+A
A-

سمو محافظ الجنوبية: مشاركة كل القطاعات للحفاظ على الواجهة الحضارية وتطويرها

دشن محافظ الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة صباح أمس، ورشة تطوير المكتسبات التاريخية في المحافظة الجنوبية، بحضور كل من وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، وزير الإعلام علي الرميحي، وزير العمل والشؤون الاجتماعية جميل حميدان، وزير شؤون الشباب والرياضة هشام الجودر، وعدد من المسؤولين بالمحافظة والمجلس البلدي والجهات المختصة الأخرى.

 

تنمية متسارعة

ورحب سمو محافظ الجنوبية بالحضور، قبل أن يلقي كلمة قال فيها “يسعدنا أن نجتمع اليوم، لتدشين ورشة عمل خدمية تحت عنوان (التنمية الخدمية بالمحافظة الجنوبية)، بمشاركة الجهات الحكومية والخاصة، ولا يخفي عليكم أن هذه الورش تسعى للبحث عن آليات الشراكة الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص؛ لتنفيذ المبادرات والفرص التنموية والخدمية، وتذليل العوائق، وتقديم التسهيلات والدعم اللازم بخطط المشاركة في التطوير، من الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والبيئية كافة”.

وأضاف سموه “ستعمل هذه الورش على تعزيز مشاركة القطاعات كافة للحفاظ على الواجهة الحضارية، من خلال العمل التنموي والخدمي فيما يتناسب واحتياجات الأهالي والمواطنين، في مختلف مناطق المحافظة، والسعي لتطويرها والمحافظة عليها، إضافة لإسهامها بتطبيق الرؤى والخطط المستقبلية للمحافظة الجنوبية، بما يتناسب مع توجيهات القيادة الرشيدة”.

وأكمل قائلًا “سنقدم بورشتنا الأولى محورا مهما تحت عنوان (تطوير المكتسبات التاريخية في المحافظة الجنوبية)؛ نظرًا للأهمية التاريخية والثقافية التي تحظى بها المنطقة، وحفاظًا على الموروث الشعبي، والإرث الثقافي والاجتماعي”.

وتابع “نذكر حضورنا بأن جدول هذه الورش سيستمر من شهر أغسطس المقبل بإذن الله، ويتضمن 6 ورش ذات محاور رئيسة متعلقة بالمستوى الاجتماعي والأمني والبيئي والحضاري، آملين تعاونكم المثمر لتقديم الحلول قريبة المدى، أو بعيدة المدى، على أفضل المستويات الخدمية”.

بعدها تم تقديم مادة فيلمية خاصة بتاريخ المحافظة الجنوبية، تخللتها مشاهدات مهمة عن الإرثين الثقافي والحضاري للمحافظة، وأهم المحطات السياحية والتراثية بها.

في السياق، استعرض سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة عرضًا خاصًا للحضور عن أهم التحديات المتعلقة بالجانبين التاريخي والثقافي لمنطقة الرفاع والمحافظة ككل، بعنوان “ورشة تطوير المكتسبات التاريخية في المحافظة الجنوبية”.

 

عين وحديقة أم غويفة

وتطرق سموه لحديقة أم غويفة قائلًا “بها عين تاريخية، تم حفرها من قبل المغفور له الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح، منذ ما يقارب 200 عام تقريبًا، أي أنها تعود إلى العام 1825 تقريبًا، وتم استخدامها من قبل أهالي الرفاع حتى ستينات القرن الماضي”.

وزاد سموه “لاشك أننا وحين نرى حال العين اليوم، فهي لا توحي بأن هناك عينا من الأصل، ولا أعتقد أن أيا من أهالي الرفاع أو غيرهم حين يرون هذه الموقع التاريخي يتصورون حجم ومكانة هذا الموقع، أو أن به ماء، علمًا أن العين لم تنشف حتى اللحظة، بفضل من الله عز وجل”.

وأردف سموه “حسب علمي من بلدية الجنوبية، فإنهم يستعملون مياه العين لسقي الزراعة بشارع الشيخ سلمان، ولكننا نأمل أن تكون هذه العين العريقة وجهة سياحية وتراثية وثقافية، وهو أمر نهتم به كثيرًا”.

وتابع “نأمل تنفيذ الحلول المؤقتة وبعيدة المدى لتطوير حال العين، منها وضع بوابة وحارس لها، ووضع كاميرات أمنية، وتكثيف الدوريات، وزيادة الإنارة في الموقع، ووضع لوحة تعريفية عن تاريخ العين والشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح، وأيضا معالجة مياه العين عن طريق أجهزة الترشيح والتبريد؛ للاستفادة منه كماء سبيل”.

