+A
A-

أعضاء الفيفا يحددون هوية مستضيف مونديال 2026 اليوم

انضم المنتخب الألماني حامل اللقب الثلاثاء إلى الواصلين لروسيا للمشاركة في كأس العالم في كرة القدم 2018 التي تنطلق غدًا الخميس، غداة توجيه المنتخب البلجيكي رسالة قوية لمنافسيه بأداء هجومي مميز في آخر لقاء استعدادي للنهائيات.

كما وصل الثلاثاء إلى روسيا منتخب انكلترا، قبل يومين من افتتاح النسخة الـ21 الخميس بلقاء روسيا المضيفة والسعودية ضمن المجموعة الأولى.

وقبل انطلاق السباق المحموم على بطاقتي التأهل عن كل من المجموعات الثماني، سيكون على الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أن يختاروا الأربعاء هوية البلد الذي سيستضيف نهائيات 2026 حيث يتنافس المغرب مع الملف الثلاثي الأميركي-المكسيكي-الكندي.

ويتطلع المنتخب الألماني الذي توج باللقب العالمي قبل 4 أعوام على حساب الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي، للحاق بالبرازيل ورفع رصيده إلى 5 ألقاب، في مهمة لن تكون سهلة لاسيما إذا قدم لاعبو المدرب يواكيم لوف المستوى نفسه الذي ظهروا به في مبارياتهم الاستعدادية.

وعجز “مانشافت” عن تحقيق الفوز في خمس مباريات متتالية قبل أن يعاني الجمعة في ليفركوزن لتخطي السعودية 2 - 1. لكن الألمان الذين استعادوا خدمات حارسهم مانويل نوير في الوقت المناسب، يعرفون بقدرتهم على التعامل مع الأحداث الكبيرة وأبرز دليل وصولهم أقله الى نصف النهائي في النسخ الأربع الأخيرة.

ويفتتح أبطال العالم مشوارهم في المجموعة السادسة ضد المكسيك الأحد على ملعب “لوجنيكي” في موسكو، قبل مواجهة السويد وكوريا الجنوبية في 23 و27 الحالي تواليا.

ويعكس مدير المنتخب أوليفر بيرهوف مقاربة الألمان للبطولات الكبرى، مشددًا بأن “مانشافت” يأتي إلى روسيا “للفوز بالبطولة”، وهو أمر لم يحقق أي منتخب لنسختين على التوالي منذ البرازيل عامي 1958 و1962.

ويحل الثلاثاء في روسيا المنتخب الإنكليزي الذي لم يدخل على الورق في حسابات المرشحين للفوز باللقب، لكن ثالث أصغر تشكيلة تشارك في النهائيات في تاريخ “الأسود الثلاثة” تضم في صفوفها لاعبين مميزين مثل قائد المنتخب هاري كين وديلي آلي ورحيم ستيرلينغ.

ولخص آلي طموحات أبطال 1966 بالقول “نملك فريقًا شابًّا، متعطشا يريد تحقق العظمة. نريد أن نجمع البلاد معا وتحقيق شيء رائع”.

من جهته، قال كين “نحن فخورون بأننا هنا، سنعمل بجهد وطاقة (...) لدينا العديد من القدرات الهجومية القادرة على التسبب بضرر” للمنافسين.

وتشكل بلجيكا التهديد الأكبر للإنكليز في المجموعة الثامنة التي تضم تونس وبنما، وقد أظهر “الشياطين الحمر” ذلك الإثنين عندما أنهوا استعداداتهم للنهائيات بفوز كبير على رفيق المونديال المنتخب الكوستاريكي 4 - 1 بفضل ثنائية لمهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي روميلو لوكاكو.

وكانت النقطة السلبية الوحيدة في مباراة الإثنين إصابة صانع ألعاب تشلسي الإنكليزي ادين هازار وخروجه قبل 20 دقيقة على النهاية.

