+A
A-

احتفالات “مجنونة” في باريس

احتفل عشرات الآلاف من الفرنسيين في شوارع العاصمة باريس والمدن الفرنسية ليل الثلاثاء، ببلوغ منتخب بلادهم لكرة القدم المباراة النهائية لكأس العالم 2018، في مشاهد أعادت التذكير باحتفالات التتويج باللقب العالمي قبل 20 عاما.وفازت فرنسا على بلجيكا 1 - 0 في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، لتبلغ المباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخها، بعد مونديال 1998 على أرضها عندما أحرزت لقبها العالمي الوحيد حتى الآن، ومونديال 2006 عندما خسرت أمام إيطاليا.

واحتشد نحو 20 ألف شخص خارج مقر بلدية باريس “أوتيل دو فيل” لمتابعة تفوق فريق المدرب ديدييه ديشان، قائد المنتخب المتوج باللقب العالمي في 12 يوليو 1998. وبعد انطلاق صافرة النهاية للمباراة، عمت الاحتفالات في مناطق مختلفة من العاصمة الفرنسية، لاسيما جادة الشانزيليزيه الشهيرة التي غصت بعشرات الآلاف الذين أنشدوا النشيد الوطني “لا مارسييز” وأطلقوا العنان لأبواق السيارات والألعاب النارية.

وخارج “أوتيل دو فيل” الذي غصت باحاته بالمشجعين الى درجة دفعت العديد منهم لتسلق الأشجار لمتابعة المباراة عبر شاشة عملاقة، عمت مظاهر الفرحة بعد هدف المدافع صامويل أومتيتي في الدقيقة 51 من المباراة، والذي كان كافيا لتأهيل المنتخب. وتبادل المشجعون العناق والقبل على وقع الهتافات الحماسية.

وصرخت الطالبتان آليا وساشا بصوت مرتفع “عاشت فرنسا، عاشت الجمهورية (...) نحن فخورتان بأننا فرنسيتان!”.

وتوقفت حركة السير في العاصمة بعد المباراة، في ظل انتشار 1200 رجل أمن لضمان سلامة المشجعين في المدينة التي شهدت سلسلة من الاعتداءات في الأعوام الماضية، أبرزها في نوفمبر 2015.

وقارن العديد من المشجعين بين مشاهد ليل الثلاثاء، ومشاهد الاحتفالات الصاخبة في مختلف أنحاء فرنسا بعد التتويج بلقب 1998. وقال سيباستيان لوكالة فرانس برس “كنت في الثامنة عشرة من العمر في 1998، وكانت إحدى أجمل الأمسيات في حياتي. سنكرر ذلك الأحد”، في اشارة الى موعد المباراة النهائية.

وأضاف “هذا الفريق (التشكيلة الفرنسية الحالية) رائع!”.

وقال رجل في الثلاثينات من العمر متوجها لعدد من أصدقائه “نحن أبطال العالم”، ليرد عليه آخر “كف عن ذلك، ستجلب لنا الحظ السيئ!”.

وعلى هامش الاحتفالات في الشوارع، لوح العديد من الفرنسيين بعلم بلادهم (الأزرق والأبيض والأحمر) من الشرفات، بينما ارتدى العديد من الأطفال القميص الأزرق لمنتخب “الديوك”.

وقال تييري بيرييه (45 عاما) الذي كان برفقة ابنته البالغة من العمر 8 أعوام “الأمر مذهل! (...) كنا نحتاج الى هذا في فرنسا، نستحق ذلك. لدينا أفضل اللاعبين وبالنسبة الى معنويات الفرنسيين، الفوز بكأس العالم سيكون أفضل هدية على الاطلاق”.

أما ليا (17 عاما) التي لم تكن قد ولدت لدى تتويج المنتخب بلقبه في كأس العالم بفوزه على البرازيل 3 - 0 قبل 20 عاما، فقالت لفرانس برس “ما حصل كان جميلا جدا. الآن سنتخبر العام 1998 الخاص بنا”.