+A
A-

دي بروين: قدمنا كل ما لدينا

“إنها كرة القدم.” عبارة تردّدت على كل لسان في معسكر الشياطين الحمر بُعيد صافرة النهاية التي أعلنت توقف أحلام بلجيكا في كأس العالم روسيا 2018 FIFA مساء الثلاثاء في سانت بطرسبرج، حيث بدا أن الأمر يتعلق بآلية دفاع نفسي لتجنب الوقوع في الحزن العميق والإحباط اللامتناهي، بعد الهزيمة القاسية على يد فرنسا في نصف النهائي (1-0).

صحيح أن الديوك كانوا في مستوى الحدث وفازوا بجدارة واستحقاق، لكن الشياطين الحمر يرون الأمور من منظور آخر رُغم أنهم تقبلوا الهزيمة بكل روح رياضية، حيث قال كيفين دي بروين معلقاً: “كانت المباراة متكافئة إلى أقصى حد ممكن: 50/‏50، كنا نعرف أن الأمر سيُحسم بتفاصيل وجزئيات صغيرة. وبالفعل، فإن ركنية واحدة هي التي أحدثت الفارق”، في إشارة إلى هدف صامويل أومتيتي من ضربة رأسية مطلع الشوط الثاني.

في المقابل، هناك إحصائيات أخرى يمكن على ضوئها قراءة نتيجة موقعة الجارين: ذلك أن البلجيكيين تبادلوا فيما بينهم ما لا يقل عن 594 تمريرة (91 % منها كانت ناجحة) مقابل 345 للفرنسيين، بينما استحوذ الشياطين الحمر على الكرة بنسبة قاربت 64 %، لكنهم مع ذلك لم يسدّدوا على المرمى إلا في 3 مناسبات فقط.

لكن بالنسبة لأفضل خط أمامي في كأس العالم FIFA، لعلّ هذا العقم الهجومي جاء في أسوأ لحظة على الإطلاق من هذه النهائيات، حيث وجد دي بروين ولوكاكو والشاذلي وفيلايني أمامهم جداراً فرنسياً محصّناً بشكل جيد. وقال لاعب الوسط البلجيكي في حديث مع FIFA “لقد جرّبنا كل شيء لاختراق هذا الدفاع، لكن الأمور لم تسر اليوم وفق ما كنا نتوقعه. إنها سُنة كرة القدم ويجب على المرء أن يتقبل هذا الواقع عندما يشعر بأنه قد أنجز واجبه على الوجه الأمثل.”

وبما أن معظم لاعبي كتيبة الشياطين الحمر على وشك إكمال العقد الثالث من العمر، فقد عرف نجوم كتيبة روبرتو مارتينيز كيفية التوفيق بين الموهبة والخبرة خلال أهم مباراة في حياتهم. وأوضح دي بروين قائلاً: “لقد فعلنا ما كان يتعيّن علينا القيام به، وأنا فخور بالمستوى الذي قدّمناه في هذه المباراة والأداء الذي ظهرنا به في كأس العالم. ربما لعبت فرنسا بخطة دفاعية، ولكن جمالية كرة القدم تتجلّى في القدرة على اختيار كل فريق طريقة اللعب التي تناسبه. إنني أحترم ذلك.”

كما تتجلّى الخبرة البلجيكية في قُدرة الشياطين الحمر على تقبل الهزيمة بكل روح رياضية، وهو ما أوضحه صاحب القميص رقم 7 بالقول “يجب أن نركّز على الجوانب الإيجابية عندما يسود الشعور بأننا قدّمنا كل شيء.” تماماً كما كان الحال ضد البرازيل قبل 4 أيام، عندما مالت كفة الحظ لجانبهم.