وفيما يتعلق بالحلول بعيدة المدى، قال سموه “نأمل إعادة إنشاء العين؛ لتكون مقصدا سياحيا وتراثيا، وأن يعاد تصميم الحديقة، وجعلها مقصدا سياحيا تراثيا للجميع”.

وقال “أهل الرفاع كانوا يشربون جميعًا من عين (أم غويفة)، وهي بذلك أمر نادر وثمين، يجب المحافظة عليه، وما يهمني أيضًا هو مبنى العين نفسه الذي بني بشكل متواضع باجتهاد من البلدية، لكنه يجب أن يطور بالشكل اللائق والصحيح، وأن يرمم؛ ليعكس الصورة الحقيقة التي تناسب تاريخنا المشرف والكبير”.

 

حديقة بوكوارة

كما تطرق سموه للحديث عن حديقة بوكوارة، التي تحتضن ضريح الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، بقوله “هو حاكم من حكام البحرين، استشهد مع ابنه ورجاله، بمعركة هي آخر معركة بتاريخ مملكة البحرين، سنة 1869، فداء للبحرين ولأهلها”.

وتابع “القبر حاليًا بوضع سيئ جدًا، وفي الليل يكون الظلام دامسا، مع غياب الإضاءة والحراسة، علمًا أن هذا الموقع يعد من أهم المواقع التاريخية في المملكة عموما، وفي المحافظة خصوصا”.

وعن المقترحات قريبة المدى، قال سموه “سد الثغرات وترميم القبر، وضع الشاهد على القبور، تسوير القبرين للحفاظ عليهما، وضع لوحة لدعاء الميت، إعادة صباغة الحديقة، زيادة الإنارة بالحديقة، وضع كاميرات أمنية في الحديقة، توفير حارس للحديقة”.

وعن المقترحات بعيدة المدى، أكد سموه “تنفيذا لمبادرة المحافظة الجنوبية (الجنوبية عز وتاريخ)، وبتوجيهات سديدة من لدن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والدعم المستمر من نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، بادرت المحافظة الجنوبية بإعداد تصاميم مبدئية لإنشاء مركز ثقافي تاريخي، يحمل اسم الشهيد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة؛ تلبية لحاجة المحافظة الجنوبية لمثل هذه المراكز المهمة”.

حديقة الحنينية

وفي حديث لسموه عن حديقة وعين الحنينية، قال “عين الحنينية من المحطات الفارقة والمهمة بتاريخ البحرين، وكان الناس يشدون الرحال لها من كل مناطق البحرين؛ لعذوبتها، ولقد أمر بحفرها المغفور له الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، حاكم البحرين آنذاك، وأوقف عليها نخلًا لتعميرها، وجعلها سبيلا لعامة الناس”. وواصل سمو الشيخ خليفة بن علي القول “كان يضرب بها المثل بالنقاء والصفاء والعذوبة، وسميت بالحنينية - والله أعلم - نسبة للحنيني، والذي يرمز لحلاوة الماء، وعذوبته، فلذلك فإن عين الحنينية تعتبر كنزا من كنوز البحرين الطبيعية، ولذا فنحن مهتمون بهذا الأمر بشكل كبير، وهو ملف تشرف عليه حاليًا وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وباهتمام يشكر منهم، ومن بلدية الجنوبية، والمجلس البلدي على حد سواء، ونحن نحث على أن تكون وجهة ومقصدا سياحيا”.

ودعا سموه لإعادة ترميم العين، وبصرح واضح يكون ملاحظا بالعين لكل الزوار والمارة، أسوة بعين عذاري وغيرها، بقوله “هذا تاريخ ويتوجب المفاخرة به، والمحافظة عليه”.

وعن المقترحات قريبة المدى لعين وحديقة الحنينية قال سموه “من الأهمية أن يتم إعادة صباغة الحديقة ومرافقها، ترميم العين والسور المحيط بها، زيادة الإضاءة، ووضع كاميرات أمنية في الحديقة”.

أما المقترحات البعيدة المدى، فقال سموه “إعداد التصاميم النهائية بناء على محضر اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة”.

 

قبر الشيخ محمد بن أحمد

بالسياق، أشار سمو محافظ الجنوبية إلى ضرورة النظر بحال قبر الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة بالرفاع الشرقي، وهو قبر تاريخي لشخصية مهمة من العائلة الحاكمة الكريمة، بقوله “الحال المهمل للقبر الحالي، لهو سيئ وغير مرضٍ، والقبر هو لجد الشيخة موزة (رحمة الله عليها)، والدة الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، ووالدة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولقد استشهد دفاعًا عن البحرين وهو على فرسه، ولا يشير حال القبر الحالي لأي من مكانة صاحب القبر، ناهيكم عن أنه تم الاعتداء على القبر، وكتابة بعض العبارات عليه”.

