+A
A-

عبدالله بن أحمد: المخطط الإيراني يتقاطع مع ممارسات قطر ضد دول الاعتدال

 أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن أبرز تحديات السياسة الخارجية للبحرين، تتمثل في مواكبة الخطوات التحديثية والإصلاحية الكبيرة والنوعية التي تشهدها المملكة، وأن تكون على مستوى رؤي وتوجيهات ومبادرات صاحب الجلالة الملك، قائد وموجه الدبلوماسية البحرينية، ومؤسس الفكر الاستراتيجي الوطني.

جاء ذلك، خلال محاضرة بعنوان “علاقات مملكة البحرين الخارجية” ألقاها الشيخ عبدالله بن أحمد، خلال إحدى دورات الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني، إذ أشار إلى أن الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني، تقف ككيان شامخ ومصدر للمعرفة والتخطيط الاستراتيجي، ومنارة للفكر العسكري الحديث الذي يضع العنصر البشري المؤهل في مقدمة الأولويات.

واستعرض واقع التفاعلات الجارية على مسرح الأحداث الإقليمي والدولي، والتي تشكل مجمل العلاقات الخارجية لمملكة البحرين، إذ تناول مصادر ومقومات قوة الدولة الطبيعية والبشرية مثل: الموارد والسكان والقيادة والقوة العسكرية والمستوى الصناعي والتكنولوجي والتعليمي والدبلوماسي وغيرها، والأهمية المتزايدة للدور الذي تلعبه “القوى الناعمة” وثورة الاتصالات والمعلومات في عالم اليوم، لاسيما مع دخول فاعلين جدد في النظام العالمي إلى جانب الدول، كالمنظمات الدولية، والشركات عابرة الحدود، وشبكات المجتمع المدني.

وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط، شهدت خلال السنوات الأخيرة أكبر عملية تحولات واضطرابات مقارنة بأي جزء آخر من العالم ما يسمى “الربيع العربي” وحقيقة الأمر هو “الخراب العربي”، وكان له تداعيات غير مسبوقة على الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن هذه الأحداث محركها الأساس مشاريع خارجية، فهناك المشروع الإسرائيلي القائم على تفتيت العالم العربي، والمشروع الأميركي للتغيير في الشرق الأوسط من خلال تمكين الجماعات الدينية للوصول إلى السلطة، وإسقاط مؤسسات الدولة، أما المشروع الأخطر، فهو المخططات الإيرانية للهيمنة على دول المنطقة من خلال تصدير الثورة، وهو ما يظهر بوضوح من خلال التدخلات الإيرانية في شؤون مملكة البحرين الداخلية عبر تجنيد عناصر إرهابية، وتنظيم دورات تدريبية عسكرية واستخبارية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ومحاولة اختراق النسيج الداخلي من خلال التحريض الطائفي البغيض، ودعم الممارسات الخارجة على القانون، وكثافة الإعلام الموجه والشائعات المغرضة عبر عشرات القنوات والمواقع والمنصات.

كما يتقاطع هذا المخطط مع إجراءات وممارسات نظام قطر ضد دول الاعتدال، إذ تقدم التمويل وتسهل الممر لجماعات الإرهاب، وتستثمر في قناة “الجزيرة” ومراكز الأبحاث ومنظمات حقوقية مشبوهة، لتحقيق أغراضها الهدامة في زعزعة أمن واستقرار المنطقة لكسب النفوذ، وهي وكيل ومنفذ للمشاريع السابقة.

وشدد الشيخ عبدالله بن أحمد على أن العامل الأهم والمؤثر في تحديد مكانة الدولة في محيطها الخارجي، هو شخصية القائد صانع القرار الذي يعرف قدر الإنسان والأرض والتاريخ، ورؤيته للحاضر والمستقبل، ويعي طبيعة المتغيرات الداخلية والخارجية، ويحسن استغلال الموارد المتاحة، ويتولى توجيه إدارة السياسة الخارجية لبلاده في الاتجاه الصحيح.