+A
A-

رأي و رؤية : حكاية نجاح من مطبخ المنزل

تقول منال عبدالسلام محمد، صاحبة مشروع “طباخ البيت” إنها تعشق الطبخ منذ الطفولة، وتتلذذ بإعداد الموائد والوجبات، خصوصا البحرينية الشعبية، لكنها لم تفكر يوما بتحويل حبها هذا إلى مهنة ومصدر رزق. بعد تخرجها من الجامعة، حاولت منال البحث عن عمل، لكن دون جدوى، فبدأت تلهي نفسها وتملأ وقتها بمساعدة والدتها بأعمال المنزل إلى أن أوكلت إليها مسؤولية الطبيخ بشكل رسمي.

وتضيف “أعشق الأكل الشعبي البحريني وأتقنه، (...) أحاول كثيرا إضافة بعض اللمسات عليه، لكن مع ضرورة الحفاظ على النكهة التي تعودنا عليها من أيدي أمهاتنا وجداتنا”.

كانت البداية بشهر رمضان المبارك، والمكان في مطبخ صغير بمنزل الأهل، لكن “الصدفة” هي التي فتحت لها باب الانطلاق نحو إعداد وتجهيز “الطبيخ البحريني” بحسب الطلب.

وتؤكد منال أن الصدفة هي التي ساقتها إلى إطلاق المشروع، الذي تعده مازال وليدا، فهي تتعامل مع عدد قليل من الزبائن، لكنه مرضي لها خصوصا أنها انطلقت منذ شهر رمضان فقط أي، شهرين تقريبا.

وعن تفاصيل الحكاية تقول “أرسلت طبق مجبوس روبيان إلى خالتي التي كانت تحتفل بعودة ابنتها من رحلة علاج، وأقامت مأدبة عشاء لجاراتها وصديقاتها بهذه المناسبة”.

أكلت المدعوات الطعام، وجذبهن طبق المجبوس وأشدن به، قالت إحداهن “مجبوسك لذيذ يا أم فهد”، فقالت خالتي أنه من صنع بنت أختي، فأخذت الضيفة تلفوني وكلمتني وطلبت مني إعداد نفس الطبق لتقدمة لضيوفها في مناسبة خاصة.

قلت لها بأنني لا أعمل بهذا المجال، وإنما كان الطبق لخالتي كمشاركة في حفلها، فأصرت، (...) خجلت منها ووافقت على طلبها.

وتابعت منال “وبالفعل أعددت الطبخ وجاء ابنها وأخذه من بيتنا ورفضت أخذ المال مقابله، لتأتي بعدها المفاجئة، حيث انهالت الاتصالات من ضيفات هذه المرأة يطلبن مني إعداد نفس الطبخ لهن”.

تشاورت مع والدتي، وأخي، فشجعاني، وقالا “لمَ لا؟”، فالعمل نظيف وشريف، وخصوصا أنك لن تخرجي من البيت، وهي مسألة مهمة جدا بالنسبة لي، فأنا فتاة منقبة ويصعب عليَّ العمل في أماكن مفتوحة وفيها اختلاط، ومن هنا بدأت حكاية المشروع.

- لكن كيف تديرين عملك حاليا؟

العمل يسير بسلاسة ومن دون جهد، فأنا صرت معروفة على مستوى الفريج، والأقارب والأصدقاء، والعمل والاتفاق يتم من خلال الهاتف، وما على الزبون سوى إبلاغي بعدد الأشخاص وأنا أتكفل بكل شيء عدا التوصيل.

يساعدني أخي بشراء المواد وأنا أقوم بإعداد كل شيء ويبقى على الخادمة التنظيف وتجهيز الأواني فقط.

- هل تفكرين بتطوير المشروع؟

بصراحة لا أفكر كثيرا بتوسيع العمل أو الخروج من المنزل، فأنا مرتاحة على هذا الشكل، الوقت لا يسمح والمكان لا يحتمل زيادة الطلبات، (...) الفكرة مجرد هواية، فأنا أحب الطبخ وأحاول إتقانه خصوصا الأكل الشعبي.

- هل تستفيدين من خبرات الأهل؟

بالطبع، فأمي معلمتي الأولى، وهي صديقتي وأقرب الناس لي، وهي سيدة طبخ من الطراز الأول، فقد ورثت ذلك عن جدتي (والدتها)، لكنني طورت بعض التفاصيل وأضفت لمساتي الخاصة.

ومن الطبخات التي تفضلها وتعتقد بأنها تتقنها تقول منال، مجبوس السمك ومجبوس الروبيان، والكباب البحريني، والصالونة، إضافة إلى الأرز بأنواعه المعروفة.