وستكون موسكو على موعد منتظر عشية صافرة انطلاق النسخة الـ21 من النهائيات العالمية، لأن أعضاء “فيفا” سيقررون اليوم الأربعاء هوية البلد الذي يستضيف مونديال 2026 الذي يشارك فيه 48 منتخبا للمرة الأولى.

وحافظ المغرب على مكانه في السباق نحو استضافة البطولة بعد مصادقة لجنة التقييم التابعة لفيفا على ملف ترشيحه المنافس للملف المشترك.

وتشارك في عملية اختيار البلد المضيف الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي. ومن أصل 211 عضوًا، يحق لـ 207 أعضاء التصويت، هم كل الدول المنضوية ضمن الفيفا باستثناء الدول الأربعة المرشحة. وهي المرة الأولى التي يحق فيها لكل الدول الأعضاء التصويت، بعدما كان الأمر يقتصر الأمر على أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.

وفي التقرير المختصر الذي نشره “فيفا”، حددت لجنة التقييم أربعة مجالات عامة لـ “تقييم المخاطر”، هي: مجال المكونات التقنية، مجال الالتزام والقانون، مجال الأمن والطب والأمور المرتبطة بالحدث، ومجال الاستدامة وحقوق الإنسان وحماية البيئة. وقسم كل مجال إلى فئات فرعية.

وبحسب هذا التقييم، سجلت اللجنة وجود “مخاطر مرتفعة” في الملف المغربي، في فئتي “الملاعب”، و”الإقامة والنقل”. في المقابل، لم تسجل أي “مخاطر مرتفعة” في ملف الترشيح المشترك الذي يواجه خطر أن يكون التصويت له من عدمه متأثرا بالمواقف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

لكن رئيس الملف المشترك كارلوس كورديرو شدد الإثنين مرة أخرى على ضرورة “التصويت لنا وليس لترامب”، مضيفا “نؤمن حقا بأن القرار سيتخذ استنادا إلى من يستحقه... نحن نتحدث عن كرة القدم... ما هو الأفضل لكرة القدم ومجتمعنا الكروي”.

وعلى صعيد المقارنة في التنقيط، نالت الملاعب في الملف المغربي علامة 2,7 من أصل 5، مقابل 4,0 للملف المشترك.

وأوردت لجنة التقييم في ملاحظاتها أن “الملف المغربي مقدم بشكل جيد وقوي لجهة الالتزام الحكومي، إلا أنه يحتاج إلى أن يبني بشكل جديد معظم البنى التحتية المرتبطة بالبطولة والبنى التحتية الأوسع. الملف المشترك في المقابل، يتمتع بمستويات واعدة من البنى التحتية القائمة والعملية”.

وتفيد التقارير الصحافية ان رئيس فيفا السويسري جاني انفانتينو يميل الى تأييد ملف الترشيح الثلاثي المشترك، المدعوم بقوة أيضا من ترامب، في حين يعول المغرب على دعم أطراف عدة أبرزها أعضاء الاتحاد الافريقي للعبة، إضافة إلى دول أوروبية أبرزها فرنسا.

وتقدم المغرب بترشيحه لاستضافة المونديال للمرة الخامسة، وهو يأمل في أن يكون ثاني بلد افريقي ينظم العرس العالمي بعد جنوب افريقيا 2010.

وبالنسبة للنسخة الحالية التي شابتها تهم الفساد والرشى في اطار الفضائح التي هزت “فيفا” منذ 2015، يحل العالم في روسيا وسط أجواء متشنجة بين البلد المضيف والغرب، لاسيما بريطانيا على خلفية اتهام موسكو بالوقوف خلف تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته، وما تلاها من تبادل في طرد الدبلوماسيين.

لكن ما يهم العالم الكروي هو ما يجري على أرضية الملعب، وستكون أنظار الملايين شاخصة الخميس إلى ملعب “لوجنيكي” في موسكو الذي يحتضن المباراة الافتتاحية، وأيضًا المباراة النهائية في 15 يوليو.