+A
A-

“الحية بية” في البحرين... الأطفال يرمون أضحيتهم في البحر

يحتفل البحرينيون كباقي المسلمين في العالم الإسلامي بيوم عرفة تضامناً مع الحجاج، وذلك بصوم هذا اليوم امتثالاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يشاركونهم في يوم عيد الأضحى، ليمثل تعبيراً لمشاركة المسلمين في جميع أنحاء العالم، لإخوانهم الحجيج في مكة المكرمة، الفرحة والسرور بهذا التجمع الإسلامي.

ولا يزال البحرينيون يحتفظون بعادات العيد الشعبية الموروثة، حيث تحتفل المراكز الاجتماعية بعيد الأضحى المبارك، كل مركز على طريقته وسط أهالي هذه المناطق وبالأخص الأطفال، حيث تتباين الاحتفالات بين إحياء التراث مع نبتة “الحية بية”، بالإضافة إلى فعاليات ونشاطات احتفالية ترفيهية مميزة. وتتسم هذه الاحتفالات بطابع التراث البحريني القديم، من خلال تزين الأطفال بارتداء الزي التقليدي، ولبس الفتيات الثوب التقليدي “البخنق” المطرز بخيط الزري، ولبس الأولاد الثوب مع ترديد أهزوجة “الحية بية”، معبرين عن فرحتهم بهذه المناسبة التراثية.

يحيي البحرينيون عادة الحية بية قبل عيد الأضحى المبارك بالتوجه للشواطئ وإلقاء “الحية بية” في رمزية إلى الأضحية يتعلم من خلالها الأطفال التضحية، ويردد الأطفال “ضحيتي ضحيتي حجي بي حجي بي إلى مكة إلى مكة زوري بي زوري بي واشربي من حوض زمزم زمزم...”.

و”الحية بية” عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم، مصنوعة من سعف النخيل، ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع حتى يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات، أي التاسع من شهر ذي الحجة، ويدعون الله أن يجعل عيدهم سرورا ويعيد حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين ومحملين بالهدايا لهم.

ويقال إن أصل كلمة الحية بية هي “الحجي بيجي” كما هو لدى الكويتيين والإماراتيين وتعني أن الحاج سوف يأتي بعد انتهاء موسم الحج.

وتهتم المؤسسات والجمعيات المعنية بالثقافة والتراث بتكريس هذه العادة كونها إحدى فعاليات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك فيعبّر الصغار والكبار عن فرحتهم بهذا التراث السنوي وحلول عيد الأضحى المبارك. ويقول الباحث البحريني محمد جمال ان معظم أهل الخليج العربي أخذوا هذه العادة المحببة منذ قديم الزمان، حيث كانت التجارة بين الهند ودول الخليج نشطة وأدى هذا التقارب الثقافي والفكري إلى تشابه بعض العادات والأطباع.

ويضيف أن سكان الخليج ابتكروا عادة “ الحية بية “ انطلاقا من معتقدات الحضارة الهندية السائدة بتقديم القرابين والهدايا إلى آلهتهم لينالوا رضاءها ومحبتها حتى لا تغضب عليهم وتدمر قراهم ومساكنهم وتقتل أبناءهم .

وعادة ما تستعد الجمعيات والهيئات الاجتماعية للاحتفال بهذه المناسبة قبل حلولها بالإعلان عن تنظيمها لفعالية “الحية بية” في مختلف وسائل الإعلام ويكون موقع الاحتفال على أحد السواحل الجميلة التي تشتهر بها البحرين التي تتكون من مجموعة من الجزر المحاطة بالمياه من كل اتجاهاتها وتشارك في الاحتفالات الفرق الشعبية التي تضفي مزيدا من الفرح والترفيه في قلوب الأطفال والأهالي.