+A
A-

“فريق النور”: مهارة صناعة الأمل لأسر متعففة لا يعلم أحدا عنها شيئا

هو من اللقاءات الصحفية الاستثنائية، التي يشعر فيها الصحفي بأنه من المحظوظين. ففي مساء بارد، التقيت بأعضاء فريق النور، من جمعية أيادي الاغاثية، والذين تصدح حسابات (السوشيال ميديا) بالحديث عنهم، وعن مشروع الجمعية المحلق فوق السحاب (بيتكم بيتنا)، والذي يحمله أعضاء الفريق، جنباً الى جنب، مع فرق تطوعية أخرى على اكتافهم، فقط لمساعدة الآخرين، وتقديم الأمل، والتغيير لهم، ومن هنا بدأت حكايتي معهم.

في حديث تعريفي، عن جمعية أيادي الإغاثية، قالت عضوة الجمعية نور طلال مفيز “هي جمعية شبابية، تعمل على مشاريع خيرية عديدة، خارج وداخل مملكة البحرين، محلياً تركز باهتمام على النظر في مساكن المواطنين، والتي تكون بحالة سيئة، ومن خلال مشروع (بيتكم بيتنا)، وهو مشروع طموح تبنته الجمعية منذ ثمانية سنوات، بمواسم مختلفة، تقوده مجموعة من الفرق التطوعية، ولمدة شهر واحد”.

وتزيد “الهدف الأساسي من المشروع، توفير طاقة تطوعية شبابية، تساعد الأسر المتعففة في البحرين، ذات الحاجات المتنوعة في أمور السكن، سواء من حيث الاكتظاظ بالسكن، أو حاجة المسكن للتصليحات بسبب موجة الأمطار، أو عتق المنزل نفسه، حيث نعمل على ترميمه، وتوفير كافة التصليحات اللازمة”.

وعن آلية اختيار المنازل التي تحتاج لهذه المبادرات، تضيف نور”تكون عن طريق الجمعيات الأخرى، أو قوائم المجالس البلدية، أو التواصل المباشر معنا، حيث نقوم بعدها بعمليات مسح وجرد لهذه المنازل، ثم نعلن عن المشروع لاستلام طلبات المشاركة، ثم نطلق بعدها موسم العمل اللازم”.

وتكمل “البرنامج الفصلي الدائم للجمعية هو (بيتكم بيتنا)، ولقد أنجزنا خلال السنوات الثمان المنصرمة قرابة الثلاثين بيت تقريباً، وبعمل قادته فرق تطوعية، ومن مجموع أربع فرق مستمرة، كلها من السواعد الشابة المحبة للبحرين، ولأهلها”.

وفي لقاء جمع مندوب الصحيفة مع أحد فرق الجمعية، ويحمل أسم (النور)، أوضحت عضوة الفريق نورة الخلفان، أن سبب اختيار الأعضاء لمسمى (النور) محاولتهم توصيل الرسالة للناس، بأنهم وبمساعداتهم للأسر المتعففة، سيسهمون بإدخال النور لبيوتهم، ويفرجون عنهم كربتهم.

وتضيف خلفان “قدوتنا في ذلك، العديد من الأعضاء الذين شاركوا بالبرنامج، ومنهم من حفزنا للمشاركة، أولهم حسن الحريري رحمه الله، والذي وسم الوسم الحالي بأسمه (موسم حسن)، حيث كان يدخل النور والسعادة بمساهماته المثمرة، في بيوت، وقلوب الكثير من الأسر المتعففة، وهي مسؤولية نتشرف بحملها كفريق على عاتقنا اليوم”.

وتكمل “نهتم بأن نوضح للناس، أن أهل البيت هم نور البيت، ومتى ما ساعدتهم، وذللت الصعوبات التي تعترض حياتهم، ستكون سبباً بأن يكونوا الضوء المتوهج في هذا البيت، وبأن تبعث في صدورهم السعادة”.

