+A
A-

لأنك أهل المجد والجود - قصيدة -

قصيدة مهداة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة

 

فدىً لك أبياتي وروحي لك الفدا

لأنك أهل المجد والجود والندى

أتيتك أسعى حاملا لبّ أحرفي

بأبيات شعرٍ حاز في الناس سؤددا

وجئتك لا عيا ولا ذا لجاجةٍ

ولكن تخذت الشعر للخير موردا

ولا جزتُ بحر الشعر أسعى لغايةٍ

سوى أنّني  قد قلتُ شعرا ليخلدا

أنا الشعر عندي ومّضةً من بصيرةٍ

به يبصر القلب الذي غاب أوغدى

وقدْ تُبصر العينان شيئا و قدْ يرى

فؤاد الفتى ما لم تر العين مقصدا

ولم أتوانَ لحظةً عنْ قصيدةٍ

أتتني بليلٍ أو بصبحٍ لأنشدا

لذلك أحيانا ترى في قصائدي

حروفا تناغي في دُجى الليل فرقدا

أقول الذي عندي ولا أكتمنّهُ

مخافةَ أن أبقى بليلي مسهّدا

لأنّي إذا أحببْتُ شيئا أذعتُهُ

وصغتُ بِهِ من صادق الشعرعسجدا

أبى القلبُ إلا إن يغنّي مشاعرا

تسامتْ وشعرا بالأماني تورّدا

أقول لنفسي وهي ترنو لأحرفٍ

تسامَيْ فإنّ الخير يبقى ليُحمدا

إذا لم تكنْ صبّا ولا كنتَ عاشقا

فكن شاعرا يسعى إلى الخير والهدى

وكنْ شاعِرا مَهْما تناهتْ بهِ النوى

قريبا إذا ما قال قولا تأكّدا

وقلْ فِي أبي سلمانَ شعرا حروفُه

تليقُ بمنْ في الخير قدْ صارَ سيّدا

فتىً مذ تولّى الأمرَ أحيا بعزمهِ

وهمّتهِ صرحا من الحبِّ شُيّدا

وسارَ عَلى دربٍ من الخير لاحِبٍ

ينير بأنوار النُّهى ما تبلّدا

حكيم بصير واسع الأفق حازمٌ

يحيل صعاب الأمر دربا معبّدا

بحكمتهِ أمضى من الحزم صيقلا

لدى البأس في رأيٍ من الله سُدّدا

ويا طالما أبدى من العفو شيمةً

وكان قديرا أن يجازي من اعتدى

ولكنّه ما زال في كلّ موطنٍ

يقدّم فعل الخيرأصلا و مبتدا

وسار على اسم الله للخير قاصدا

ولم ير إلا الخير للناس منجدا

فأحيا بعزمٍ منه ما قدْ تبدّدا

ووحّد شملا بالرؤى قدْ تعدّدا

تمادى بفعل الخير منْ طيب عنصرٍ

وأسرف في جودٍ فما اجتاز أو عدى

له راحة كالبحر كانتْ ولم تزلْ

تفيض عطاءً ليس تشكو ترددا

يجود ابتداءً منهُ من غير سُؤلةٍ

ويكثر حتّى يقبضَ السائلُ اليدا

تعوّدَ إنْ يعطي جزيلا بكفِّهِ

وكلّ امرءٍ يعطي على ما تعوّدا

ولستُ أغالي فيه لكنّ خُلقهُ

وطيبته كالطيب يسري على المدى

نمته إلى العلياء عُليا أصوله

وأكرمْ بمنْ في الناس قد طاب محتدا

فلا غرو إن أنشدتُ درّا بمدحهِ

ووشّيْتُ أبياتي وشعري زَبَرْجَدا

وأنشدتُ مزهوّا حروفي بحبّهِ

وأطلقتُ من فخري بها ما تقّيدا

أحاول جهد الجهد كبْحا لأحرفي

لكي لا أغالي في مديحي وأنجدا

وحاشاه أن يرضى بسوءٍ لأنّهُ

أبٌ في جميل الخُلقِ والقولِ يُقتدى

جمال حروف الشعر ألّا يشينها

من الريْنِ إسفافٌ وقولٌ تجمّدا

وأجمل بيت قيل بيت حروفهُ

كنجمٍ سرى حبّا وبالنجمِ يُهتدى

يحلّق إبداعا ويزداد رفْعَةً

إذا كان للمعروف والخير مُنشدا

وجمّلتُ أبياتي بذكري محامدا

تجمّعن في منْ بالعُلا قد تقلّدا

ولولا معانٍ منهُ زيّنتُ أحرفي

بها لاضمحلّتْ وانطوى ذكرها سُدى

فمنْ حَمَدٍ أضْحَتْ حُروفي كَواكبا

على شمْسِهِ دارتْ فزادتْ توقّدا

ويا ربّ فاحفظه لنا في سلامةٍ

ووفقهُ يا رحمن للخير والهدى

ودمتَ لنا قلبا كبيرا يضمنّا

ودامتْ لنا البحرين حبّا مؤبّدا

 

محمد هادي الحلواجي