+A
A-

علي عبدالمجيد: فترة ناجحة مع الاتفاق السعودي وأمتلك عروضًا تدريبية للموسم المقبل

أنهى المدرب الوطني علي عبدالمجيد تجربته الاحترافية الثانية بنجاح كبير مع نادي الاتفاق السعودي في دوري المحترفين السعودي، وذلك بعد انضمامه منتصف الموسم الماضي 2017-2018 بصفته محللا فنيا للفريق الذي يقوده المدرب السعودي سعد الشهري.

3 أشهر ونصف الشهر قضاها علي عبدالمجيد رفقة النادي السعودي، وتمكن خلالها الفريق تحقيق قفزة نوعية وكبيرة بإنهائه الموسم محتلا المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري بعدما كان الفريق يحتل المركز 13 قبل مجيء الجهاز الفني الجديد.

علي عبدالمجيد من مواليد العام 1989، وحاصل على شهادة التدريب الآسيوية للمستوى A، بالإضافة إلى المستوى الرابع للبرنامج الوطني للمدربين، فيما يعد المدرب الوطني الأول الذي يحترف في الدوري السعودي للمحترفين، علما أنه خاض تجربة الاحتراف سابقا في دوري الدرجة الأولى السعودي.

المدرب الشاب لم يخف ما وجده من التفاف واسع وتشجيع ومؤازرة كبيرتين من جانب أهله نحو قبل التجربة الاحترافية الثانية، إضافة إلى التواصل المستمر مع نظرائه الوطنيين، شاكرا جميع من ساهم في ذلك وكان على تواصل معه.

“البلاد سبورت” التقى علي عبدالمجيد، وكان معه الحوار الآتي:

حدثنا في البداية عن بداية المفاوضات السعودية معك للانضمام إلى نادي الاتفاق.

واقعا المدرب السعودي سعد الشهري وبعد تسلمه مهام الإدارة الفنية للفريق بعد إقالة الجهاز الفني الذي سبق عمد إلى تشكيل جديد للجهاز، وقد خاطبني شخصيا مع انتهاء منافسات دورة كأس الخليج العربي “خليجي 23” التي أقيمت في الكويت، إذ استفسر عن إمكان الاستفادة من خدماتي بتواجدي محللا فنيا مع نادي الاتفاق فيما تبقى من الموسم 2017-2018.

بدوري، عرضت الموضوع على نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم للشؤون الفنية الشيخ خالد بن سلمان آل خليفة، والذي أبدى موافقة للأمر وتشجيعا من جانبه وعدم ممانعة رغم ارتباطي مع الاتحاد في الفترة المتبقية، خصوصا مع عدم وجود ارتباط للمنتخبات الوطنية بأي مشاركات قادمة في الفترة التي انتقلت خلالها إلى النادي السعودي.

وهل استشرت أحدا قبل قبول العرض السعودي؟

عادة ألجأ في بعض الأمور إلى الاستشارة، لكن العرض السعودي كان جديا ومن جانب الاتفاق وهو ناد كبير، علاوة على حماستي لخوض تجربة احترافية جديدة وبمهمة صعبة رفقة جهاز فني جديد جميعها أمور ساهمت في قبول العرض.

ما الدور الأساس الذي قمت به مع الجهاز الفني؟

الفريق أشرف على تدريبه المدرب سعد الشهري، وهو قاد منتخب السعودية في بطولة آسيا تحت 19 عاما التي استضافتها البحرين العام 2016، وتأهل معه إلى كأس العالم للشباب 2017، وأشرف على تدريبه في تلك البطولة أيضا، وأسند لي شخصيا مهمة تحليل الفريق والفرق الأخرى، وهي ذات المهمة التي كانت مسندة لي مع المنتخبات الوطنية، إضافة إلى تجربتي الاحترافية الأولى مع نادي النهضة السعودي.

واقعا، كنت أقضي وقتا طويلا في ذلك خلال المهمة مع نادي الاتفاق، فالتحليل الفني جزء رئيسي من عمل المدرب طوال الموسم، ويستعين به في أي وقت حسب رؤيته وخطته المعدة لكل فترة من فترات التدريب والتحضير والإعداد للمباريات.

وهل تعتقد أن تجربتك كانت ناجحة؟

بالتأكيد كانت تجربة ممتازة، خصوصا أنها تضيف الكثير على المستوى الفني. بعض الأحيان كنت أحضر قبل الحصص التدريبية بـ 8 ساعات للتحضير وإعداد متطلبات الجهاز الفني المتعلقة بعملي.

وهل التوجه كبير نحو التحليل الفني في الأندية السعودية بدوري المحترفين؟

نعم، وبشكل كبير ولافت، أغلب الأندية يتواجد فيها محللون فنيون، وبعضها يخصص أكثر من مدرب لهذه المهمة.

التحليل بات جزءا رئيسا من العمل الفني للأندية، وقد ساعد الفريق كثيرا، وأفتخر بأنني ساهمت في العمل المقدم خلال فترة الأشهر الثلاثة والنصف التي قضيتها مع نادي الاتفاق، والتي تمكنا من خلالها الصعود من المركز 13 إلى 4 مع نهاية الموسم، وهي خطوة كبيرة، وليست سهلة.

