+A
A-

ما أصل قصة “الدارمندر”؟

تزخر المائدة البحرينية منذ القدم بأشهر الأكلات الشعبية اللذيذة، التي تركز بالطبع في المقام الأول على الأرز (العيش) الذي جاء تأثيره من الدول المجاورة والهند. وتتشابه الأكلات البحرينية إلى الخليجية كشبه “المجبوس” بالكبسة السعودية مثلا، لكن البحرينيين أبدعو بوضع اللمسات البحرينية وطريقة تقديمها، فالموقع الجغرافي للبحرين جعلها محطة لالتقاء الحضارات في مستوياتها الفكرية والمادية، كما أن العلاقة التجارية بين شعب البحرين والشعوب الأخرى من الهند والعراق ومصر والشام، خلقت نوعا من التلاقح والتأثيرات المتبادلة التي أثرت المطبخ البحريني من خلال أنواع الأكلات الشعبية وأساليب الطهي وأدوات الطبخ.

وبالرغم من تطور الحياة في البحرين، لم تندثر هذه الأكلات الشعبية، أبدا فيقبل عليها البحرينيون اليوم عبر المطاعم الشعبية المتنوعة التي تنتشر في العديد من محافظات المملكة.

وتختلف أصول هذه الأطعمة ومصادرها المتنوعة التي جاءت من الهند وبلاد الفرس وإفريقيا وغيرها، فمثلا تقول الأساطير إن “الدارمندر” أصلها تعود إلى فتاة تدعى بيبي دارمنده كانت تعيش في بلاد فارس، وذات يوم بينما كانت تتجول في قريتها، وإذا برجال من جيش الملك الظالم يطاردونها؛ بغية إلحاق الضرر بها والاعتداء عليها، فتضرعت الفتاة إلى الله أن ينقذها من براثن الشر حتى لو استدعى الأمر أن تشق الأرض وتبتلعها، فاستجاب الله لدعائها وانشقت الأرض وبلعتها ولم يبق منها فوق سطح الأرض سوى غطاء رأسها.

وجرت العادة في ما بعد على إقامة النذور على شرف تلك الفتاة، وذلك بإعداد خبز الدارمنده الذي يطبخ مع الهيل والسكر والدهان ويوزع عن تحقيق النذر، فتدعى امرأة مختصة في تلاوة الدعاء أو تعويذة الدارمنده وتجلب معها غطاء رأس خاص، ثم تتلو الدعاء على الخبز ويقدم للسيدات فقط.

ومن المعتقدات الشعبية السائدة قديما أن خبز الدارمنده يجب ألا يتعرض لأشعة الشمس ويجب أن يمتنع الرجال عن أكله، أو أن يشاهدوا النساء عند أكله؛ فيعد للرجال قدر خاص لا يقرأ عليه الدعاء الخاص بالسيدات.

ومع التقدم والتخلي عن بعض الخرافات ترك الناس الاعتقاد بالدارمنده وعمدوا إلى إعداد الخبز عند تحقيق النذور بحكم العادة والتسلية، إذ تجتمع نساء الحي لتناول الخبز عند تحقيق الأمنية التي نذر صاحب النذر إعداد الدارمنده عند تحققها، وينذر عادة إلى شفاء مريض أو حمل امرأة يصعب حملها أو سلامة شخص من مكروه أو عودة مسافر.

ومن جهة أخرى اشتهرت البحرين بصناعة الحلوى البحرينية التي توارثتها الأجيال أبا عن جد، فارتبطت هذه الصناعة الشعبية باسم البحرين، ولعب أهل المهنة دورا بارزا في الحفاظ عليها وتطويرها وتعليمها للمهنيين الشباب.

 

اللقيمات

وتعتبر اللقيمات من الأطباق البحرينية والخليجية المحبوبة وتسمى “العوامات” أو “لقمة القاضي” في بعض الأقطار العربية الأخرى. أما الساكو فهي من الحلويات اللذيذة التي تقدم عادة في شهر رمضان وفي المناسبات وفصل الشتاء، وهي تشبه في طعمها ومظهرها إلى حد كبير الحلوى وتتكون من حبيبات الساكو والسكر والزعفران والماء والهيل المطحون والزيت والجوز أو الكازو.

وتنتشر في البحرين العديد من الطبخات الرئيسة الشعبية التي يمتزج فيها الأرز مع السمك والدجاج واللحوم بمختلف أنواعها كالمجبوس والمصلي والمحمر واللموش وجريش الروبيان والهريس والمضروبة واليبولة والثريد والدقوقة، والأخيرة هي طبخة مكونة من سمك العوم مع التمر الهندي والماء إلى جانب طبق القشيد (ناشف سمك القرش الصغير) إضافة إلى طبخة المرقوقة وهي مكونة من عجين الخبز والدجاج. وسميت المضروبة بهذا الاسم لأنه بعد إعداد الأرز مع الدجاج الخالي من العظام يتم ضربه حتى يصبح كالعجين.