+A
A-

زينب السبّاع: “الدهشة” أول شعور أتمنى أن يصل للمشاهدين

زينب السبّاع شغوفة بالخط الحر ومهتمة كثيرا في مجال الابتكار ودائما ما تسعى للابتعاد عن التكرار الذي ملّ من مشاهدته الكثيرون وفي طريقها دائما لإنتاج فكرة مؤثرة وقوية لا تُنسى من قبل من يطالع فنها ويتابعه، البساطة التي تتبعها هي من أهم عناصر نجاح الأعمال الفنية التي تقدمها لأنها تحاكي العديد من مستويات التفكير البشري بسرعة كبيرة دون الحاجة إلى اي تكلف في الشرح.

 

*هل لكِ أن تحدثينا عن تلك البدايات عمّا بعد الصفر؟

- بداياتي كانت منذ الطفولة، بدأت برسم الرسومات العادية في المسابقات المدرسية إلى أن اكتشفت نفسي في الخط بشكل أكبر واستطعت أن ابتكر فيه بشكل مختلف عن المتواجد في الساحة حاليًا.

 

*ما الاحساس الذي تريد زينب أن تبعثه في نفسية من يشاهد اعمالها للوهلة الأولى؟

- بلا شك (الدهشة) هو أول شعور أتمنى أن يصل للناس والفن يعتبر فنا إذا خرج من قلب الفنان إلى قلب المتلقي مباشرة بدون اي صورة يشوبها التعقيد بمعنى أن تكون الفكرة بسيطة ولكن في ذات الوقت جديدة ومدهشة.

 

*اي من الخطوط العربية الأقرب لكِ؟

- الخطوط العربية كلها محببة بالنسبة لي، ولكني لم أجد نفسي في مجال الخط العربي بل وجدت نفسي في الخط الحر أكثر وهذا بسبب أنني أسعى دائما للابتكار الذاتي والتغيير.

 

* ما يميز لوحاتك انها تحتوي دائما على ألواناً أحادية، هل هناك ألوان ما لا تصلح أن تكون مع فن الخط؟

لكل لون تأثيره الخاص على النفسية، واختياري للألوان الأحادية في أغلب أعمالي جاء لسبب وهو أنني لا أود التأثير على المتلقي ومدى فهمه واستيعابه لفكرة العمل من خلال وضع تفكيره في دائرة الألوان المؤثرة.

*في مجال تخصصك الهندسة المعمارية وبالنظر إلى هذه الموهبة هل هناك نقطة يمكن أن ينسجم فيها الاثنان؟

تعتمد الهندسة المعمارية على بندين مهمين وهما الجانب العلمي والفني، أننا وبحكم الدراسة نحتاج الى ابتكار متجدد من أجل تصميم مباني لأغراض مختلفة، من هذا المنطلق نستنتج أن الفن والهندسة يتشابهان في أمور كثيرة.

*هل من الممكن (مستقبلا) دمج الخط الحر مع أحد المجالات المختلفة تماما عنه؟

- بالتأكيد يمكن أن يخدم الخط العربي والحر مجالات عديدة كما يفعل الآن فهو يستخدم في العلامات التجارية بكثرة، ويمكن دمجه أيضًا في التصاميم الداخلية وقطع الأثاث والكثير.

*ما المفهوم الذي تسعى زينب لإيصاله؟

- ال (concept) أو الفكرة التي أسعى لإيصالها وهي أن من خلال ترتيب الكلمات وتحريكها نستطيع فعل الكثير، ليس فقط خط للقراءة إنما هو خط للرسم والإبداع.

 

*استحضار الفكرة هل هو إلهام؟

-داخل كل عقل فضاء كبير ولكن غالبا ماتكون”إلهام” من عند الله ولله الحمد حيث لا يمكن للفكرة أن تأتي في اي وقت فهي نتاج مشاعر الفنان الداخلية والظروف التي يمر بها هو شخصيًا ومن حوله، فالفكرة الناجحة لا تأتي بسهولة كما يرونها الناس في الشكل النهائي للعمل الفني.

 

* ما الفرق بين الخط العربي والخط الحر؟

- الخط العربي يعتمد على قواعد أصيلة لا بد من الرجوع إليها ويحتاج إلى دراسات دقيقة وإلى ممارسة مستمرة، فهو معرّض للانتقاد في هيكلة الحروف استنادا إلى هذه القواعد أما الخط العربي الحر يستطيع الفنان تشكيله على حسب رغبته ولكن أيضا لابد من الالتزام في هيكلة الحرف العام أيضا.

 

*التواصلية أو الاستمرارية الحروفية صفة أساسية تميز الايقاع حتى نهاية العمل الخطي، هل تلتزم زينب بهذه القواعد الاصلية؟

عند ابتكاري لخط جديد أحاول قدر الامكان أن أناسق كافة الحروف العربية مع بعضها البعض لكي تتكامل وتعطي انطباع واحد وبلا شك التزم في هيكل الحرف الأصلي وعدم تحريفه من أجل أن يكون مقروء ويستطيع تنفيذ وظيفته القرائية.

 

* كيف تقيّمين فن الخط العربي في مملكة البحرين؟

- نشهد في الآونة الأخيرة ظهور قوي للفنون في البحرين، حيث أقيمت العديد من المعارض والفعاليات الفنية التي تبدأ بشكل رسمي من بداية يناير من كل عام، ولم يعد مقتصرا على دور العبادة بل نجده حاضرًا في كل مكان.

 

*ما أنواع الفنون الأخرى التي تمارسها زينب إلى جانب الخط الحر؟

أمارس الفنون التشكيلية والفن المفاهيمي التركيبي installation art))و لي فيه شغب كبير وذلك بسبب أنني أراه فعال جدًا ومؤثرا.

 

*كلمة أخيرة لعشاق الحرف العربي

للحرف العربي مجالات واسعة ومتنوعة، ومن واجبنا أن نتعمق أكثر في لغتنا ونساهم قدر الإمكان في نشر ثقافة الخط العربي بشتى الطرق والأساليب التي تخدم مجتمعاتنا وتساهم في تعريفها لباقي المجتمعات.

 

لقاء طالبة الإعلام بتول المسجن

جامعة البحرين