ما الذي يميز الدوري السعودي للمحترفين باعتقادك؟

الأجواء الحماسية سواء داخل الملاعب أو في المدرجات. تواجد 7 محترفين في صفوف الفرق (6 داخل أرضية الملعب)، وبلاعبين ذات قيمة فنية عالية جميعها أمور تزيد من قوة الدوري.

صحيح أن عدد المحترفين يؤثر على اللاعب السعودي بشكل أو بآخر، لكن يبقى الموضوع في النهاية متعلقا بالاحتراف، وهو الفاصل لتواجد اللاعب وإثبات إمكاناته وقدراته.

بعض الفرق تستعين بـ 6 محترفين، لكنها لا تشرك إلا 3 فقط على سبيل المثال؛ نظرا لعدم التوفيق في الاختيار، وهي أمور متباينة بين الفرق.

هل أضافت هذه التجربة لك شخصيا؟

نعم. شخصيا كنت أقضي 6 ساعات يوميا على الأقل في مهام عملي، وفي بعض الأيام يصل المعدل إلى 10 ساعات، وهو عائد إلى كونك محترفا متفرغا للعمل وتتعامل مع جهاز فني محترف وكذلك لاعبون محترفون.

هذا الاحتكاك يضيف للمدرب شخصيا الكثير على مستوى الخبرات، ولا يمكنك أن تنسى الإدارة الاحترافية التي تتعامل معها وسط أجواء احترافية تامة في النادي والمسابقات التي يشارك بها النادي.

أجواء المباريات الرائعة والحماسية هي إضافة بلاشك، وأستذكر في هذا المورد لقاء فريقنا مع الهلال ومع الاتحاد، واللذين شهدا حضورا جماهيريا امتلأت به مدرجات الملعب.

جميع هذه الأمور تسهم بشكل كبير في زرع ثقافة احترافية مشجعة على العمل ومساعدة للتطور وفق الظروف والمعطيات المختلفة التي تمر بها، ففي بعض الأحيان ولطول المسافات يضطر الفريق على سبيل المثال في الدوري السعودي قطع مسافة 6 ساعات برا لخوض مباراة، وهي جميعها بها الكثير من المكتسبات التي تتحقق سواء للاعبين أو الجهازين الفني والإداري في كيفية الانسجام والتعود مع قساوة الظروف والتكيف معها بشكل يهيئ الفريق للظهور بمستواه المعهود داخل الملعب، وتقديم كل ما لدينا.

الآن وبعد إنهاء تجربتك الثانية... ما طموحك للفترة المقبلة؟

لا أخفي عليك، نيتي الكبيرة في العودة إلى الملعب ضمن الجهاز الفني، خصوصا وأنني عملت قبل ذلك مع العديد من المدربين، كما أن عملي في التحليل الفني يساعدني على ذلك.

طموح التواجد في المنصة التدريبية بلاشك، وفيها سيكون التحليل جزءا من عملي أيضا.

وما الذي يحفزك لذلك؟

عملت قبل ذلك مع عدد من المدربين كما ذكرت سابقا، كالمدرب خليفة الزياني، إضافة إلى فترات تواجدي مع المنتخبات الوطنية بما فيها منتخبنا الأول في نهائيات كأس آسيا 2015 وخليجي 23، وأعتقد أنها مراحل استفدت منها جميعها دون استثناء، وهدفي الآن مواصلة تحقيق طموحاتي عبر التواجد ضمن الأجهزة الفنية التدريبية.

وهل تملك عروضا للموسم المقبل؟

نعم، تلقيت عددا من العروض المحلية والخارجية على مستوى المملكة العربية السعودية سواء في دوري المحترفين أو دوري الدرجة الأولى.. أنا الآن في قيد دراستها واختيار الوجهة الأفضل بعد الدراسة بتأن وتفكير كبير لما يتماشى مع طموحاتي ويحقق الأهداف التي يضعها أي مدرب له شخصيا.

كونك عايشت الدوري السعودي بدرجتيه المحترفين والأولى.. ما الذي يميز المنافسات السعودية؟

تواجد مدربين على مستوى فني وفكر عال، إضافة إلى محترفين بقيمة كبيرة وأداء مميز، وتحليل هذه الأفكار والرؤى والمستويات من أسبوع لآخر هو أمر ممتع بلاشك.

هذه الأمور تميز الدوري السعودي عن غيره، وتؤكد أنه الأفضل عربيا.

شخصيا، أرى في الدوري الاعتماد بشكل كبير على السرعة والمهارات الفردية.

وهل اللاعب البحريني قادر على الاحتراف هناك؟

بالتأكيد، لدينا المواهب المختلفة والإمكانات المميزة، وهذه رسالة أوجهها للأندية السعودية ووكلائها في ضرورة الالتفات إلى اللاعب البحريني؛ كونه لا يقل عن غيره، فهناك محترفون بدوري المحترفين السعودي مستواهم أقل بكثير من اللاعب البحريني.

أتمنى أن تكون الأنظار موجهة للاعب البحريني خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن كأس آسيا 2018 سيكون فرصة مناسبة لذلك.

كما أمني النفس في ضرورة اهتمام اللاعب البحريني بالمباريات التي يخوضها على المستوى الدولي بما يكفل ظهور المنتخب بأفضل صورة وصعوده على مستوى التصنيف الدولي؛ لما له من دور كبير في عملية الاحتراف، فالتوجه للموسم بعد القادم في السعودية نحو استقطاب المحترفين من الدول حتى التصنيف 100 على المستوى الدولي.