+A
A-

تأجيل محاكمة العربي قاتل الآسيوي لإحالته للطب الشرعي

قررت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى تأجيل قضية قتل ارتكبها عربي “41 عاما – يحمل شهادة هندسة طبية وعاطل عن العمل” بحق عامل آسيوي الجنسية؛ فقط لأنه شاهده وهو بحالة سكر، فقرر قتله وإخفاء آثار جريمته بمواد كيميائية، وكتب عبارة (الله أكبر، يا حسين، أحبك، لا “لدولة المجني عليه”) على جدار مسكن المجني عليه، ليوحي للمحققين في القضية بأن دوافع ارتكاب الجريمة دينية وطائفية، وأن القاتل شيعي المذهب، بخلاف الحقيقة، إلا أن أفراد الشرطة تمكنوا من القبض عليه واعترف بما نسب إليه من اتهام بالقتل العمد، حتى جلسة 14 أكتوبر لاستدعاء شاهد الإثبات، وأمرت إحالة المتهم إلى الطب الشرعي؛ لبيان الإصابة التي بيده وسبب تلك الإصابة، وكذلك باستمرار حبس المتهم لحين الجلسة القادمة.

واكتشفت السلطات الأمنية الجريمة بعد تلقيها بلاغا من ابن خالة المجني عليه، والذي أفاد أنه عثر على جثة نسيبه بداخل شقته، موضحا أنه كان قد تلقى اتصالا من أحد أصدقائه العاملين في صالون حلاقة، مبينا له أنه ولمدة يوم كامل لم ير المجني عليه، مؤكدا أنه كان قبل يوم واحد يتحدث معه هاتفيا وفجأة سمع صوت صراخ صادر من شخص مجهول تجاه المجني عليه، والذي طلب منه إثبات هويته، وانقطع الاتصال بينهما بعد تلك الصرخات.

وأشار عامل صالون الحلاقة للمبلغ أنه اعتقد أن الشرطة قد استوقفت المجني عليه، خصوصا أنه كان دائما بحالة سكر.

وأوضح المبلغ أنه على إثر ذلك الاتصال توجه مباشرة إلى مسكن المجني عليه وبرفقته صديقه العامل بصالون الحلاقة، إلا أنهما تفاجآ بأن باب الشقة غير مغلق ومفتوح قليلا، فدخلا وشاهدا أن الشقة في حالة غير طبيعية، وانصدما بمشاهدتهما جثة المجني عليه ممدا على سريره، فما كان منهما إلا أن أبلغا الشرطة بالواقعة.

وتشير التفاصيل التي توصلت إليها تحقيقات النيابة العامة والواردة بملف الدعوى في اعترافات المتهم الذي لم تتم فترة إقامته في البلاد أكثر من 5 أشهر، والذي قرر أنه في يوم الواقعة فجرا كان واقفا مع عدد من الأشخاص، وقد التقى بالمجني عليه أثناء ما كان الأخير بحالة سكر بيِّن.

وأضاف أنه تحدث مع المجني عليه وطلب منه تسليمه بطاقة هويته، ثم اعتدى عليه بالضرب، وعندها لاذ المجني عليه بالفرار من المكان، فلحق به لحين وصولهما إلى مقر سكن الآسيوي وواصل الاعتداء عليه بالضرب، بعد أن قيّد يديه، وخنقه إلى أن تأكد من مفارقته الحياة.

ولفت إلى أنه حاول تشويه مسرح الجريمة بالبعثرة والتخريب في شقة المجني عليه، إذ سكب الصابون والمبيّض “الكلوروكس” وبعض البودرة على جثة المجني عليه لتشويهها ومحو ما قد يكون من أدلة اتهام ضده في حال تم القبض عليه.

كما اعترف الجاني، الذي تم القبض عليه خلال أقل من 24 ساعة، أنه تعمد كتابة عبارة “يا حسين” على جدار الشقة، لتضليل المحققين في الواقعة، وللإيحاء بأن دوافع القتل كانت طائفية، وأن مرتكب الجريمة من الطائفة الشيعية، كما سرق حقيبة خاصة بالمجني عليه وارتدى بعض ملابسه ولاذ بالفرار من تلك الشقة.

وأوضح المتهم الذي حضر البلاد على كفالة إحدى العيادات الطبية؛ كون شقيقته تعمل طبيبة في أحد المستشفيات بالمملكة، وكان يرغب في العمل بالبحرين لكن دون جدوى، أنه لا يعرف المجني عليه أصلا، إلا أنه ما إن شاهده بحالة السكر المشار إليها حتى بادره بالسؤال عن اسمه وديانته وعن الرسول الأعظم (ص)، مدعيا أنه ولحبه لمملكة البحرين لا يقبل بأن يشاهد شخصا ما يتمشى فيها وهو بحالة سكر.

ولفت إلى أن سبب ملاحقته للمجني عليه كان في البداية لنصحه فقط، إلا أنه بعد دخوله للمبنى الذي يقطن فيه المجني عليه طلب من الأخير أن يفتح له باب الشقة بهدوء، وبالفعل فتح إليه الباب، إلا انه وحتى لا يهرب منه المجني عليه تعمد قفل الباب، وعندها تفاجأ بالمجني عليه يضربه حسب قوله فحصل بينهما شجار بالأيدي.

وأكد أن سبب استعماله للمواد الكيميائية على جثة المجني عليه هو أنه بعد ارتكابه الجريمة تذكر أنه شاهد فيلما تعمد فيه القاتل إخفاء الأدلة بسكب تلك المواد على جثة القتيل، فحاول تقليده وسكب الكيمياويات على جثة المجني عليه وعلى أرجاء الشقة، فضلا عن أنه سكب كمية من المشروبات المسكرة عليه أيضا.

وقرر أنه تعمد إسناد الجريمة للطائفة الشيعية؛ كونه يكرهها ويحمل الحقد تجاه منتسبيها، لذا فإنه استعمل أحمر شفاه في كتابة تلك العبارة المذكورة أعلاه؛ حتى يعتقد أفراد الشرطة أن الجاني شيعي المذهب، وبعد انتهائه من كل ذلك غطى رأسه بقطعة قماش ووضع ملابسه التي كان يرتديها وقت ارتكاب الجريمة في حقيبة خاصة بالمجني عليه ورماها في حاوية قمامة.

ولأن المجرم غالبا ما يحوم حول مكان ارتكابه الواقعة، لم يطمئن من إتمامه للإجهاز على المجني عليه إلا بعودته إلى شقة الأخير، وقام بتشغيل المكيف والمروحة فيها، إلا أنه تم القبض عليه في أقل من 24 ساعة.