+A
A-

سمو رئيس الوزراء: ترسيخ الأمن والسلام البداية الحقيقية للنهوض والتنمية وحفظ المكتسبات

الطريق إلى الخير يبدأ بتشابك أيدي المجتمع الدولي لتحقيق السلام

إرادة الشعوب وفطرتها السليمة تصبو إلى العيش بأمن وسلام

البحرين نموذجًا حيًا في التعايش بين الأطياف الدينية والعرقية والمذهبية

“منتدى البحرين.. رؤى مشتركة لمستقبل ناجح” يؤكد الاهتمام بالتنمية المستدامة

غرانوف: الأمير خليفة استشعر أهمية التعاون الدولي بغية التوصل لحلول مثلى

محمد: الصراعات هي أكبر عائق أمام خطة التنمية المستدامة لعام 2030

توفير 70 مليار دولار للبلدان المتأثرة لو تم تمويل مسارات السلام بطريقة أفضل

 

أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، إن ترسيخ الأمن والسلام هو البداية الحقيقية للنهوض والتنمية، وضمان الحفاظ على مكتسبات الدول والشعوب، داعيا إلى التحرك العاجل ومد يد العون لنزع فتيل الأزمات في مختلف المناطق، والاتفاق على رؤية شاملة للتنمية من أجل الانسان ولخير البشرية.

وشدد سموه على إيمان مملكة البحرين بأن تحقيق السلام والمضي في طريق التنمية هو المطلب الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن، مشيرا سموه إلى أن الكثير من الشعوب، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط تتطلع إلى إحلال السلام الدائم والعادل لإنهاء ما تعيشه من مآسي واللحاق بركب التنمية والتقدم.

وحذر سموه من إن عالم اليوم يعيش دوامة من التحديات التي تؤججها النزاعات العرقية والطائفية والأطماع التوسعية، إضافة إلى الخطر الداهم الذي يمثله الإرهاب، والسباق المحموم نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وكلها عوامل تهدد حاضر ومستقبل البشرية، وتنذر بعواقب وخيمة إذا لم تتحد إرادة المجتمع الدولي لوقف نزيفها واجتثاث أسبابها.

ورأى سموه أن الطريق إلى الخير الذي تنشده البشرية يبدأ بتشابك أيدي المجتمع الدولي لتحقيق السلام في ربوع العالم، عبر إرادة صادقة تؤمن بأن العالم يسع الجميع للتعارف والتعايش، وتبادل المنافع، مشددا سموه على أن إرادة الشعوب وفطرتها السليمة تصبو إلي العيش بأمن وسلام، وفي ظل عالم خال من الحروب والصراعات الدامية.

وقال سموه إن مملكة البحرين عرفت عبر التاريخ ومازالت بالانفتاح، والتنوع الحضاري والثقافي، فكانت نقطة للتلاقي بين مختلف الحضارات، مؤكدا أن البحرين تحت قيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تجسد نموذجًا حيًا في التعايش بين مختلف الأطياف الدينية والعرقية والمذهبية، ضمن نسيج مجتمعي متين يعيش فيه الجميع في أجواء من الأمن والاستقرار.

جاء ذلك، خلال كلمة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في أعمال منتدى رؤى البحرين “رؤى مشتركة لمستقبل عالمي ناجح” الذي عقد في مقر منظمة الأمم المتحدة  في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الـ 73 للجمعية وذلك بتنظيم من مملكة البحرين وبالتعاون مع معهد الأمن العالمي.

وقد ألقى الكلمة نيابة عن سموه وزير شؤون مجلس الوزراء محمد المطوع، بحضور وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا غريسيس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، والشيخ حسام بن عيسى آل خليفة وبمشاركة عدد كبير من المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والاعلام وعدد كبير من المسؤولين بالأمم المتحدة.

وأكد سموه إن مظاهر الفوضى والدمار التي تشهدها العديد من المناطق يجب أن تحرك ضمير المجتمع الدولي من أجل وضع رؤية شاملة لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وأن تضطلع منظمة الأمم المتحدة بدور أكبر في حل الأزمات واتخاذ تدابير أكثر فعالية من أجل ضمان ارساء السلام والقضاء على أسباب التوتر الذي تشهده العديد من مناطق العالم.

ونوه سموه إلى إن الجميع يتفق على أن سعادة المجتمعات تبدأ بإحلال السلام، وتوفير مسببات الأمن والاستقرار، وأن علينا كمجتمع دولي أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض للنهوض بمسؤوليتنا تجاه المجتمعات الأكثر احتياجاً لدعم جهود التنمية فيها. وقال سموه إن “منتدى البحرين .. رؤى مشتركة لمستقبل ناجح”، يأتي في إطار ما توليه مملكة البحرين من اهتمام بقضايا الأمن والسلام والتنمية المستدامة، والذي يدفعها بشكل مستمر إلى تحفيز وحشد الجهود من أجل أن يعم السلام في العالم وأن تأخذ مسيرة التنمية مسارها الصحيح لكي تنعم الإنسانية بالرخاء والاستقرار.

وأضاف سموه إن مبادرة مملكة البحرين، لتنظيم هذا المنتدى الدولي، تأتي للتأكيد على أن المدخل الأول لاستتباب الأمن والاستقرار ومن ثم النهوض والتنمية، هو تحقيق السلام الشامل والعادل، والذي يتأتى من خلال التوصل إلى حلول سلمية لما تعانيه بعض المناطق من أزمات ونزاعات وفقا للمبادئ السامية التي قامت على أساسها منظمة الأمم المتحدة.

