ارتفعت أسعار النفط أمس الجمعة، وسط توقعات من التجار بشح في المعروض بفعل العقوبات الأميركية على صادرات الخام الإيرانية التي من المنتظر أن تبدأ الشهر المقبل.

وسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 85.05 دولار للبرميل في العقود الآجلة، بارتفاع قدره 47 سنتًا، أو ما يعادل 0.6 %، عن التسوية السابقة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 55 سنتًا، أو 0.7 %، إلى 74.88 دولار للبرميل.

وستبدأ العقوبات الأميركية في استهداف صادرات الخام الإيرانية اعتبارًا من الرابع من نوفمبر، وتمارس واشنطن ضغوطًا على الحكومات والشركات في أنحاء العام لكي لا تشتري الخام الإيراني.

إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية “فاتح بيرول” إن ارتفاع أسعار النفط يلحق الضرر بالمستهلكين، داعيًا كبار المنتجين إلى بذل أقصى ما في وسعهم لزيادة الإنتاج وتخفيف المخاوف المستمرة من نقص المعروض التي دفعت خام برنت إلى الارتفاع أعلى 86 دولارًا للبرميل في جلسة الأربعاء.

وأضاف “بيرول” لـ”فاينانشال تايمز” أن بعض الدول تبذل جهودًا لزيادة الإنتاج لكن هذا لم يستطِع تهدئة الأسواق في الوقت الحالي، معربًا عن أمله في أن يدرك جميع المنتجين الموقف الحساس وأن يبذلوا قصارى جهدهم.

وأوضح أنه على الرغم من أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يبدو شيئًا إيجابيًّا للدول المُصدرة للنفط اليوم، فإن تلك الاقتصادات ستعاني غدًا بسبب انخفاض نمو الطلب الناجم عن ارتفاع أسعار الخام.

وعلى صعيد متصل، قلص المشترون في الهند مشترياتهم من الخام الأميركي واتجهوا لتحميل النفط الإيراني قبيل إعادة فرض عقوبات أميركية على طهران الشهر المقبل، في الوقت الذي تقلص فيه الفارق بين خام غرب تكساس الوسيط الأميركي وبرنت وفقًا لما ذكره تجار وشركة معلومات الشحن كبلر.

وأظهرت بيانات كبلر أن شحنات النفط الأميركية المتجهة إلى الهند هبطت إلى 84 ألف برميل يوميًّا الشهر الماضي بانخفاض نسبته 75 % عن مستوى قياسي بلغ 347 ألف برميل يوميًّا في يونيو. وشكلت الهند 12 % من صادرات الخام الأميركي في يونيو.

وقال تاجر في الولايات المتحدة إن المشترين في الهند زادوا الشهر الماضي مشترياتهم من الخام الإيراني إلى 502 ألف برميل يوميا بارتفاع قدره 111 ألف برميل يوميًّا عن أغسطس ”قبل فرض العقوبات“ مضيفًا أن هذه الإضافة حلت محل الخام الأميركي.

وفي المجمل، هبطت الصادرات الأميركية 917 ألف برميل يوميا إلى 1.7 مليون برميل يوميًّا في الأسبوع الأخير من سبتمبر وفقًا لإدارة معلومات الطاقة، حيث بات الخام الأميركي أقل جاذبية بعد ارتفاع الدولار وتقلص علاوة برنت مقابل خام غرب تكساس الوسيط.

وكانت الهند أحد أكبر مشتري الخام الإيراني، كما أصبحت أيضًا إحدى الوجهات الرئيسية في آسيا للخام الأميركي هذا العام. بيد أن شركات التكرير الهندية قلصت منذ يونيو مشترياتها من الخام الإيراني قبيل العقوبات الأميركية.

وأظهرت بيانات كبلر أن الصادرات الأميركية لدول آسيا هبطت بمقدار 73 ألف برميل يوميًّا إلى 427 ألف برميل يوميًّا الأسبوع الماضي، بينما تراجعت الشحنات الأميركية المتجهة إلى أوروبا بمقدار 102 ألف برميل يوميا مسجلة 543 ألف برميل يوميا.