+A
A-

الناخب مسؤول عن ضعف البرلمان

محافظ العاصمة يرعى ندوة “مواصفات المترشح المناسب”

غازي: المستقلون سيطغون على المجلس الجديد

التميمي: أهمية انتخاب ذوي الخبرة والتجربة

 

نظم معهد التنمية السياسية أمس الأول ندوة موسعة عن “مواصفات المترشح المناسب” بمشاركة المحامي والحقوقي فريد غازي، والإعلامي إبراهيم التميمي، وبإدارة من جانب الإعلامية إيمان مرهون.

الندوة التي رعاها محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، أقيمت بقاعة المؤتمرات بفندق الخليج، وحضرها جمع غفير من المهتمين بالشأن السياسي والانتخابي، والإعلاميين الشباب.

ورحبت مرهون بالحضور، قبل أن تسلم طرف الحديث لغازي، الذي قال إن هناك اشتراطات دستورية معروفة، للشروط الواجب وجودها في المترشح، والتي منها حصوله على الجنسية البحرينية بصفة أصلية، مقيم بالدائرة، كامل الأهلية، بلغ من العمر 20 عاما، وغير ذلك، لكن ما يهمنا هنا هو التقسيمات التي ينضوي تحتها المترشحين، والتي أصنفها الى 4: ومنهم النواب السابقون، المترشحون الذين دخلوا الترشيح مرات عدة، المترشحين الجدد، والمنتمون للجمعيات السياسية، ومنهم من ترفع أسماؤهم عبر القوائم الانتخابية للجمعية، ومنهم من ينتمي للجمعيات ذات الميول الدينية”.

ويستكمل غازي “برأيي، إن النواب السابقين، هم أسهل ما يمكن للمقترع أن يعرفه، عبر الاطلاع لخلفيتهم القانونية، وأدائهم التشريعي والرقابي بمجلس النواب، وأيضا سهولة الوصول لخلفية المترشح من حيث نشاطه الاجتماعي، وأطروحاته التي تهم المواطنين”.

وأردف “أما الجمعيات السياسية، فإن ما يحكم هنا هو برنامج الجمعية، وأدائها، وقوة المترشح نفسه. أما الجمعيات الدينية (كالأصالة، المنبر، وغيرهم)، فهؤلاء لهم تحرك جيد بالمجتمع، يؤثر ويتأثر بهم، وعليه، فإن الهيئة الناخبة (الناخبون)، عليها أن تفاضل بين المترشحين على هذا الأساس”.

وتوجه مرهون سؤالها هنا للتميمي، بقولها “كيف تقرأ المفاضلة بين المترشحين الجدد، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على الناخبين؟”.

التميمي مجيبا “المعيار العام يتجه لاختيار المترشحين ذوي الصبغة المتدينة، وأنا لست ضد المتدين، ولكنني ضد أن يكون هذا هو المعيار الوحيد، من الأهمية الاتجاه نحو أصحاب الخبرة السياسية، والتجربة، وما أراه، بأنه وحتى اليوم، لا يزال الكثيرون من عموم المجتمع يتجه للمعيار الوحيد، وهو (التقوى والمثالية)”.

ويتابع التميمي “العمل في الجمعيات الخيرية، به ميزة القرب من الناس، والتواجد في تجمعاتهم، وهو خصلة تضاف لصالح المترشحين المحسوبين على هذه التيارات، وأنا ضد نظريات الاستبداد، الاستعباد، ومع اختيار المترشح الذي لديه (التمكين)، وهي سمة يملكها الكثير من البحرينيين، وفتحت لهم أبواب الإبداع والتفوق، ليس بداخل البحرين فحسب، وإنما خارجها أيضا”.

مرهون متسائلة: ألا ترون أن المجلس المقبل، بحاجة لأعضاء تكون مؤهلاتهم الأكاديمية عالية؟ وتزيد مبتسمة: بالعادة لا يصلون.

غازي “من ضمن اشتراطات حوار التوافق، تعديل مؤهلات المترشحين، لكن النواب هم من عثروا هذا المشروع الطموح، وعليه فمن المفترض أن تكون للهيئة الناخبة الوعي التام بسلطة البرلمان، وبأهمية الاقتراب من المترشح، وقراءة خلفيته العملية، والإنتاجية للمواطن، والتأكد أنه لا يريد من هذا الترشح تحقيق المنافع الشخصية، وإنما المنافع العامة”.

ويزيد “إذا تفهمنا الرقابة والتشريع بمفهومها الأول، تجنبنا وصول المترشحين الأقل كفاءة للمجلس النيابي، مع أخذ الحيطة، بأن البرنامج الانتخابي هو مجرد رأي، ولا يمكن تحقيق أجزاء كبيرة منه بالكثير من الحالات والتجارب، لأولويات الحكومة، والميزانية العامة للدولة”.

مرهون تسأل: “ألا ترون أن عزوف الكفاءات عن الترشح، ساعد الكفاءات على الوصول للمجلس النيابي؟”.

التميمي “قد يرتبط الأمر برد فعل لظرف ما، بالمقابل فإن الشهادة الأكاديمية لا ترتبط بالضرورة بمعيار الكفاءة، وأنا أعرف الكثيرين من العوام، من هم قادرون على توصيل احتياجات الناس، والسعي لتنفيذ لمطالبهم”.

يقول غازي “كيف نقنع الكفاءات الجالسة في البيوت لأن تشارك في الترشح؟ هذا هو السؤال، وهذا ما يجب أن نعمل على تحقيقه في الفترة المقبلة، البعض يحمل الحكومة مسؤولية ضعف أداء البرلمان، وأتساءل هنا: “أليس من أوصل هؤلاء النواب هم الناخبين؟”.

ويضيف “كيفية الاختيار والمفاضلة بين المترشحين، هي مربط الفرس، وبأمر يرجع بنهاية المطاف لخيارات الناس نفسها، والتي يؤمل منها الوعي، والبحث، والتأني في الاختيار”، مرهون: يرتبط ذلك أيضا بالبيئة الثقافية.

غازي “من خلال سمة المترشحين الحاليين والذين وصلوا إلى 506 مترشحين أستطيع أن أقول إن المستقلين سيطغون على المجلس المقبل، خصوصا مع تميز بعض النواب السابقين، ومهارة أدائهم، ومعرفتهم للآليات الرقابية والتشريعية، أؤكد هنا أن كفاءة المترشح وقدراته الشخصية، لهي أهم من البرنامج الانتخابي، والشعارات الانتخابية، والتي هي مجرد رأي”.

التميمي “البرنامج الانتخابي يجب أن يقوم على فكر يعزز السمعة، وبتوجه النائب لتشكيل تكتل حول فكرة بعينها، لا أن يستفز الناس بمواقفه، وتصريحاته، مسببا إشكالية في الحراك السياسي، وبالعملية الديمقراطية”.

غازي “ليس هناك طريق للعودة، العملية الانتخابية يجب أن تستمر، مع قناعة من الهيئة الانتخابية بأهمية البرلمان، والتصويت الفاعل للكفاءات”.