ويردف سموه “انزعجت كثيرًا حين رأيت حال القبر، وقارنت حينها كيف تهتم الدول المتحضرة بالمحافظة الشديدة على المواقع والمعالم التاريخية، وحمايتها وإبرازها”.

وتابع سموه “تم إعداد مقترحات قريبة المدى للتنفيذ، وهي إعادة صباغة القبر والمرافق المحيطة به، تسوير القبر لمنع الدخول إليه، وضع لوحة لدعاء الميت قريبا من المقبرة، وضع الشاهد للقبر، توزيع مصاحف القرآن الكريم في ثوابه، وإنشاء ماء سبيل في ثوابه”.

 

عين حفيرة

كما تطرق سموه للحديث إلى عين حفيرة، بقوله “عين عريقة وندعو لإبرازها والمحافظة عليها أسوة ببقية المناطق التاريخية الأخرى بالمحافظة الجنوبية، مع ذكر الأشخاص الذين قاموا بحفر هذه العين خدمة لبلدهم، والمحافظة على منجزاتهم، خصوصًا أن الكثير من أهالي منطقة جو حثوا مرارًا على حماية العين، والمحافظة عليها”.

وأكمل سموه “هناك مقترحات لتطوير العين، بحيث يتم تسوير المكان للحفاظ عليه، ووضع علامة تدل على اسم العين، ورصف طريق مؤدية إلى موقع العين”.

 

بئر الشيوخ

كما أشار سموه أيضًا إلى بئر الشيوخ بمنطقة جو، واصفًا إياها بالعريقة، ومضيفا “هناك مقترحات مهمة لتطوير البئر بحيث يتم إعادة إنشائها بالطابع البحريني القديم، تسويرها للحفاظ عليها، ووضع لوحة تعريفية بها وتاريخها”.

 

المراقيب بمدينة عيسى

وبحديث عن منطقة المراقيب بمدينة عيسى قال سمو المحافظ “تقع المراقيب بمدينة عيسى، وقد اندثر اسمها بالوقت الحالي، علمًا أن المراقيب كانت تستخدم بالسابق كمصيف، ولقد وصمت بهذا الاسم لارتفاع المنطقة، ولدينا اهتمام بأن يكون هذا الجزء من التاريخ موجود في الذاكرة الوطنية، ونهتم بأن يكون هنالك شارع باسم المراقيب”.

 

مدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنين

وأبدى سمو محافظ الجنوبية اعتزازه وافتخاره بدخول التعليم النظامي للرفاع في منتصف أربعينات القرن المنصرم، وقال “يظن الكثيرون بأن التعليم حينها لم يصل إلا للمنامة والمناطق القريبة منها فقط، وهو أمر يخالف الحقيقة، ووصول التعليم والكهرباء والماء لمعظم المناطق دلالة على النهضة الاستثنائية وعراقة النظام الخدمي لمملكة البحرين حينها”.

وأكمل سموه “مدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنين صرح تعليمي يجب الحفاظ عليه، خصوصًا أن جلالة الملك درس بهذه المدرسة، ويكفي شرفا لمدينة الرفاع أن جلالته ولد وترعرع ودرس بها”.

وأضاف “يجب أن يتم - وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم - ذكر هذه المعلومة، منها تأهيل جزء من المدرسة كمعرض لإبراز الشخصيات التي درست فيها، وإبراز الطاقم التعليمي السابق الذي ساهم في إنشاء الأجيال، وترميم المدرسة وإبراز الطابع البحريني، لإعطائها مكانتها العريقة في المسيرة التعليمية”.

 

مدرسة الرفاع الشرقي للبنين

وأشار سموه إلى أن هناك الكثير من المناشدات من أهالي الجنوبية، بإنقاذ مدرسة الرفاع الشرقي القديمة والعريقة، من الانهيار، والعمل على ترميمها وتجديدها، والحفاظ على تاريخها.

ويزيد سموه “وعليه فإن هناك خطة عمل لإبراز المسيرة التعليمية في الرفاع، من خلال معرض للصور القديمة، للتعليم في هذه المدرسة، ومدارس المحافظة الجنوبية عموما، وكذلك ترميم المدرسة وإبراز الطابع البحريني القديم؛ لإعطائها مكانتها العريقة في المسيرة التعليمية”.