اختتمت منافسات تصفيات المنطقة الغربية المؤهلة لكأس آسيا لكرة السلة للرجال 2021، التي استضافتها مملكة البحرين خلال الفترة من 11 حتى 15 سبتمبر الجاري بمشاركة 5 منتخبات هي: فلسطين، سيريلانكا، بنغلاديش، السعودية، إلى جانب منتخبنا الوطني.

وأقيمت المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية بنظام التجمع، حيث لعبت المباريات على شكل دوري من دور واحد بين جميع المنتخبات الخمسة المشاركة، استطاع المنتخب السعودي أن يحسم صدارة ترتيب العام للمجموعة بالعلامة الكاملة وب4 انتصارات دون خسارة، فيما حل المنتخب الفلسطيني في المركز الثاني برصيد 7 نقاط من 3 انتصارات وخسارة، وجاء منتخبنا في المركز الثالث بفوزين وخسارتين، ورابعًا سيريلانكا وأخيرا بنغلاديش في المركز الخامس.

ويتأهل من هذه المرحلة المنتخبات الأربعة الأولى للانضمام إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2021.

دعوة النهوض

يضم الاتحاد الآسيوي لكرة السلة تحت مظلته 44 اتحادًا آسيويا مقسمين على خمس مناطق فرعية رئيسية هي: الخليج وآسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وشرق آسيا.

وفي إطار الهيكل التأهيلي الجديد لكأس آسيا، شهدت تصفيات المنطقة الغربية المؤهلة إلى المرحلة التأهيلية الأخيرة، منتخبات من الدرجة الثانية من الخليج وجنوب آسيا وغرب آسيا للمرة الأولى في التاريخ، حيث كانت النتائج واضحة تماما.

ورغم أن تقارب مستوى الفريقين الخليجيين (السعودية والبحرين) وفريق غرب آسيا الوحيد (فلسطين)، إلا أن المستوى الفني شهد فجوة كبيرة بين هذه الأطراف الثلاثة وبين فريقي جنوب آسيا (سيريلانكا وبنغلادش).

سيريلانكا وبنجلاديش خسرتا مبارياتهما ضد السعودية وفلسطين وبنجلاديش بما لا يقل عن 38 نقطة، وخسرت كثيرا بفارق أكثر من 50 نقطة.

ولكي تدخل منتخبات دول جنوب آسيا بقوة في صلب المنافسة على التأهل لحساب المنطقة الغربية في المستقبل، فإن تلك الدول بحاجة إلى مواصلة العمل الدؤوب من أجل تحسين المستوى الفني للعبة في السنوات المقبلة.

وستحتاج فرق مثل سريلانكا وبنغلادش إلى التعامل مع هذه المنافسات التمهيدية للمنطقة الغربية كرسالة للنهوض والارتقاء بالمستوى، وهذا موجه بشكل خاص لسيريلانكا، التي تقدمت إلى المرحلة الثالثة من التصفيات التي ستقام العام المقبل.

ساكاكيني ليس الحل

ماذا يمكن للمنتخب الفلسطيني أن يقدم من غير قوته الضاربة ساني ساكاكيني؟

بعد أن نال صدارة هدافين بطولة آسيا 2015، لا يزال ساكاكيني خيرة لاعبي فلسطين بعد مرور ثلاث سنوات.

ساكاكيني حقق خلال التصفيات الأخيرة معدل تهديفي بلغ 28.5 نقطة للمباراة الواحدة، و17 متابعة للكرة، وتصدر قائمة اللاعبين الأكثر فعالية بواقع 37.8.

وتعود خسارة المنتخب الفلسطيني أمام السعودية، بسبب تدني مستوى ساكاكيني خلال الربع الثالث من اللقاء.

وكثيرا ما يقال في كرة السلة إن تألق لاعب واحد يمكن أن يفوز بك في عدة مباريات، ولكن ليس بطولة كاملة، لذلك فإن المنتخب بحاجة إلى عمل جماعي أكثر فاعلية.

فهل يستطيع أبرز لاعبي المنتخب أمثال صانع الألعاب مارك هيل والمهاجم أبو شمالة، أن يتحسنوا في الأشهر المقبلة؟

قد يكون الجواب على السؤال أعلاه هو العامل الحاسم فيما إذا كانت فلسطين قادرة على الانضمام إلى أحد الفرق الستة عشر في كأس آسيا 2021.

فوز إحصائي

فوز منتخبنا الوطني على حساب بنغلاديش بنتيجة 126/52، لم يكن أبدا موضع شك، لكن الانتصار كان محيرا للعقل من الجانب الإحصائي وأرقام المباراة.

عودة للقاء الذي بدى وكأنه متجه إلى الذاكرة باعتبار أن منتخبنا سيحقق فوزا سهلا في المتناول، إلا أن منتخبنا سجل أرقاما تاريخية خلال المباراة.

لنأخذ بعين الاعتبار هذه الاحصائيات للأحمر: حقق منتخبنا خلال اللقاء 43 تمريرة حاسمة للتسجيل بمعدل فاعلية بلغ 185 نقطة.

وسجل بدلاء منتخبنا 72 نقطة من أصل 126.

وحصل جميع لاعبي منتخبنا ال12 المسجلين في قائمة المباراة على فرصتهم في المشاركة، بل وتجاوزت مشاركتهم حاجز ال10 دقائق، وتمكن جميع اللاعبين من التسجيل خلال اللقاء.

وبشكل عام، حقق منتخبنا معدل تهديفي بلغ قرابة الـ 55% من أصل محاولات التسديدة البالغ عددها 91 محاولة. وسجل منتخبنا 50 نقطة من 34 “تيرن أوفر” على منتخب بنغلاديش.

هذه الأرقام التي لن تصادفها كثيرًا في لعبة كرة السلة.

عودة الأخضر

كانت آخر مرة صعد فيها المنتخب السعودي على منصات التتويج في المسابقة الآسيوية العام 1999، حينما حصل على برونزية تاريخية بعد أن تفوق على حساب المنتخب الصيني في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.

ومن السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كان بإمكان الفريق الحالي تكرار إنجاز العام 1999، إلا أن من الإنصاف القول إن المنتخب السعودي الحالي هذا هو أفضل ما رأيناه منذ سنوات.

وبفضل عنصر الطول الذي يتمتع به لاعبي الأخضر، إلى جانب المهارات والقوتين البدنية والذهنية، تمكن المنتخب السعودي من تحقيق العلامة في تصفيات المنطقة الغربية.

وبشكل ملحوظ، فقد أثبت المنتخب السعودي قدرته على إظهار أداءه الجماعي القوي، وتمكن من التغلب على أقرب منافسيه منتخب فلسطين ومنتخبنا الوطني.

ومن بين 24 فريقًا في تصفيات العام المقبل، ستتأهل أفضل 16 منتخبات إلى كأس آسيا 2021.

وبنظرة عامة، يمكننا أن نشهد عودة المنتخب السعودي إلى البطولة القارية الأولى في آسيا بعد غياب دام 5 سنوات.