفاجأت بمرور كل الوقت والسنوات. والموقف الثاني، عندما عرض برنامج “انسايدر ترافل” عن مايا الذي حصل على أكثر من 1.5 مليون مشاهدة، وابنتي كانت في جامعة كاليفورنيا بعثت لي برسالة نصية تعبر فيها عن فرحتها، حيث إن جميع أصدقائها يهنئونها لكون المشروع لوالدتها، وهو ما أفرحني فالمشروع يحمل اسم البحرين ليوصله إلى أميركا.

 

ما قصة “مايا لا شوكولاتيري” وكيف بدأتِ مشواره؟

- في العام 2005 كنا متخوفين تجاه السوق العقاري، حيث لم يكن هناك رقابة في تلك الفترة وتوقعنا انخفاض الاقتصاد وسوق العقار ولاحظنا أن جميع محافظنا في مجال واحد، الاستثمارات العقارية والمقاولات والهندسة، ففكرنا بتنويع المشاريع وجاءت الفكرة بمشروع جديد ومستقل وتأسيس أول علامة تجارية بحرينية تكون مشروع بحريني بالوكالة، وفعلا افتتحنا المحل في يوليو 2007 وفي يناير 2008 وقعنا أول اتفاقية وكالة مع قطر وبعدها السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن ولبنان. وفي العام 2008 بدأنا أول مصنع شوكولاتة في البحرين (مايا ديليز) إذ نصنع المنتجات بدون مواد حافظة وبأيد بحرينية ونصدر أكثر من 25 طن سنويًّا، وكلفنا هذا المشروع، المصنع والمحل حوالي 3 ملايين دينار.

كم عدد فروع المشروع؟

- في البحرين حاليًّا فرع واحد في مجمع السيف ومحل آخر للبيع فقط في الرفاع، بعد إغلاق فرعي “درة البحرين” و”السيتي سنتر” حيث كبدتنا خسائر. وفي السعودية لدينا 5 محلات بين مدينتي جدة والرياض.

كنا نملك أكثر من 12 محلاً في قطر والإمارات والأردن ولبنان وعمان، ولكنني شخصيًّا ارتكبت خطأ، حيث سلمت الوكالة لمؤسسة واحدة لجميع الدول ولم أنتبه أنهم كانوا يهدفون لجعلي أضطر إلى بيع “مايا” لهم، وفي العام 2014 اتصلوا بي وأخبروني أنهم يريدون شراء العلامة التجارية وأجبتهم أنها ليست للبيع، لأن رؤيتنا ليست فقط أن تكون العلامة متواجدة في دول الخليج وإنما عالميًّا أيضًا كاسم وصناعة، ومؤسسوها وإداريوها بحرينيون ونريدها أن تكون مستقبلاً أول شركة تدرج كشركة مساهمة بحرينية بالكامل. وقلت لهم إذا كان يرغبون في الشراكة فمرحبًا بهم لأننا ننوي التوسع وقررنا الدخول للسوق الأوروبي وشرق آسيا، ولكنهم رفضوا وبدأوا يتلاعبون بجودة المنتجات حتى وصلتنا شكاوى كثيرة من الزبائن من سوء الخدمة وتغير الطعم في الأطباق، فعينا خبيرًا أميركيًّا للمعاينة والتقرير الذي صدر منه كان سيئًا جدًّا للأسف.

 

ما أبرز الدول التي يصدر لها “مايا ديليز”؟

- يصدر منتجاته إلى دول الخليج، كما نصدر إلى بريطانيا والدول الأوروبية والصين وكثير من المؤسسات يحبون الشوكولاته التي تتميز بطعم البهارات وأشهر الأنواع هي التمر الذي يأتي محشوًّا بالرنقينة أو المكسر ومغطى بالشوكولاته، كما هناك شوكولاته بطعم الهيل والزعفران والورد وأشهرها بنكهة الفلفل.

ومايا هي علامة تجارية مملوكة لشركة ذا ليفينغ كونسبتس؛ وهي أول علامة بحرينية لصناعة الشوكولاته الحرفية في البحرين، وتمتد خبرتها على مدى عقد من الزمن في صناعة الشوكولاته الفاخرة وفق المعايير العالمية. وقد أطلقت مايا مفهوم “مقهى الشوكولاته” الفريد في المملكة لأول مرة عام 2007، ومنذ ذلك الحين توسعت بفروعها في دول مجلس التعاون من خلال منح حقوق الامتياز التجاري والدخول في الشراكات المتميزة. وتنتج مايا في مصنعها المتطور بالبحرين أكثر من 25 طنًّا سنويًّا من منتجات شوكولاته التجزئة، ثم يتم شحنها طازجة إلى سائر فروع العلامة التجارية لضمان اتساق الجودة والمذاق. جميع منتجات مايا حلال، وتضم ملصقات توضح مكوناتها الغذائية وحائزة على شهادة الجودة العالمية المعتمدة.