الى ذلك، قالت شوق البراهيم إن الجمعية تكتظ بالطاقات الشبابية، ذات الخبرات المتنوعة، من إعلام، والقيادة، والتصميم، والإدارة المالية، ليكون باكورة هذا التجمع، عدد من الفرق الإبداعية، التي تسهم بصنع التغيير الإيجابي للآخرين.

من جهته، وصف خالد الغريب أحد البيوت التي كان الفريق مسؤولا عنها بقوله “البيت من خمس غرف، وصالة، ومطبخ، وأربعة حمامات، والذين يسكنون به، 21 شخصا، أم وأب، وأولادهم، وأحفادهم، كلهم بحرينيين، ويقطنون بمدينة (المنامة)، والغرف ضيقة جداً، (مترين في مترين)، وبكل منها 6 أشخاص، والبيت مبني من ستينيات القرن الماضي، فهو هندسياً ومن حيث الحالة العامة، ضعيف للغاية، وعليه كان هدفنا بأن نرمم البيت، ونصلحه، وننقله للألفية الجديدة، وهو بيت غير مبني على جيل اليوم، ولا الأجواء الحالية”.

وزاد الغريب “لديهم مشاكل في المجاري، وكميات ضخمة من الحشرات المختلفة والغريبة، والقوارض، والجدران منتفخة من الرطوبة، والخشب متآكل بالكامل، وهناك غرف أرضيتها التراب فوقها سجادات مستهلكة، ناهيك أن الأثاث قديم جداً، ومهترئ”.

ويكمل “وعليه، نعمد بنقل هذه المشاهدات للناس، لكي يساعدوننا لنساعد هذه الأسر المتعففة”.

واستلمت حنان بديوي طرف الحديث، بقولها “نهتم لأن نفعل باستمرار دور الشراكة المجتمعية، سواء من الأفراد أو المؤسسات، لكي نساعد كل من يحتاج للمساعدة، فالبيت الذي تحدث عنه زميلي خالد، بحاجة للكثير من التصليحات، والتغييرات، والترميمات”.

وتردف “من المشاهدات الجميلة، مشاركة أهل البيت للمتطوعين في اصلاح وترميم البيت، بل أنك لا تستطيع أن تفرق بينهم، وبعد أن نقوم بتسليم البيوت لأهلها، نتفاجأ بأن عدد من الأطفال بهذه البيوت يبدون رغبتهم في المشاركة وتقديم المساعدة في البيوت الأخرى، ومنهم من صبغ كلمتي (بيتكم بيتنا) على فانيلاتهم، أسوة بأعضاء الفرق التطوعية، وهو أمر جميل، بأن تزرع الأمل، وروح المساعدة بنفوس الآخرين”.

بدوره، قال رئيس فريق النور عيسى بو شقر إن من الأهمية التركيز على جانب الإحسان، لأن العديد من الأسر المتعففة، حرمت من فرصة أن يدخل عليهم من يرغب بأن يساعدهم، وبخبرات متنوعة، وعليه نهتم بأن نستغل وجودنا لكي نزرع هذه الخصلة، ونعززها في الآخرين.

ويزيد “أضف أن من مزايا الجمعية، بأن كل (الريع) الذي يدخلها، يخرج بأعمال، في بيوت الأسر المتعففة، والمحتاجة، ونحن كفرق تطوعية نمثل حلقة وصل، بين أهل الخير، ومن يحتاج هذا الخير، ونحاول أن نبرز ذلك بوضوح تام، ناهيك أن هناك رقابة من الجمعية على كل المصروفات المالية”.

وقال عضو فريق النور عادل الكوهجي “لي شرف المشاركة في البرنامج للموسم الثالث، وبدأت معهم فعلياً العام 2005 كمتطوع أسوة بزملائي هنا، وكنت أكبرهم سناً حينها، ولقد حرصت منذ الوهلة الأولى، على نقل تجربتي لأولادي، وبأن أحفزهم بأن ينقلوها بدورهم إلى أصدقائهم، وأصحابهم، لكي يحبوا مستقبلاً هذا العمل”.

وتابع “تعلمت من خلال عملي التطوعي، حجم النعم التي لا نشعر بها”.