+A
A-

صلالة... وجهة سياحية عائلية تنافس أوروبا

ظهرت صلالة، أو خريف صلالة كما يفضّل البعض تسميته، وجهة سياحية قوية على مستوى الخليج من سنوات، حيث يفضلها العديد من البحرينيين لقضاء الإجازة، والهروب من الرطوبة والحر، خصوصًا في شهر أغسطس، حيث تتميز بأجواء باردة وخضرة لا تتوافر في المنطقة.

لكن أعداد السياح البحرينيين إلى صلالة بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا بحسب عاملين في القطاع؛ بسبب الارتفاع الكبير بالأسعار.

وأوضحوا أن الكلفة باتت متقاربة من بعض الدول الأوروبية، ما يضع السائح في مفاضلة قد تدفعه إلى اختيار أماكن خارج منطقة الخليج عمومًا، لكنها تبقى دولة خليجية، عربية، قريبة، عائلية مفضلة عند البعض.

وتتراوح كلفة الرحلة السياحة إلى صلالة ما بين 270 دينارًا و500 دينار، بحسب ما تقدمه الشركات السياحية من خدمات للسياح، كفئة الفندق وبرامج الرحلات والتنقلات والطعام وغير ذلك.

لكن أصحاب الشركات السياحية رغم تأكيدهم أن صلالة باتت وجهة سياحية مفضلة لدى البحرينيين خصوصًا في موسم الخريف (شهر أغسطس) إلا أنهم توقعوا أن تشهد بعض الركود إذا ما استمرت الأسعار بالارتفاع، وتدني الأحوال الاقتصادية للناس.

وقدّر عاملون في القطاع نسبة البحرينيين الذين يذهبون إلى صلالة من مجموع السياح في الموسم بنحو 15 % إلى 20 %.

وقال أصحاب شركات سياحية ل “البلاد” إن الأسعار شهدت ارتفاعًا ملحوظًا هذا الموسم على غير العادة، وهو أمر اعتبروه يقلل من عدد السياح، الذين عادة يفضلون الأماكن الباردة والرخيصة نسبيًّا، ولاسيما أولئك متوسطي الحال.

وقدر موظف في “سفريات الريس” كلفة الرحلة للشخص الواحد في ذروة الموسم بـ 500 دينار شاملة المواصلات من وإلى المطار، فيما تصل نحو 377 دينارًا للغرفة الثنائية في فندق من فئة الخمس نجوم.

وأشار هاني أحمد وهو موظف في “سفريات الجيل الجديد” إلى أن زيادة الطلب على الوجهة السياحية تمكن الشركة من طرح عروض وأسعار تنافسية، سواءً للأفراد أو للعائلات (القروبات).

وأوضح أن السياح البحرينيين بدأوا يبتعدون عن اختيار صلالة كوجهة سياحية خريفية؛ بسبب ارتفاع الأسعار.

وأضاف “ارتفاع كلفة الرحلة أو انخفاضها متوقف أيضًا على عدد مقاعد الطائرة المتاحة خصوصًا أن أسعار التذاكر صعدت منذ بداية فصل الصيف بشكل ملحوظ وهي مواصلة الزيادة إلى ما بعد موسم الخريف”.

وأكد أحمد أن الأسعار الحالية في صلالة تتقارب من الدول الأوروبية، وبذلك تدخل المنافسة ويقع السائح بالمقارنة، خصوصًا أن كثيرين يفضلون الذهاب إلى خارج منطقة الخليج، ما يؤدي إلى تدني عدد السياح إلى صلالة، إذ بلغ حاليًّا 15 % فقط.

وقدر كلفة الرحلة إلى صلالة بحوالي 360 دينارًا للفرد لمدة 5 إلى 6 أيام للإقامة في فندق فئة الخمس نجوم. وهي مقاربة لبعض دول أوروبا.

إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة المبتكر للسفر والسياحة حسين المعلم إن السائح البحريني ذكي ومطلع وقادر على المقارنة بين الوجهات السياحية واختيار ما يناسبه، خصوصًا فيما يخص الأسعار ومستوى الخدمات.

وأشار إلى أن اختلاف الأسعار بين الشركات السياحية يعود لفرق الخدمات التي تقدمها للسياح، فبعض الشركات توفر تذاكر الطيران والمواصلات مع البرامج السياحية والإقامة في الفندق بغض النظر عن عدد النجوم.

وأوضح أن شركته توفر ما يقارب 40 - 50 مقعدًا لخمس طائرات بشكل أسبوعي، فيما تتراوح كلفة الرحلة بين الـ 300 و400 دينار في هذه الأيام، وقد ترتفع بحسب توافر مقاعد الطيران.

وبين أن الإقبال على صلالة حاليًّا متوقف عند الـ 20 %، إذ يمكن تفسير ذلك بأن رغبة السياح لهذه الوجهة تتراجع شيئًا فشيئًا.

وأشار إلى أن يمكن تبرير ذلك بقدرة السائح البحريني على مقارنة مستويات الوجهات السياحية الأمثل والخدمات المتوفرة.

بدوره، قال حسن الصايغ الموظف في شركة “جيرمي للسفر والسياحة “ إن الظروف الاقتصادية طالت كل مناحي الحياة، وشملت رحلات الترفيه والسياحة والسفر، فبالتالي يضع السائح أمام مقارنات في مستوى تفضيل الوجهات السياحية، إذ إن صلالة سابقًا تجذب أكبر عدد من السياح الخليجيين وبالمقارنة بالوضع الحالي فإنها تتساوى مع الدول الأوربية التي بها وجهات مختلفة ومرافق خدمية أكثر، ومناسب ماديًّا خصوصًا في الأجواء العائلية.

مناظر طبيعية ساحرة

رحلة جوية قصيرة من البحرين أو أي دولة خليجية أخرى حتى مدينة صلالة في سلطنة عمان، كافية لأن تشعرك وكأنك ابتعدت مئات الأميال عن شبه الجزيرة العربية، مع المناظر الطبيعية الخلابة ودرجات الحرارة المتدنية التي تميز هذه المدينة عن غيرها في فصل الخريف، الذي يبدأ من يوليو حتى سبتمبر.

ومن أجمل ما يميز السياحة في صلالة، أن 3 أو 4 أيام ستكون كافية لأن تزيل عن صدرك ضغوط الحياة والعمل، وهذه هي أجمل المناطق بمدينة صلالة العمانية:

 

سهــل إتيــن

تفصل هذه المنطقة عن مطار صلالة بضع دقائق معدودة، وإن كنت محظوظًا بما فيه الكفاية، فستكون زيارتك لها خلال فترة هطول الأمطار، وهناك ستشعر وكأنك تسير بين الغيوم.

تتوافر فيها مناطق سياحية عدة، مثل كهف إتين الواقع فوق الجبل، الممشى ومنتزه إتين الذي يتميز بمساحاته الخضراء.

 

سهل جوجب

يأخذك طريق منحدر إلى سهل جوجب في محافظة ظفار، وهناك يكمن سحر الطبيعة في سهول ووديان وسحب أشبه بطقس الريف الأوربي الشتائي.

 

وادي صحلنوت

يمتاز هذا الوادي بلونه الأخضر المزدان، تحيط به الجبال الخضراء من كل صوب، وتكمن المتعة الحقيقية خلال القيادة على طرقه المتعرجة، للاستمتاع بالمساحات الخضراء المنتشرة في كل مكان.

 

شاطئ المغسيل

أجمل ما يميز هذا الشاطئ عن غيره، وجود فتحات في الأرض، تتدفق مياه البحر من خلالها على شكل نوافير عالية، فضلاً عن كهف المرنيف الذي يعد مثاليًّا لمحبي الطبيعة والجبال.