وأشار سموه إلى أن تزامن انعقاد المنتدى، مع احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للسلام الذي وافق 21 سبتمبر الحالي، والذي يركز هذا العام على “الحق في السلام” باعتباره حقاً من حقوق الإنسان، يأتي دعما من مملكة البحرين لأهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة ومن بينها الهدف المتعلق بالسلام والعدل، معربا سموه عن تطلع البحرين من خلال هذا المنتدى إلى دعم هذه الغاية النبيلة ضمن جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتوجه سموه في ختام كلمته بالشكر لكافة المشاركين في المنتدى، معبرا عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في إعلاء القيم السامية التي تحض على التعايش والتعاون بين الشعوب.

كما توجه سموه بخالص الشكر والتقدير إلى معهد الأمن العالمي وكافة المنظمات المعنية بالسلام على ما تقوم به من جهود مقدّرة لنشر ثقافة السلام والتعايش والتعاون الذي يقوم على تلبية المصالح المشتركة حتى نعيش عالما خالياً من الصراعات والتوتر والإرهاب.

وكان المنتدى قد بدأ بكلمة لرئيس معهد الامن العالمي جوناثان غرانوف اعرب فيها عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على دعمه في اقامة مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تقدم رؤى مشتركة حول الأوضاع في المنطقة، مؤكداً ان هذا الدعم الذي قدمه سموه هو دليل استشعار سموه لأهمية التعاون الدولي والتواصل والنقاش من اجل الوصول إلى حلول مثلى تسهم في نشر ثقافة الأمن والسلام بين مختلف الشعوب.

بعدها، قدم غرانوف المتحدثين في المنتدى، مستعرضاً أهم المحاور التي سيتم مناقشتها والتي تهدف إلى تحديد طموحات الدول ورؤاها وقيمها والتحديات التي تواجهها كخطوة أولى وحتمية لتحقيق مزيد من الانسجام والسلام والتعاون الشامل، وقال إن المنتدى يهدف ايضا إلى تبادل وجهات النظر حول التحديات والمخاطر التي تتهدد العالم والفرص المتاحة للتعامل معها محلياً وإقليمياً ودولياً.

من جانبها، أعربت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في كلمتها نيابة عن الأمين العام للامم المتحدة، عن سرورها بالمشاركة في المنتدى الذي نظمته مملكة البحرين، باعتباره فرصة لمناقشة التحديات الحالية التي تواجه العالم واكتشاف كيفية التعامل مع التهديدات المتداخلة التي تعوق اقرار السلام وتحقيق التنمية.

واكدت المسؤولة الاممية أن الصراعات هي أكبر عائق أمام خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأكبر سبب للمعاناة الإنسانية، وأن السلام والأمن يجب أن يقوما على رؤية مشتركة.

وقالت إنه وفقاً لدراسة أعدها البنك الدولي، فإنه كان من الممكن توفير ما بين 5 إلى 70 مليار دولار سنوياً للبلدان المتأثرة والمجتمع الدولي مجتمعين لو تم تمويل مسارات السلام بطريقة أفضل، أو القيام بأعمال وقائية أكثر تركيزاً.

ورأت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ان أهداف التنمية المستدامة التي تتصدى للعديد من العوامل الدافعة للنزاعات المسلحة، أو تحقق المساواة بين الجنسين، أو تمكين المرأة ليست ضرورة بحد ذاتها فحسب، بل إنها يمكِّن أن تمكن أيضًا من تحقيق جميع الأهداف الأخرى، كما أنها تعد مكونا أساسيا للحفاظ على السلام.

ونوهت إلى أن مشاركة المرأة في صنع القرار على جميع المستويات، تجعل اتفاقات السلام أقوى، وتجعل المجتمعات أكثر مرونة والاقتصادات أكثر قوة، مشيدة بجهود حكومة مملكة البحرين في مجال دعم وتمكين المرأة، منوهة في هذا الصدد بإنشاء البحرين المجلس الأعلى للمرأة والهيئة الاستشارية للحكومة بشأن قضايا المرأة.

وأكدت أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تشكل خارطة طريق عالمية، معربة عن تطلعها إلى الاستماع إلى أفكار جديدة حول كيفية التعاون والعمل من أجل مستقبل مستدام وسلمي لا يترك وراءه أحدا، وكذلك استكشاف آليات تمويل مبتكرة بما في ذلك المساهمات من المؤسسات الفردية والتمويل الجماعي.

بعدها ألقى أبوالغيط كلمة أمام المنتدى توجه فيها بالشكر إلى مملكة البحرين على دعوته لحضور منتدى رؤى البحرين في نسخته الأولى.

واستعرض أثناء كلمته المشهد العالمي الراهن وما يموج به من أحداث تنعكس تأثيراتها على المنطقة العربية والشرق الأوسط، وقال إن العالم يشهد الآن صعود الصين كقوة اقتصادية كبرى، متوقعا أن تصبح القوة الأعظم اقتصاديا في غضون بضع سنوات. مشيرا كذلك إلى عودة روسيا إلى البروز على الساحة الدولية من جديد.

واعرب عن اعتقاده بأن كلا من الصين وروسيا يبدو أنهما يشكلان تحالفا استراتيجيا إن لم يكن شراكة استراتيجية أو ربما  تكتلا من نوع ما.

وقال أبوالغيط إنه من الواضح أن الطريقة التي تمارس بها التجارة العالمية على مدى العقود السبعة الماضية كانت تتصف بطبيعة انقضاضية موضحا أنه رغم أن التجارة تمثل قوة دافعة نحو التنمية إلا أنها قد تكون سببا في تفجر الحروب إذا تعرضت لما يعوقها.