+A
A-

. الفنان شمة لـ”البلاد”: العود الآلة الوحيدة التي يحضنها الإنسان ويعزف بها

خاله أسطورة آلة العود الفنان العراقي الكبير نصير شمة، ولذا كان من المؤكد ان ينهل من ينابيع تلك المدرسة العريقة وألوانها، تلك المدرسة التي لها مفعول السحر في إذن المستمع العربي. انه الفنان وعازف العود العراقي الشهير أحمد شمة والذي يعتبر مدرسة كاملة في علم آلة العود وعلم المقامات. أحمد شمة موجود حاليا في البحرين؛ ليدرّس العود في الموجة السابعة لتعليم الفنون. “البلاد” انتهزت هذه الفرصة وأجرت معه هذا الحوار.

ما سبب زيارتك البحرين؟

أولا أود القول إن البحرين بلد صاحب ثقافة عريقة تختلف عن بقية الدول العربية، بلد ذو بصمة مختلفة وطابع جميل وسمة مميزة في استقبال المعلومات الموسيقية. لقد زرت البحرين أول مرة في العام 2004 ومنذ تلك اللحظة تعلقت بها وتمنيت أن أزورها مرة ثانية، ولله الحمد تحققت أمنيتي من خلال وجودي في مدرسة الموجة السابعة لتعليم الفنون، حيث سأقدم ورشة عمل تختص بآلة العود وكذلك حفل، وأنا سعيد جدا بوجودي في مثل هذه المدرسة التي حملت على عاتقها نشر ثقافة الفنون بمختلفها ومنها طبعا آلة العود. وقد بدأت فعليا في تدريس آلة العود بالمدرسة.

 

ماذا تعلمت من خالك عازف العود الشهير نصير شمة؟

لقد تربيت في نفس البيت الذي كان فيه خالي نصير شمة، ومنذ نعومة أظافري كنت أشاهده مع مجموعة من الفنانين يتبادلون الأحاديث ويعملون البروفات للحفلات ومن هنا تشبعت بثقافة الفن والموسيقى. مع العلم في البدء لم يكن في بالي العود ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أن هذه الآلة ومن ما قدمه العمالقة من أمثال نصير شمة وجميل بشير وشريف محي الدين ومنير بشير من تأملات ومن روح عميقة وتحويلات في الأسلوب شعرت حينها أن العود يمتلك مساحة كبيرة وباستطاعة الإنسان أن يعبر من خلاله عن أحاسيسه ومشاعره، ومن ثم اتجهت لدراسة العود ويرجع الفضل في تطور مهاراتي إلى خالي نصير شمة؛ لأنه وبعد تخرجي من معهد الفنون دعاني إلى القاهرة للدراسة في بيت العود وكان هذا حلمي، وبعدها أصبحت مدرسا في بيت العود.

 

ما الذي يميز العود عن بقية الآلات الموسيقية العربية؟

اولا عمر آلة العود “2350 قبل الميلاد” وثانيا العود هو الآلة الوحيدة التي يحضنها الإنسان ويعزف بها عكس جميع الآلات التي تكون بعيدة عن جسد الإنسان. وثالثا هذه الآلة هي أساس الآلات الشرقية مثل ما هو البيانو أساس الآلات الغربية. ورابعا آلة بهذا العمر فبالتأكيد أن لها أعماقا سحيقة ونحن لم نكتشف إلا القليل منها.

 

بصراحة.. ما رأيك في الموسيقى العربية حاليا؟ أشعر أن هناك فوضى ودخلاء على الفن على جميع المستويات؟

قياسا بما نسمعه ونشاهده وعندما نقرأ عن تاريخ الموسيقى بكل الأزمان، حتما هناك تفاوتات، فهناك موسيقيين وهناك وسط وهناك من يأتي أياما ثم يختفي. هذه التشكيلة مرت في كل الأزمان حتى في زمن السنباطي وزمن زكريا وزمن جميل ومنير والقبنجي وكل قراء المقام. في الأخير لا يصح إلا الصحيح ويبقى العالي وصاحب العمق والفكر والدراسة والموهوب الحقيقي.

 

ما سر تميز عازف العود العراقي؟

للمقام العراقي دور كبير وذلك بوجود قارئ المقام الذي يكون دائما على المنبر، فالقارئ يؤدي الصولو ومن ورائه آلات التخت تؤدي أيضا، ومن هنا بدأ المشوار في العراق مع الشريف محي الدين حيدر الذي له دور كبير في آلة العود بالرغم من وجود زرياب من قبله والمعروف بأنه أول من أبدع في آلة العود ونقل ثقافتها، وكذلك اسحق الموصلي وغيرهم ممن أضافوا الكثير، ولكن يعود الفضل الأكبر للمقام العراقي الذي عرفنا بأن الحنجرة يمكن أن تكون صولو مثلما هو العود من الممكن أن يكون صولو، والمعروف أن المقام العراقي هو لون عراقي من الغناء القديم تصاحبه الآلات الموسيقية، وهو تراث موسيقي يتسم بصفة أو طبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة.

 

ما أول قطعة موسيقية قمت بتأليفها؟

أول قطعة الفتها حينما جاءني إلهام في إحدى الليالي فحينها شعرت بأن هناك من يملي علي الجمل الموسيقية، دونتها ومن ثم أطلقت عليها “حوار مع مقام الكرد” ولله الحمد توفقت ونجحت ولم اقف عند محطة التأليف بل أخذت على عزف مؤلفات العمالقة في آلة العود.

 

ما مشاريعك المستقبلية؟

مشاريعي وهدفي هو أن كل معلومة عندي عن آلة العود تصل إلى محبين هذه الآلة وأي إنسان يحب أن يدرس الموسيقى، سواء عن طريق الإنترنت أو عن طريق المدارس وورش العمل.

كلمة أخيرة؟

لي في البحرين اقل من شهر وكل يوم أعيش الانبهار بكرم الضيافة والحفاوة خاصة عندما يعرف أهل البحرين أني من العراق، معاملة أهل البحرين تعطيني طاقة إيجابية من أجل العيش للأجمل.