+A
A-

شعيب مالك: “دار الطيب” منافس قوي في سوق العطور

العطر يبدأ بفكرة ويحتاج إلهاما حتى يخرج في شكله النهائي

“دار الطيب” تمتلك 8 فروع وآخر افتتاح في مجمع السيف

الخطوة المقبلة افتتاح أضخم مطعم على مستوى الخليج

طموحي أن تعود البحرين الدولة رقم واحد في تصنيع العطور

حلمي أن أنشئ مصنعا يعمل فيه 1000 عامل 800 منهم بحرينيون

 

العزف على مهنته ليس صعبا، ولكنه ليس بالسهل، فهي كما يقال عنها مهنة “السهل الممتنع”، والمُنتج لديه كاللوحة الفنية محددة الجوانب، التي تؤثر القلب العين والأنف.

شعيب محمد عبدالله مالك.. المالك لاسم بيت الطيب للعطور هو من اختار الاسم ثم الصفة منذ 19 عاما، وانطلق من وقتها ليملأ مملكة البحرين بأجمل العطور وأطيبها، يعرف عطوره كل من يملك الذوق الرفيع ويختار الجمال ويتزين به ليصبح متفردًا ويختلف عن الآخرين.

يقول إن مملكة البحرين من أول الدول في منطقة الشرق الأوسط التي عرفت الطريق لمهنة تصنيع العطور ومن بعدها انتشرت في بلدان أخرى. “البلاد” التقت شعيب لتبحث معه عن مواصفات صاحب مملكة العطور “بيت الطيب” كيف بدأ وما الخطوات المقبلة.

 

• كيف كانت البداية؟

بدأت من عمر 11 عاما، حيث امتلكت من وقتها شغف البحث في عالم العطور، وبدأ هذا بسبب زياراتي المستمرة خلال العطلة المدرسية مع والدي لإحدى محلات العطور الأشهر والأقدم في مملكة البحرين التي أنشأت العام 1890 وبسببها فضلت العمل على الدراسة، وقررت أن أتدرب وأتعلم هذه الصنعة، والتي تحتاج إلى موهبة فطرية قوية أستطيع أن أقول إن الله حباني بها.

بعد ذلك التحقت للعمل عند إحدى العائلات أصحاب مجموعة كبيرة من العطور الخليجية، والتي تعتبر من أكبر الشركات في الشرق الأوسط، وأمضيت هناك 9 سنوات تعلمت كل شيء في هذا المجال من الخطوة الأولى، وهي الفكرة حتى طرح المنتج.

 

• بماذا حلمت أثناء عملك في هذه الشركة؟

حلمت أن يكون لي عطر باسمي يعبر عني، تكون بدايته ونهايته عندي، أختار تركيبته وشكل القارورة ويصبح بداية انطلاقتي؛ لأنني أومن بأن البداية تحتاج رؤية ومالا، وفي اعتقادي الرؤية تسبق المال؛ لأن الشخصية لا تكتمل إلا باختيار العطر.

• هل كانت لك رؤية خاصة في مجال تصنيع العطور؟

بالفعل كونت رؤية خاصة، وهي أن كل عطر يناسب شخصية بذاتها ويكون استكمالا لهذه الشخصية، وتصنيع العطر هو عملية فنية بالدرجة الأولى مثل اللحن والقصيدة التي تبدأ عند الملحن عبارة عن كلمات يصنع منها أغنية، كذلك العطر يبدأ بفكرة ويحتاج إلهاما حتى يخرج في شكله النهائي.

لذلك يستغرق عندي كل عطر من 4 إلى 6 أشهر ليس أقل من ذلك، فهذه المهنة هي بالفعل “السهل الممتنع”، فالمعايير قد تبدو سهلة وتركيبها غير معقد، لكن ما يميز عطرا عن آخر هو جودة المادة الخام، وقدرة المصنِّع على مزج المكونات بمهارة ومهنية.

 

• متى قررت أن تستقل ويكون لك عمل خاص، وهل كانت البداية صعبة؟

قررت أن أبدأ العام 1999، حيث افتتحت أول محل بالمنامة، وهو “بوتيك صغير”، وأطلقت وقتها أول عطر وسميته “وهج”، وهذا العطر موجود حتى الآن، بالفعل كانت البداية صعبة؛ لأنني لم أكن أملك المال الكثير حتى أتعرض للفشل، فلم يكن عندي غير اختيار واحد هو النجاح ووفقني الله بذلك، وبالفعل نجح أول إصدار وتوالت بعد ذلك المنتجات الأخرى، وجاء اختيار الاسم “دار الطيب”، وهذا كان رأي سيدة من سيدات المجتمع البحريني التي اقترحت هذا الاسم، وقد كان، ثم توالت الافتتاحات حتى أصبحت أمتلك الآن 8 فروع من “دار الطيب”، وكان آخر افتتاح في مجمع السيف.

 

• ماذا تطمح في مجال عملك؟

طموحي في مجال تصنيع العطور ليس له حدّ أو نهاية، فهو مجال واسع ومتشعب والبداية فيه ليست لها نهاية، طموحي أن يتبنى كبار رجال الأعمال هذه الصنعة ويدعموها؛ لأن البحرين من أوائل البلدان في الخليج الذي بدأ فيها تصنيع العطور، لذلك لابد أن تظل المنبع للشرق الأوسط، وحلمي أن أُنشئ مصنعا يعمل به 1000 عامل، يكون منهم على الأقل 800 بحريني يتعلمون هذه الصنعة ويتقنونها وتعود البحرين الدولة الأولى تصنيفا في تصنيع العطور.

• هل تشارك في معارض خارج البحرين؟

بالطبع أشارك في معارض كثيرة ولـ “دار الطيب” وكلاء في روسيا وعمان، ودائما أزور فرنسا، حيث منبع المادة الخام لكل العطور، وهذا تقريبا كل عام، مما يساعدني في معرفة الجديد في عالم صناعة العطور، ويكون حافزا لي لمنتجات جديدة ذات طابع متميز.

 

• ماذا تقول عن المنافسة في مجال تصنيع العطور بالبحرين؟

المنافسة في هذا المجال أمر إيجابي وقوي و “الشاطر لا يغرق”، والمنتج الجيد لابد أن يكون غريبا ليفرض نفسه بين المنتجات الأخرى، و “دار الطيب” استطاعت في وقت قصير أن تكون بين أكبر الأسماء في هذه الصناعة، وأن تحتل ترتيبا بينها، ولدينا زبائن ينتظرون منتجاتنا ولا يرغبون في غيرها، فنحن نصنع المنتج بمكونات طبيعية، وأسعارنا ليس لها منافس في سوق العطور الخليجية.

 

• ما خطواتك المقبلة؟

خطوتي المقبلة الأولى مع نهاية العام المقبل 2019 ستنطلق “دار الطيب” إلى المملكة العربية السعودية؛ لافتتاح أول الفروع خارج البحرين في الرياض وجدة، وهذه الخطوة جاءت بعد دراسة طويلة وتوقعي أن العام 2019 هو العام الذهبي لمملكة البحرين.

والخطوة الثانية هو الدخول في مجال الأطعمة سنقدم أفخم مطعم تقريبا على مستوى الخليج، يقدم الأكلات الأفغانية الهندية والباكستانية القبلية، والدهون التي تستخدم في المطعم عضوية وصحية، وسيقدم أكلا بيتيا 100 %، وهذا سيتم افتتاحه قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، وهذا المجال يتفق مع طبيعتي، فالأكل وتذوقه ثاني أهم شيء في حياتي بعد اختيار الملابس.