 

كيف أثر الوالد والوالدة في حياتك؟

- هما سبب نجاحي هذا، كنت أكبر الأولاد والبنات ولكن لم يحسسني الوالدان في يوم من الأيام بفرق بيني وبين اخواني. كان والدي يريدني أن أحصل على العلامة الكاملة بالمدرسة دائمًا ويزعل عندما أنقص عن الدرجة الكاملة بعلامة واحدة، ويقول لي لا تقبلي على نفسك أقل من مئة بالمئة، حيث إنني أعرف أنك قادرة على الحصول عليها بالكامل وأكثر من ذلك ولو الشخص قبل بأي نجاح عادي سيكون قنوعًا،ولكن عليه أن يحقق الأكبر بطموحه الكبير. كان يأخذني إلى موقع العمل في يوم إجازتي الأسبوعية حيث كان يعمل مقاول بناء وخصوصًا عندما يكون لديه “صبية أو الفاونديشن” يأخذني معه من الخامسة صباحًا وحتى السادسة مساء، ويجعلني أشاهد العمال ويقول لي يجب أن تكوني معهم في أوقات العمل حتى لو كنت تملكين الشركة، إذ إن عدم مراقبة العمل وخلق ثقة للعمال بك يجعلهم غير مخلصين في العمل وأي عمل غير جيد يرجع في الأخير لك لأنك صاحبته. لم أكن أحب الذهاب معه وأتساءل “لماذا الوالد يفعل ذلك؟.” لكنني اليوم أقدر تلك المواقف، فاليوم أذهب للمصنع في السادسة صباحًا وألبس الزي الرسمي وأعمل مع الموظفين وأتعلم منهم وأشاركهم الأعمال.

أما الوالدة فوجودها معي ومع بناتي أعطاني حافزًا ولولا وجودها لم أستطع الاستمرار فأنا منفصلة من زوجي منذ 20 عامًا وابنتي الكبرى الآن أصبح عمرها 25 سنة. فأهلي سبب نجاحي فإخواني موجودون دائمًا مع بناتي فلم يشعرن يومًا بعدم وجود الأب إذ شاركهم إخواني جميع أفراحهن ومناسباتهن في المدرسة.

 

كم عدد بناتك؟

- أنا أم لابنتين روز ورونا.

 

هل أنت من محبي السفر؟

- كثيرًا، كما أن وظيفتي عندما كنت في بتلكو كثيرة الاجتماع مع شركات اتصالات عالمية وأيضًا العمل في قسم الاستثمار ببنك البحرين والكويت، حيث كنت أسافر مساء السبت إلى أبوظبي وبمنتصف الأسبوع أذهب إلى قطر وأرجع البحرين يوم الخميس. وشخصيًّا، أسافر كثيرًا آخرها مع والدتي وأختي وبناتي إلى الجبل الأخضر في عمان، كانت رحلة ممتعة غيرنا فيها الروتين اليومي، وعادة أحب الأماكن الهادئة للاستجمام، أما البلد الذي أحب السفر إليه دائمًا فبريطانيا وتحديدًا لندن.

 

كم كان أول راتب تقاضيتيه؟

- كان 400 دينار عندما كنت في “بتلكو” في العام 1989.

 

كيف تقضين يومك؟

- في الفترة الأخيرة بعد دخول الانتخابات تغير الوضع قليلاً، ولكن عادة ألبس الزي وأذهب إلى المصنع صباحًا ونباشر العمل، وهناك فريق يباشر أعمال أخرى في المكتب والمحل، ثم أذهب إلى المكتب وأجلس مع مسؤولي الحسابات والعمليات للوقوف على آخر المستجدات، واجتماعاتي أفضل عقدها خارج المكتب لتغيير الروتين حتى السادسة مساء.

 

ما الدافع لدخولك انتخابات الغرفة؟

- كنت أحاول الوصول لأحد الأعضاء في الغرفة لعرض مشاكل القطاع وكان الوصول لأحد المسؤولين صعب جدًّا. من أبرز المشاكل لنا ولجميع أصحاب مشاريع الوكالة مثل المشكلة التي حدثت لنا مع قطر، هناك تجاوزات تؤثر على سمعة العلامة التجارية ولا يوجد قانون يحميها، وأن العلامات التجارية الأجنبية لا يتجرأ أي شخص أن يتلاعب في منتجاتها وسمعتها، كنت أريد مساعدة أعضاء الغرفة للتحدث مع الجهات الرسمية المعنية ومخاطبة الغرفة التجارية ووزارات التجارة في دول الخليج وأن تكون هناك مادة موحدة تساعد جميع الشركات وتحفظ حقوقهم. المشاريع الصغيرة إذا دخلت الأسواق الخارجية وأسيء لها يدفع أصحابها المبالغ الكبيرة للمحامين لحفظ حقهم، فنحن دفعنا أكثر من 100 ألف دينار على هذا الموضوع، لهذا السبب دخلت انتخابات الغرفة حتى يكون لي دور لحماية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل نسبة كبيرة من مشاريع البحرين.