+A
A-

وزير الخارجية: سمو رئيس الوزراء يعالج التحديات بطريقة شاملة وجامعة

 أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن “منتدى رؤية البحرين” يعد بمثابة شهادة على القيادة الطليعية والرؤية المستقبلية لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، مشيرا إلى أن سموه يدرك مدى الحاجة إلى منتدى يتعدى الاهتمامات المباشرة لصياغة السياسات اليومية، ويقترح رؤى جسورة، ويعالج بطريقة شاملة وجامعة التحديات التي نواجهها كمجتمع دولي، والتساؤلات الأساسية التي ستحدد المسارات المستقبلية لمجتمعاتنا.

وعبر وزير الخارجية عن اعتقاده بأن المنتدى سوف يصبح خلال السنوات المقبلة ملتقى يجتمع فيه القادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة وإيجاد حلول للقضايا الإقليمية والعالمية المثيرة للقلق، مثل تغير المناخ، وتأثير التشغيل الآلي على الاقتصادات، والعواقب الجيوسياسية للأحداث الحالية، مؤكدا أنها قضايا تستحق اهتمامًا وثيقًا.

وأكد أن مملكة البحرين تحت قيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تسعى جاهدة للحفاظ على قيم القبول والاحترام المتبادلين للجميع وتعزيزها، لاسيما في الجاليات المتنوعة من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذا التنوع منح المجتمع البحريني قوة ودينامية وسمح بالتغلب على العديد من التحديات من حوله، وتحقيق الازدهار بالرغم المحيط الإقليمي الصعب.

واستعرض وزير الخارجية في كلمته الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين على الأصعدة كافة، مشيرا إلى أن البحرين تعد رائدة في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية، وتسعى إلى تحويل اقتصادها بعيداً عن الثروة النفطية إلى اقتصاد منتج ومتنافس عالميًا معززا بالقطاع الخاص.

وأفاد أنه على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة في السنوات الأخيرة، استطاعت البحرين أن تحافظ على معدل نمو ثابت يزيد عن 3 %، مشيرا إلى أن حجم إجمالي مشاريع الاستثمار في البنية التحتية في البحرين يبلغ أكثر من 32 مليار دولار، وتم توجيه أكثر من 800 مليون دينار لمساعدة أصحاب المشاريع البحرينيين في إنشاء 35 ألف شركة جديدة.

وقال إن البحرين تهدف إلى الاستفادة من الإنجازات التي حققتها منذ إطلاق برنامج الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في العام 2001 لتحسين دور مجلس حقوق الإنسان وعمله؛ من أجل تعزيز حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، منوها إلى تقدير وزارة الخارجية الأميركية للدور الإقليمي غير المسبوق للبحرين بحصولها على الفئة الأولى في تقريرها الخاص بتصنيف الدول الأكثر نجاحاً في مكافحة الاتجار بالأشخاص والعمل القسري.

وشدد وزير الخارجية في ختام كلمته على أن التزام مملكة البحرين بالسلام والتفاهم المتبادل والازدهار المشترك ثابت ولا يتزعزع، وأنها تسعى باستمرار إلى التعلم من الآخرين وترغب في تحقيق الشراكة مع العالم وإطلاعه على تجربتها.

الزياني يدعو إلى إطلاق “خطة مارشال إقليمية”

ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني كلمة تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لقيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة ودعوته الصادقة لتعزيز قيم التسامح الديني والتعايش السلمي لضمان سيادة قيم التنوع والتعدد والحفاظ على الوحدة الوطنية في المجتمع البحريني. وهو ما ظهر جليا في المنتدى، والمعرض المصاحب، الذي نظمه مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مقر هيئة الأمم المتحدة.

كما أعرب الزياني عن خالص الشكر والتقدير لقيادة وحكومة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ولديوان سموه ولمعهد الأمن العالمي لإدراكهم مدى الحاجة لهذه المداولات وإتاحة هذه الفرصة الفريدة لاستكشاف الرؤى والتطلعات المستقبلية، وتوسيع وتجديد أفق التفكير إلى آفاق جديدة للمنطقة وشعوبها.

وأكد أن منتدى رؤى البحرين يأتي في الوقت المناسب، معربا عن أمله في أن يسهم المنتدى في تعزيز الرؤية المشتركة لكل من حكومة مملكة البحرين ومعهد الأمن العالمي وكافة تطلعات المشاركين لجعل هذا العالم مكانا أفضل للأجيال القادمة.

ودعا إلى إطلاق “خطة مارشال إقليمية” على غرار المارشال الأوروبي الذي كان محفزا لإعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية. وحقق المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المدى البعيد، متسائلا “هل من الصعب جدا أن نجد شكلا ما من خطة مارشال الإقليمية التي تقدم المنافع إلى الجميع ولكنها لا تتاح سوى للذين يسعون حقا لتحقيق الاستقرار ومستعدون لقبول شروط وقيود صارمة (وهي معايير تحتاج لدراسة متأنية)؟

كما دعا إلى ضرورة التفكير في المكاسب التي ستعود على المنطقة على المدى البعيد جراء وجود شرق أوسط مستقر. ومنها استقطاب استثمارات إقليمية ودولية ضخمة تؤدي إلى نمو اقتصادي قوي وروابط نفسية وثيقة مع الحلفاء.

ودعا إلى التفكير في التريليونات التي أنفقت ولا تزال تنفق على الحروب والصراعات، والأموال التي تهدر دون تحقيق أي شيء سوى المزيد من البؤس والشقاء والتي كان بالإمكان تسخيرها لهذه الخطة.

المشاركون يطالبون بانعقاد الفعالية سنويا

أشاد المشاركون في المنتدى بما شهده من مناقشات وحوارات جادة تتناول قضايا السلام والتنمية في العالم، وطرح حلول واقعية لمعالجة الأزمات في المنطقة والعالم، مؤكدين أن اهتمام مملكة البحرين بإقامة مثل هذه الفعاليات يعكس التزامها بالمشاركة الفعالة في المجتمع الدولي، وحشد الجهود لمعالجة قضايا العالم الملحة، وأشاروا إلى أهمية ما طرحه المشاركون في المنتدى من رؤى لتعزيز الفهم والإدراك وزيادة المعرفة بالتحديات الإقليمية والعالمية، وتحديد نهج وصيغ جديدة لمعالجة مصادر التهديد وعدم الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وطالبوا في ختام أعمال المنتدى باستمرار انعقاد هذه الفعالية بشكل سنوي؛ لما تشكله من منبر يجمع نخبة كبيرة من السياسيين والخبراء للنقاش وطرح الرؤى والأفكار المرتبطة بأبرز القضايا والتحديات المتعددة الهائلة التي تواجه شعوب العالم على مستوى الحياة المعيشية والرفاه والصحة الطبيعية، والسلام العالمي والاستقرار الدولي، والتهديدات التي تشكلها الأسلحة الحديثة، وأسلحة الدمار الشامل والعشوائي خصوصا.